مقالات الرأى

أسامه فريد يكتب: حدث فى عربة القطار

في إحدى عَربات القطار المُتجه من أسوان إلى القاهرة، حيث دار الحديث بين الطفلين عن أحلامهما ومعرفة قدوة كل واحد منهما وما يَود أن يكون عليه في المستقبل، فقال أحد الطفلين أنا أريد أن اصير مثل لاعب الكرة المشهور الذي لديه من المال ما لأحد يملكه غيره ،ولتتقرب مني الفتيات وأصبح مشهوراً، وهنا سمعه كل من في العَربة ،فشاركهم في الحديث شاب وقال: أما بالنسبة لي اعشق هذا المُطرب ذو الصوت الرائع، وحفلاته التي يحضرها آلاف الناس، فيا ليتني لو أكون مثلهُ نجماً، وهنا رأى العجوز أن الحوار ممتع وترك الجريدة التي كان يقرأ فيها وأستطرد الحديث بقوله: أنا مُغرم ومعجبُ كبير بتلك الممثلة ذات الوجه الحسن والتي تشعرني بالبهجة فتثير مشاعري عند ظهورها على شاشة التلفاز، وكم أود أن تصبح حفيدتي مثلها يوماً، وكان في نفس العَربة شيخُ يُصغي إلى هذا الحوار، ولكن لم يحالفهُ الحظ ليعبر عن رأيه؛ لان القطار قد وصل إلى المحطة النهائية، ونزل كل من في العربة وانشغل كل منهم بوِجهته، إلا أن الشيخ أخد يسلك طريقه وعيناه تزرفا من الدمع وكأنها الصخور تَنجرف من قمة جبل؛ ورسخ في عقله ما سَمعهُ من كلام الطفلين إلى كلام العجوز، فأخذ يحدث نفسه بقلب مُنفطر قائلاً: ما هذا الذي حدث في عَربة القطار الكل مشغول ويتكلم عن قدوته ومَثله الأعلى ممن فضلوا الدنيا واتبعوا اهوائهم، وابتعد الناس عن الإقتداء بخير الخلق وأعظمهم خلقاً والسير على سُنته ،وحزن الشيخ على ما وصلنا إليه، فقد ضللنا الطريق وابتعدنا كل البُعد عن الطريق الصحيح .

زر الذهاب إلى الأعلى