مقالات الرأى

وفاء بكرى تكتب : ” الغدر” بـ” القطط”

كل شيء في العالم الآن أصبح قاب قوسين أو أدنى من ” التغيير”، حتى “الطبائع” والسمات الإنسانية نفسها، من قبل كان الإنسان هو الأكثر قربا وحبا للقطط، أكثر من أي حيوان آخر، حتى كانت صور “القطط” هي القاسم المشترك في ” كروت المعايدات” والصور المرسومة، ولا ينافسها سوى ” الحصان”، وبالرغم من ذلك لم ينس الإنسان أن يلصق القطط بسمات وصفات سلبية، على رأسها سمة ” الغدر”، من منا لم يخف إعجابه بجمال القطط ولكنه يخشى ” غدرها” في الوقت نفسه، ولكن يبدو أن بعض البشر ” استكثر” هذه السمة السلبية وقرر استبدال الأدوار بينه وبين القطط، والسبب الرئيسي هو ” الأزمة الاقتصادية”، فقد تصادف أمامى عدة مواقف لـ” مربي قطط”، قرروا إطلاق سراحها من بيوتهم، بعد أن أمضت وقتا ليس بقليل معهم تحتمى وتدفأ بين ” حيطان البيت”، وجميعهم حجتهم واحدة، وهى أنهم لا يستطيعون تلبية احتياجات “القطة” بعد الارتفاع الجنونى للأسعار، أعلم واتفهم أن جميعنا في ” زنقة” هذه الأيام، ولكن كيف يقرر الإنسان فجأة أن ” يغدر” بحيوانه الأليف الذى يعد الأقرب من أصدقائه، البعض يفسر بشكل خاطئ حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن المرأة التي حبست القطة، ولم تطعمها أو تتركها تأكل من خشاش الأرض، فهم يرون أن إخراج ” القطة” التي ربوها ولا تعرف الحياة خارج الجدران، لتأكل من “خشاش الأرض”، أفضل من استمرارها معهم في ظل هذه الأزمة، وتجاهلوا في الوقت نفسه الأحاديث العلمية حول ” معشر القطط” وكيفية تعاملها مع بعضها في الشوارع، فلا يستطيع ” قط البيت” الذى لم يعتد المعيشة مع ” جمع من القطط” أن يتأقلم في الشارع، بل يكون أقرب للموت، فهذا هو ” قانون الشارع” لحياة القطط، فهنا يمكن أن نحكم بصدر رحب على من يخرجون قططهم إلى الشارع بأنهم أقرب لـ” القتلة” حتى ولو كان بـ” جهالة”، فقد دفعوا بهذه الكائنات البريئة التي كانت تحتمى بأحضانهم إلى ” التهلكة”، حتى ” خشاش الأرض” قد لا تستطيع الحصول عليه، ولا أتصور كيف يخشى أي إنسان ألا يستطيع تلبية احتياج حيوانه الأليف سواء قطة أو كلب، وقد أكد الله تعالى في آياته الكريمة على رزق الحيوانات، فنحن إذن مجرد سبب في رزق هذه الكائنات اللطيفة التي لا حول لها ولا قوة، فليعيد هؤلاء التفكير في ” غدرهم” بالقطط والكلاب بعدما كانت سببا في سعادتهم ولو لدقائق قليلة، نصيحتى لهم :” لا تقتلوا سعادتكم بأيديكم، هناك رب يرزقنا جميعا”.

زر الذهاب إلى الأعلى