انتقدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارتها اليوم الخميس، لأكبر مستودع للحبوب في برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، متهمة إياه بتصعيد أزمة الغذاء العالمية.
وقالت بيربوك في مدينة أداما الإثيوبية اليوم الخميس، إن “الرئيس الروسي يستخدم الحبوب، ويستخدم الغذاء كسلاح”، مضيفة أن “هذا يؤدي إلى تفاقم الوضع المأسوي للإمدادات الغذائية في شتى بقاع الأرض حيث يواصل الجفاف تمدده أيضا في جميع أنحاء العالم”.
ووصلت بيربوك ونظيرتها الفرنسية كاثرين كولونا إلى أديس أبابا صباح اليوم الخميس، في زيارة تستمر يومين لإثيوبيا، حيث تكافح البلاد أزمة جوع تفاقمت بسبب حرب روسيا على أوكرانيا.
وبعد لقائهما بالرئيسة الإثيوبية سهلورق زودي، وهي أول سيدة ترأس إثيوبيا، وتتولى هذا المنصب منذ عام 2018، زارت المسؤولتان مستودع برنامج الأغذية العالمي للتعرف على واردات الحبوب من أوكرانيا وتوزيعها.
وأضافت بيربوك خلال تواجدها في المستودع، هذا هو السبب في أنه :”من المهم جدا أن نرد على الحرب الروسية الوحشية على وجه التحديد ليس فقط بالمساعدات لأوكرانيا، ولكن من خلال زيادة مساعداتنا الإنسانية بشكل كبير، ومساعداتنا الغذائية في جميع أنحاء العالم”.
تجدر الإشارة إلى أن إثيوبيا هي ثاني أكبر دولة بأفريقيا من حيث عدد السكان بعد نيجيريا، كما أنها واحدة من أفقر دول العالم. وتعاني البلاد من جفاف شديد بعد عدم سقوط أمطار للموسم الخامس على التوالي.
وبسبب الاعتماد الكبير على القمح والأسمدة من أوكرانيا وروسيا، يتوقع خبراء أن يزداد الوضع سوءا نتيجة الحرب الروسية في أوكرانيا.
وقالت منظمة “فيلت هونجر هيلفه” الألمانية المعنية بمكافحة الجوع بالعالم لوكالة الأنباء الألمانية في وقت سابق اليوم، إن هناك نحو 22 مليون شخص في إثيوبيا يعانون من الجوع وندرة الغذاء حاليا.
وقال أباينا ديمنكه، وهو مسؤول بالمكتب المحلي للمنظمة في أثيوبيا، لـ(د.ب.أ) إن الأزمة الإنسانية الراهنة ترجع لكثير من الأسباب، منها كوارث طبيعية مثل غزو الجراد والجفاف والفيضانات وكذلك الأزمات الصحية مثل وباء كورونا وتفشي الكوليرا التي تسببت جميعها في إضعاف البلاد. وبالإضافة إلى ذلك شهدت البلاد الكثير من النزاعات العرقية، وعلى رأسها الحرب الأهلية التي انتهت مؤخرا في إقليم تيجراي.
وشددت بيربوك على أن الغذاء حق من حقوق الإنسان. وقالت إن ألمانيا وفرنسا تدعمان التصدير الأوكراني للحبوب إلى إثيوبيا من خلال تمويل وتنظيم نقلها،: “حتى لا يصبح شعب إثيوبيا أيضا ضحايا للحرب العدوانية الروسية”.
وأضافت وزيرة الخارجية الفرنسية كولونا: “الناس الذين يعانون هنا من الجفاف ليسوا مسؤولين عما يحدث في أوكرانيا. لذلك، علينا مساعدتهم. هذا واجب إنساني”.
ولا تزور الوزيرتان إثيوبيا لمعالجة أزمتها الغذائية فحسب، بل لتظهران دعمهما أيضا لاتفاق سلام تم توقيعه العام الماضي لإنهاء عامين من الحرب الأهلية الوحشية.
ومن المقرر أن تعقدا مزيدا من المحادثات مع رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد ووزير الخارجية ديميكي ميكونين ووزير العدل جيديون تيموثيوس.
يذكر أن الحكومة الإثيوبية أبرمت اتفاق سلام مع “الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي” في نوفمبر الماضي.
وقُتل مئات الآلاف في نزاعات منذ نوفمبر 2020، وفقا لبيانات الأمم المتحدة.