عرب وعالم

نميرة نجم :المساعدات الأمريكية للحرب بأوكرانيا وغزة بلغت 89,5 مليار وللمناخ 17,5 مليون

كتبت : أنس الوجود رضوان

قالت السفيرة د. نميرة نجم مديرة المرصد الأفريقي للهجرة (AMO) أن الأموال الموجهة للحرب أكثر من المساعدات الإنسانية التي يمكن أن تؤثر على النزوح والتنقل و تضرر الدول الفقيرة لما تسببه الدول الغنية من تغيرات مناخية ، فالارقام ناجزة ولها دلالات واضحة وكاشفة تفسر نفسها ورغبات أصحابها ، فقد قدمت الولايات المتحدة التي تستخدم الفيتو ضد أي قرار يدعو لوقف الحرب في غزة مساعدات عسكرية لأوكرانيا بقيمة 44.4 مليار دولار مليار دولار منذ بدأ الحرب بين روسيا وأوكرانيا فبراير عام 2022 ، و لاتسع إلي طرح اي إمكانية لحلول تسوية سياسية لهذه الحرب المشتعلة بوقود المساعدات الامريكية و التي أثرت تأثير مباشر علي تردي الاوضاع الاقتصادية و ارتفاع اسعار الغذاء في العالم ،و زدات من التشائم العام من التعافي بعد فترة جائحة كوفيد ١٩ نحو مزيد من الركود الإقتصادي والتضخم العالمي ، وعند مقارنة المساعدات العسكرية الأمريكية المعلنة لاسرائيل تحت زعم التخلص من حماس وهي حركة مقاومة فلسطينية وطنية وليس جيشا،و يقدر قوامها العسكري بحوالي ٣٠ الف مقاتل مسلح تسليح خفيف ، دفعت الولايات المتحدة مساعدات عسكرية لاسرائيل قيمتها ١٤.٥ مليار دولار مخصصة لتدمير و للقتل المستمر للاطفال و النساء و المدنيين في فلسطين بآلة الإحتلال العسكري الإسرائيل والمستمر منذ شهرين ، وقصف أهل غزة بأسلحة محرمة دوليا وملاحقتهم في الطرق و الملاذات والآماكن المفترض انها آمنة للنازحين ، وكذلك مطاردة المصابين و الجرحي و الاطباء و المسعفين في المستشفيات بالارهاب و محاصرتها و إقتحامها بالدبابات وتخربيها والقنص و ضرب وتدمير البيوت و المساجد و الكنائس والمستشفيات والطرق و البنية التحتية ، وقتل الأسري و المعتقلين و تعذبيهم في محرقة غزة الاسرائيلية الامريكية ، ساعيا وراء تصفية القضية الفلسطينية و التهجير القسري للفلسطينيين وفرض أمر واقع جديد بنكبة جديدة لإستيلاء الاحتلال الاسرائيلي علي باقيا ارض الدولة الفلسطينية ، وفي نفس الوقت تحاول الحكومة الأمريكية تبرئة ذمتها من الدم الفلسطيني للابرياء من الاطفال و الشيوخ و النساء المسال في غزة بخداع العالم بارسال  المساعدات الإنسانية الأمريكية للشعب الفلسطيني التي يصل مجملها إلي 21 مليون دولار فقط منذ إندلاع هذا الصراع في أكتوبر الماضي ،بينما قدمت الحكومة الامريكية في واشنطن مساعدات انسانية لاوكرانيا بقيمة 6,9 مليار دولار , علاوة علي 20,5 مليار دولار من دعم المالي للميزانية الاوكرانية من خلال آليات البنك الدولي بإجمالي مساعدات كلية قدره ٧٦مليار دولار منذ انطلاق الحرب الروسية الاوكرانية ، و من إبادة البشر والممتلكات في غزة و تعطيل أحكام القانون الدولي ودور المؤسسة الدولية بقيادة ورعاية ورضا و تمويل و فيتو أمريكي متكرر ، إلي إبادة كوكب الارض ذاته فقد فجأتنا الحكومة الأمريكية برقم صادم لمساهمتها بمبلغ ١٧,٥ مليون دولار فقط لاغير في هذا المؤتمر COP 28 من خلال صندوق الخسائر و الاضرار الناتجة من التغيير المناخي الذي تحتل أمريكا ذاتها مكانة و صيف البطل و المركز الثاني في ترتيب الدول المسئولة عن ظاهرة الاحتباس الحراري في العالم ، و من ثم لن نيأس هنا في COP 28 من تكرار المطالبة المستمرة نحو متطلبات العدالة المناخية للدول الفقيرة ، وبعد حوالي 17500 فلسطيني قُتلوا في الهجمات العدوان الإسرائيلي على غزة منذ 7 أكتوبر الماضي ٧٠٪؜ منهم أطفال و نساء ، و نحو 46480 شخصا أُصيبوا نناشد الحكومة الأمريكية بتخلي عن العبارات الدبلوماسية من الأعراب عن القلق و الآسف والحزن لقتل طفل فلسطيني كل ١٥ دقيقة في مجازر الاحتلال الاسرائيلي المستمرة ، والتوقف عن تمويل إسرائيل في حربها علي غزة و الموافقة علي وقف فوري ونهائي لاطلاق النار ، وإطلاق الاسري و المحتجزين و الرهائن من الجانبين ، وتوجيه مليارات مساعدات الدول الأكثر نحو السلام و التنمية و كوكب أخضر، جاء ذلك أثناء كلمتها الافتتاحية كمديرة لحوار حلقة نقاش بعنوان “بيانات التنقل المناخي: التحديات والفرص نحو استدامة السلام”الذي نظمها المرصد الافريقي للهجرة بالتعاون مع مركز القاهرة الدولي لحل النزاعات وحفظ وبناء السلام (CCCPA) التابع لوزارة الخارجية المصرية ضمن فاعليات المرصد التي تركز على العلاقة بين بيانات الهجرة وتغير المناخ بجناح دولة الجابون بمؤتمر المناخ COP28 في دبي .
وفي كلمته شدد السفير أحمد نهاد عبد اللطيف، المدير العام لمركز CCCPA، والمدير التنفيذي لمنتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة ، ورئيس اللجنة الأفريقية لاتحاد مراكز الفكر من أجل السلام (NeTT4Peace) على العلاقة بين التنقل المناخي والصراع، وأنه في حين أن الأمم المتحدة قد تدعم الجهود على مستوى معين، فإن انعكاس هذا الدعم على أرض الواقع أمر مختلف.
وأكد على ضرورة معالجة الفجوات المعرفية المتعلقة بالمناخ والتنقل والسلام والأمن.
وقالت د.كوكو وارنر مدير معهد بيانات المنظمة الدولية للهجرة (GDI) ان من الأهمية توافر بيانات متسقة وقابلة للمقارنة، والتي يمكن أن تؤدي إلى إتخاذ إجراءات لإيجاد حلول لمشكلة النزوح، وأهمية أن تلعب أفريقيا دورًا رائدًا في هذا الموضوع ، فالبيانات هي إحدى الطرق الرئيسية للمضي قدمًا، كأداة يجب إيصالها إلى المجتمعات وصناع القرار والمجتمع المدني .
وأكدت د.كوكو وارنر على أهمية وجود أجندة عمل بشأن حلول النزوح لتوجيه الاستثمارات في البنية التحتية نحو مجتمعات الخطوط الأمامية. .
وسلطت د. إيلينا سيما أستاذ القانون الدولي العام بجامعة جنيف الضوء على دور الأوساط الأكاديمية والبحثية في جمع وتحليل البيانات وتغطية أي فجوات موجودة ، واستشهدت بإعلان الإمارات العربية المتحدة بشأن المناخ والإغاثة والتعافي والسلام، الذي يدعو إلى العمل الجماعي لبناء القدرة على التكيف مع تغير المناخ في البلدان والمجتمعات المعرضة للخطر، ولا سيما تلك المهددة أو المتأثرة بالهشاشة أو الصراع، وعلى الحاجة إلى تعزيز الدعم بما في ذلك البيانات والمعلومات التي تعترف بالتكامل وإمكانية التنبؤ.
كما أشارت د .إيلينا إلي ان الإعلان دعا إلى تمكين الفئات المتضررة، بما في ذلك السكان النازحين والمجتمعات المضيفة لهم ، و على أهمية البيانات المتعلقة بالنزوح والتنقل وكذلك تأثيرها على البلدان المستقبلة، وأهمية البيانات القابلة للمقارنة ، و التنبه الي مشكلة تجزئة البيانات .
وشددت سيما على ضرورة التقارب والمواءمة، والقيمة المضافة التي يمكن أن تقدمها المستويات المختلفة، وأهمية إشراك المجتمع المدني ،أن هذه الجهود لا ينبغي أن تركز فقط على الخسائر والأضرار، بل يجب أن تركز أيضًا على الوقاية وأهمية الاستثمار والتمويل في جمع البيانات وإدارتها ، و الحاجة إلى مزيد من الأبحاث حول المناخ باعتباره محركًا للتنقل، بعيدًا عن الصراع، وضرورة الاستثمار في التكيف والتعليم.

وأوضحت إيلينا بانوفا، المنسق المقيم للأمم المتحدة في مصر، على ضرورة الاستثمار في القدرة على الصمود بما في ذلك الاستثمار في البنية التحتية في المجتمع ، و أن الأمم المتحدة تشجع الاستثمار ليس فقط في مساعدات الإغاثة ولكن في المجتمعات والبنية التحتية، حيث تجمع المساعدات الإنسانية مع المساعدات التنموية لدعم القدرة على الصمود ، و أن البيانات الموثوقة تحتاج إلى شراكات توفر المزيد من الأدلة لإيجاد إجراءات أفضل.

و قد أعرب ممثل من وفد الجابون عن تقديره للقضايا التي أبرزتها حلقة النقاش ، وأن الجابون مهتمة بمعرفة المزيد عن الجهود المتعلقة بتعزيز بيانات الهجرة الأفريقية، بما في ذلك آثار الصراعات والنزوح والهجرة ، وكيف يمكنها التعاون مع مرصد الهجرة الأفريقي لتلبية الاحتياجات التدريبية بجابون ؟
واجابت السفيرة د.نميرة نجم مديرة AMO علي سؤاله مشيرة أن المرصد أجري أول ورشة عمل تدريبية وطنية في ناميبيا بنوفمبر الماضي بعتبرها دولة متحدثة بالانجليزية، و سيجري المرصد ورشة عمل جديدة مماثلة الشهر الجاري بأوغندا ، ورحبت السفيرة باستكشاف فرص التعاون مع الجابون كدولة مستقبلة للنازحين، خاصة أنها ستدشن مثل هذا التعاون مع أحدي الدول الناطقة بالفرنسية في أفريقيا لأول مرة .

زر الذهاب إلى الأعلى