مقالات الرأى

منال قاسم تكتب : اعلانات الزكاة بين المهنية والقيم الإنسانية

شهر رمضان من كل عام اصبح مجالا خصبا للإبتزاز العاطفى
إعلانات تسول واستفزاز كل عام يأتى على ماتبقى من مشاعرنا!
فرغم جلال هذا الشهر وما يحمله لنا جميعا من ذكريات تجعلنا ننتظره من العام للعام، إلا أنى تمنيت أن ينتهى سريعا لشئ واحد فقط وهو التخلص من هذا الكم من التسول الإعلانى المقيت على كافة الفضائيات هذا الشهر الذى حوّله المستفيدين من أصحاب الجمعيات الخيرية التى تحمل ألف علامة استفهام، وشركات الإعلانات التى لاهم لها إلا الكسب، إلى شهر تسول مستفز ومتاجرة بائسة بألآم المرضى فى إلحاح ممل واستعطاف مشاعر المشاهدين فى تعمد واضح باستغلال الفئات المحتاجة للتبرعات كتصوير المرضى والمتاجرة بهم حتى يجبروا أصحاب القلوب الرحيمة على التبرع الإجباري.
قسوة ومبالغة غير مقبولة وغير منطقية عن حالات المرض فى مشاهد اقل ما يقال فيها انها بائسه والغريب أنها تنال تركيز أصحاب دعوات التبرع فى هذا الشهر فقط، فتقوم الجمعيات باستعراض الحالات واستخدام كبار النجوم فى إنتاج مادة إعلانية تحتوى على بذخ شديد وإنتاج ضخم يتناسب مع المحتوى الدعائي الهادف للمساعدة الإنسانية! لجمع اكبر قدر من الاموال فى تنافس شديد ويبدو لافتاً الاعتماد على نجوم المجتمع والنخبة، سواء الثقافية والدينية والرياضية والفنية والإعلامية، وغيرهم، من الشخصيات العامة، بهدف خلق مصداقية، والاعتماد على متابعيهم ورصيدهم الجماهيري، في الترويج الإعلامي، وتكوين جسور ثقة تساعد في توصيل المحتوى الإعلاني لدى المشاهد. رغم علمنا ان ظهور المشاهير في تلك الحملات يعد إهداراً لأموال المتبرعين، لأنّ هؤلاء يحصلون على أجور مقابل مشاركتهم، وذلك يكون على نفقة المتبرع، والذي فى نيته التبرع للمحتاج، وليس لإدارة الحملات الإعلانية، بينما تربح القنوات والوكالات الإعلانية من وراء ذلك”. ومن هنا يتحول الغرض فيصبح هدف القنوات هو الربح الذي تتقاسمه مع وكالات الإعلان، وما لا يعلمه المشاهد هو أن جزءاً من أموال التبرعات، التي ينفقها للخير، يجري صرفها على إنتاج هذه المواد الإعلانية، التي تتكلف أموالاً باهظة، فى عمليتين: الأولى إنتاج الإعلان، والثانية بثه في مختلف المنصات الإعلامية بشراء مدة كافية في الوقت الممتاز ونتيجة لهذا البذخ الشديد تظهر تحفظات وأسئلة كثيرة، حول ضوابط العملية الإعلانية،
نقف عند سؤال هام
اين تذهب اموال التبرعات ؟!
هل ما لله يصل إلى الله ؟
ام تهدر الاموال في منافسة شرسة بين جمعيات هدفها التربح خاصةإنّ بعض الجهات التي تسعى وراء التبرعات، تكون ميزانيتها غير معلنة
ارحموا قلوبنا ومشاعرنا من هذا العبث الذى يشكل فيلما قبيحا وساذجا من أفلام عشرينيات القرن الماضى، ابحثوا وراء المليارات التائهه فى دروب التبرع العشوائي، وجيوب شركات الإعلانات،فى مصادر غير معلومة بعيدا عن رقابة الدولةووضع حد لأشكال ابتزاز الناس نفسياً بهذه الطريقه فى انتهاك مؤلم للإنسانية.

زر الذهاب إلى الأعلى