نظم متظاهرون مسيرة في جنوب شرق إيران المضطرب، الجمعة، وسط انتشار تقارير على وسائل التواصل الاجتماعي تفيد بأن قوات الأمن تحاصر مسجدا له دور محوري في احتجاجات أسبوعية مناهضة للحكومة.
وكانت احتجاجات قد اندلعت في أنحاء إيران منذ وفاة الشابة الكردية مهسا أميني (22 عاما) في شهر سبتمبر الماضي، عقب احتجازها بتهمة انتهاك قواعد ارتداء الحجاب في البلاد.
وبثت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (هرانا) مقطعا مصورا لمئات المتظاهرين في مدينة زاهدان وهم يهتفون “نقسم بدماء رفقائنا أن نصمد بقوة حتى النهاية”.
وأظهر مقطع مصور آخر انتشر على نطاق واسع ما بدا أنها قوات أمن تضرب رجلا من البلوش وتعتقله، بينما كان يحاول دخول مسجد مكي في زاهدان، عاصمة إقليم سستان وبلوخستان.
وتقول جماعات حقوقية إن الأقلية البلوشية التي يُقدر عددها بما يصل إلى مليوني شخص تتعرض للتحامل والقمع منذ عقود.
ويقع إقليم سيستان وبلوخستان على الحدود مع باكستان وأفغانستان، وهو من أفقر أقاليم إيران وشهد عمليات قتل متكررة على أيدي قوات الأمن في السنوات الماضية.
وقالت منظمة العفو الدولية إن مدينة زاهدان شهدت أحد أكثر أيام الاحتجاجات إزهاقا للأرواح بعد وفاة أميني، حيث قُتل ما لا يقل عن 66 شخصا في حملة قمع هناك يوم 30 سبتمبر.
ويبدو أن السلطات عطلت خدمات الإنترنت الجمعة، كما حدث في موجات احتجاج سابقة.
وقالت منظمة نت بلوكس لمراقبة خدمات الإنترنت: “تأكدنا من أن بيانات الشبكة في الوقت الفعلي تظهر وجود تعطل كبير في الاتصال بالإنترنت في زاهدان بإيران، يأتي الحادث وسط وجود أمني متزايد خلال احتجاجات الجمعة”.
ولم ترد أنباء في وسائل الإعلام الرسمية عن احتجاجات اليوم الجمعة، وتقول طهران إن الاحتجاجات يقف وراءها أعداء إيران في الخارج.
وبينما تراجعت الاضطرابات على مستوى البلاد في الأسابيع الأخيرة، ربما بسبب عمليات الإعدام والقمع، تواصلت أفعال العصيان المدني مثل رسم جداريات (جرافيتي) مناهضة للحكومة، وظهور نساء غير محجبات في الأماكن العامة.