مقالات الرأى

مشيرة موسي تكتب : دولة فلسطين

بعد يوم طويل وانتهاء مراسم الجنازة الرسمية … عاد الجميع الي منزل الفقيدة ” جراند ننا ليزا ” الذي يقع خارج العاصمة لندن … الجميع يتكلمون عنها … وكيف كانت المراسم … عدد الحضور الكبير … وعن حب الناس لها …
لم تتحمل اليزابيث الصغيرة كل هذا الضجيج … “ليزا الصغيرة ” … تنتمي للجيل الرابع … وهي بالقطع كانت حبيبة ” جراند ننا ليزا ” أو الجدة اليزابيث …
تسللت ليزا الي حجرة نوم ” جراند ننا ليزا ” … ما زالت الحجرة تحمل رائحتها … في الحقيقة كانت كل التفاصيل الصغيرة تنطق اسمها …الكرسي الوثير … المفارش الكروشيه … الورد … علبة البسكوت … برطمان الحلوي … فنجان الشاي المفضل .. الستائر …
لأول مرة تري ليزا الصغيرة الكرسي خاليا …تذكرت ليزا انها احتفلت بعيد ميلادها منذ ايام قليلة في هذه الحجرة … تساقطت دموعها دون أن تدري … سافتقدك يا جدتي … شريط من الذكريات … هنا كنا نقرأ … وهنا كانت تعلمني الكروشيه … بحثت عن الخيوط … اصطدمت يدها ” بالصندوق العجيب ” … لم يكن مسموحا ، لاحد من الصغار أو الكبار ، الاقتراب منه … استمعت لصوت عقلها ” هذه فرصتي ” …
اخيرا ” الصندوق ” بين يداي … ما كل هذه الأشياء الغريبة … خطابات … صور كثيرة … خاتم زواج قديم … ” كم كنت جميلة يا جدتي ” … الصور القديمة ابيض واسود … بالتقنية الحديثة يمكن أن الون هذه الصور … فجأة ظهرت صورة جدتي ترتدي فستان فرح … العريس ليس جدها الأكبر … ملامحه جميلة ولكنه ليس جدها بالقطع … في الخلف وبخط دقيق كتب ” كل التمنيات الطيبة … بزواج سعيد … الي الاحباء اليزابيث ومحمد ” … ما هذا ؟ ومن هذا ال ” محمد ” … واين ذهب ؟
الخطابات ملصق عليها طابع بريد مكتوب بلغة غريبة جدااااااااا … الاختام والتاريخ ” ١٩٤٧ ” … الخطاب الي ” حبيبتي اليزابيث ” افتقدك بشدة … وصلت اليوم الي القدس … لن يستغرق تدبير المنزل وقتا طويلا … الجميع ينتظرونك ويبعثون لك بالكثير من السلام … الخطاب ينطق بكلمات الحب …
عشرات الخطابات من محمد الي اليزابيث … ومن اليزابيث الي محمد … بعضها يحمل طوابع بريد بريطانية والبعض الأخر يحمل طوابع بريد” فلسطين ” …
تعجبت ليزا كثيرا … فلسطين … طابع بريد “فلسطين ” … الدول فقط تصدر طوابع البريد … لم تذكر كتب المدرسة دولة فلسطين … في هذه اللحظة … وقبل ان تستطيع فك لغز وغموض اسرار جدتها … فتح باب الحجرة … صرخ والدها عندما رأي الصندوق بين يداها … “كيف تجرؤين ؟ ” … جمع كل شىء في الصندوق … وضعه في الدولاب … واجبرها علي مغادرة الحجرة …
عندما دخلت ليزا بوجهها الشاحب الي مكان اجتماع العائلة… سالها الجميع … ما سبب شحوبك ؟… أين كنتي ؟ … ردت بصوت سمعه الجميع …” لم أعرف أن هناك بلدا اسمها فل�

زر الذهاب إلى الأعلى