مشيرة موسى تكتب : علموا عيالكم العطاء
شوفوا يا حلوين…بدون مقدمات وكلام حلو مترتب… فعل الخير مش حاجة موسمية…فعل الخير مالوش دعوة برمضان وإعلانات التلفزيون…فعل الخير دي حاجة بتنمو معانا وجوانا من الصغر…يعني بنتربي عليها…زي كده الكلمة الحلوة…وزي جبر الخواطر….
لزومه ايه الكلام ده دلوقتي ….لزومه اني تعبت من نظام الشحاته ده….اللي بيعمل خير مش مستني اعلانات…استغلوا فلوس الإعلانات في عمل الخير …افضل واحسن لكم وللدنيا كلها….
اتربينا ان الخير بيبتدي من البيت…
– يعني متبقيش طابخة ومكلفة…ووقت الغدا ولا الفطار تدي الأكل البايت للست اللي بتساعدك وطلعان عينها في خدمتك انت وعيالك… الكل لازم يأكل نفس الأكل…
– يعني متبقيش بتصرفي شئ وشويات علي مظهرك انت والعيال ،ولما حاجة تتقطع او تبوظ تنعمي بيها علي اولاد البواب….
– يعني الكلمة الحلوة صدقة…والابتسامة والسؤال عن الحال صدقة…
عايزة احكيلكم كام حكاية قديمة قوي…انا بحب الناس…دي حاجة معروفة… وانا صغيرة لو كنت نازلة وناقص حاجة في البيت…كنت اعدي علي الخضري مثلا اقوله يبعتها… من اول ما أصبح علي البياعين ‘صباح الفل’…ألاقي احلي ضحكة واحلي خضار وأسرع طلبية… مجرد صباح السعادة والهنا تفتح كل الأبواب…
الولاد اللي كانوا بيدرسوا في الجامعة واتمرنوا معايا وانا في الأهرام….كنت باخدهم مشوارين مهمين….الأول منطقة مجمع الاديان …اوريهم ان اقدم معبد يهودي كان جنب اقدم كنيسة وجنب اقدم مسجد… فعل الخير مش لازم يفرق …الهدف هو خدمة الإنسان المحتاج… اما المشوار التاني فكان مكان اسمه ‘النادي’ لرعاية أطفال الشوارع في الفترة الصباحية…كان الولاد بييجوا ياكلوا ويتعالجوا ويستحموا ويناموا”علشان بالليل يكونوا مصحصحين ويهربوا من استغلالهم جنسيا”… اولاد الجامعة كانوا محتاجين يعرفوا ويقدروا النعمة اللي هما فيها…والحاجة الثانية كنت بعلمهم ان الحاجة اللي مش نفعاك ممكن تنفع شباب تانيين…لكن لازم علشان يقدموا ملابسهم اللي مش عايزنها تكون نظيفة وزي الفل…
يحضرني هنا حكاية تانية خسرت فيها صديقة…هي اللي قاطعتني والله….عرفت ست جميلة في منطقة شعبية ‘بالصدفة ومن حسن حظي’…الست قالت انهم بيجهزوا اليتيمات وبيساعدواالشباب…هي طلبت اي حاجة الناس مش عايزاها….يا نهار ابيض…بس كده…انا مهمتي بقت اعدي علي بيوت الأهل والأصدقاء والأحباب…ما خليناش … ملابس ،ادوات منزلية ،ادوات كهربائية، اثاث شقق كامل….الحمد لله…الدعوات والبركة يتكتب فيها كتب والله….المهم….صديقة جديدة في فعل الخير طلبت تساهم خاصة انا بتعمل مؤسسة جديدة….يادي الهنا والسرور …اهلا وسهلا…وبالفعل تبرعت بملابس جمعتها من الأهل والأصدقاء…أرادت بيع قطعة الملابس بخمسة أو عشرة جنيهات….رفضت تماما….أرادت وضع لوجو المؤسسة وهو ما يتعارض مع مكان العرض … اكدت انها ستدعو كبار القوم لحضور تدشين العمل الخيري الذي تقوم به…سافرت انا يومين وفوجئت بها تطلبني وهي في حالة غضب وانها ستذهب فورا لأخذ ما تبرعت به بعد ان تراجع المسؤولين عن حضور الافتتاح….طلبت ان تمهلني حتي اليوم التالي ووعدتها ان “حاجتك ستصلك في مكانك “…رفضت الانتظار وذهبت الي المنطقة الشعبية ” لاسترداد ‘حاجتها ‘ حيث تكرم اهل المنطقة وعملوا لي الف حساب …وخرجت من هناك دون مشاكل مع دعوات كثييييرة….كدت ان اصاب بأزمة قلبية ولكن ربنا كريم…في نفس اليوم وصل الي نفس المكان ونفس الناس عربية نقل كاملة محملة بكل ما قد يحتاجه كل افراد الأسرة… حمدت الله كثيرا…هذا هو ما اسميه ال”طبطبة” الإلهية …هذا هو الكريم الجبار…
نرجع للخير وعمل الخير…مين قال ان الخير ما يطلعش الا في رمضان …علموا عيالكم العطاء…علموا عيالكم الحنية…علموا عيالكم ان الصدقة تجوز في كل شهور العام….وكل لحظة وانتم والحبايب في أحسن حال….ورمضان كريم جدااااااااا
