مشيرة موسى تكتب ” عشت وشوفت

لما كنت صغيرة … كنت باعتبر اللى وصل سن الأربعين ده ” كبير قوييييي ” … فجأة وصلت الأربعين ولقيته سن لطيف خالص ومش مزعج … ولسه ممكن يكون ” كيوت ” … لكن اول ما وصلت الخمسين … اكتشفت ان بقالى ٥٠ سنة … نصف قرن بحاله عايشة على وش الدنيا … قررت اشترى لنفسى هدية واحتفل باليوبيل الذهبى بطريقتى … عديت الخمسين وقبل ما اوصل الستين فكرت تانى ولقيت انى لازم استعد لاستقبال احلى الأيام … العيال كبرت واتجوزوا … وانا عايزة بيت صغير بحتة جنينة صغيرة اعيش فيه انا وكلابى بعيد عن اى دوشة أو وجع دماغ … حققت المراد الحمد لله … ووصلت بأااااه لسن راحة البال … اخيرااااا هبطل أجرى جرى الوحوش … مش مضطرة انزل كل يوم … مش مضطرة يكون معايا تليفونين … مش مضطرة اقابل ناس مش عايزة اصلا اقابلهم … ده السن اللى هبتدي اقول فيه ” لأ ” لاى حاجة مش عجبانى … هو ده السن اللى لازم ابتدى استمتع فيه بكل حاجة … بدأت اخطط بأااااه … الوقت معايا … السفر فى السن ده مختلف عن السفر والواحد بيشتغل … الحبايب والأصحاب اللى بجد هما الكنز اللى الواحد طلع بيه من الدنيا … لقاءات اصحابى من المدرسة ” هى بمثابة علاج نفسى ” وعودة للزمن الجميل جدااااا… من فوائد السفر انى طلعت بحبايب جداد كأنى عارفاهم من زمن الزمن … الحقيقة السنين عدت هوااااا والحمد لله دخلت فى السبعين … فجأة لقيتني بأقول على واحدة ” لا دى لسه صغيرة مكملتش ستين ” … سألنى صديقى ” حاسة بفرق ” … ضحكت … ضحكت بجد … قلت بسرعة ” لأ خالص “… شوية تغيير بسيط … زمان كنت بقول جدتى بتلبس النظارة علشان تنقى الرز … دلوقتى انا بلبس النظارة قبل ما اعمل الرز … زمان كنت باسمع جرس الباب … دلوقتى بافتح الباب لما الكلاب ” تهوهو ” … زمان كنت باجرى وخطوتى سريعة جدااااااااا … دلوقتى بامشى بحرص لأنى اكتشفت ان السوق مفيهوش قطع غيار موديل ٥٤ … لكن لسه انا هو انا … بأحب مصر والآثار والتراث .. بأحب المزيكا و الجمال … وبحب الضحك … وبحب الناس الحلوة … وبحب القراءة … وبحب الطبيعة … وبحب اسمع ضحكة العيال الصغيرة … وباحب الفضة … انا الحمد لله عشت وشوفت واستمتعت بحاجات حلوة جدااااااااا … يا رب يسعد أيامكم جميعا …