مقالات الرأى

مشيرة موسى تكتب: أيها الموبايل .. لماذا لم تعد صديقي؟

كلام للستات بس

أقر أنا المتفائلة بطبعي أن الحزن أصبح يحاصرني الحزن الذي يعتصر القلب ، ده مش كلام فلسفي ولا كلام كبير ، ده مش الكلام اللي كنت باطلب من أبنائي الطلبة عدم استخدامه لانه غير منطقي ونمطي وغير مفهوم أصلاً .. كنت باقول بلاش كلام “البعد الرابع للنظرية الخامسة ده” …يعني بلاش الكلام الفارغ المجعلص .. الكلام البسيط المباشر افضل .. كل الناس بمختلف مستوي تعليمهم هيفهموه ، وكمان ممكن يدخل قلبهم وعقلهم.
الحزن يحاصرني بضغطة واحدة وبدون مجهود .. يتطوع موبايلي الشخصي بعرض الحزن بكل أشكاله ، لا يكتف بحالات الوفاة الطبيعية للاقارب والاصدقاء ، فهذه سنة الحياة ، او الحقيقة الوحيدة المتفق عليها .. اللهم لا اعتراض .. الله يرحمهم جميعا.
= يتطوع موبايلي الشخصي بنقل خبر وصورة طفل نابه ينتحر لأنه لم يتحمل معايرة أقرانه له بضعف نظره واستخدامه للنظارة الطبية.
= يتطوع موبايلي الشخصي بنقل صورة أم شابة تفقد حياتها لأن شخص غير مسؤول في مستشفي كبير “كسل” يعمل اختبار حساسية للصبغة.
= يتطوع موبايلي الشخصي باستكمال حزني وغضبي ، فيضيف ان مسؤول غير مسؤول قرر إغلاق مستشفي يخدم آلاف المرضي يومياً نتيجة تصرف فردي غير مسؤول.
= يتطوع موبايلي الشخصي بنقل صورة شاب يفقد حياته فجأة بعد ان غضب نتيجة أن أطفال “مش متربية” قاموا بالقاء الماء عليه ، معتقدين ان هذا التصرف هو احد الحيل اللطيفة.
= يتطوع موبايلي الشخصي بنقل صورة وأخبار حوادث دهس وموت وإصابة شباب إما نتيجة السرعة الزائدة ، أو أطفال يقودون سيارات الكبار خلسة.
= يتطوع موبايلي الشخصي بنقل أخبار خسة وحقارة حوادث الارهاب .
= يتطوع موبايلي الشخصي بنقل صورة محاولة الأندال اعتراض جنازة الشهيدة التي اغتالوها على الهواء مباشرة.
لماذا لم تعد صديقي أيها الموبايل الشخصي… هل أصبحت كل اخبارك حزينة؟ .. هل أطمع في بعض الأخبار السارة؟ هل هي انا التي تبحث عن الحزن ‘بمنقاش’ كما كان يقول الكبار زمان.
اتمني أن تخبرني قريباً إن الحال “عال العال” .. إن الناس جميعاً سعيدة ، ربنا ينعم علي الجميع بالصحة والستر وراحة البال.

زر الذهاب إلى الأعلى