مقالات الرأى

مديحه عاشور تكتب : الحوار الوطنى..نحو منظومة تعليم ترتقي بأجيال تعرف قيمة الانتماء للوطن

جمعت مبادرة الحوار الوطني المواطنين المصريين بمختلف طوائفهم واتجاهاتهم لمشاركة رؤيتهم وآرائهم وآمالهم للوطن فى قضاياه السياسة والاجتماعية والاقتصادية.

ووضع كل المدعوين لمائدة الحوار الوطنى مصلحة الوطن فى المقام الأول وقبل كل شئ، الجميع جاء للمشاركة فى بناء الجمهورية الجديدة ومحاولة اقتراح حلول للتحديات والصعوبات التى تواجه المجتمع.

ومن بين أكثر الملفات أهمية ضمن نقاشات الحوار الوطنى، ملف التعليم، فمنذ سنوات طويلة بدأت أزمة التعليم فى مصر وأخذت فى التزايد عام بعد الآخر، رغم كل المحاولات للنهوض به، ظلت الغالبية العظمى من تلك المحاولات محض تجارب ينقصها الكثير.

ولا شك أن هناك جهد تم بذله خلال الفترة الماضية فى ظل اهتمام القيادة السياسية بملف التعليم، ومحاولات الارتقاء بهذا المحور الهام فى ضوء رؤية مصر ٢٠٣٠، وتعتبر خطوة هامة على هذا الطريق استجابة الدولة للحوار الوطنى، و إحالة قانون المجلس الأعلى للتعليم للمناقشة، مما يرتقي بالتعليم ويضيف له بصورة إيجابية

وتتلاحق الأسئلة فى الأذهان عما إذا كانت أزمة التعليم تتمثل فى نقص التكنولوجيا، أم فى نقص المدارس والفصول بصورة تستوعب الزيادة السكانية، أم فى انتشار الكتب الخارجية والملخصات والدروس الخصوصية، أم فى المناهج والامتحانات أم فى المعلم، أم كل هذه الأسباب مجتمعة.

وفى رأيى أن الحوار الوطنى طرح العديد من المحاور الهامة فى ملف التعليم،مثل اعتماد التلاميذ على الدروس وانقطاع الصلة بالمدرسة والمناهج والمعرفة، وانخفاض الأوضاع المالية للمعلمين، وأهمية تطوير المناهج، وأهمية تدريب و تأهيل القيادات التربوية، و ضرورة التوسع في التعليم الفنى للقضاء على البطالة، و تغيير نظام الامتحانات بشكل يلغى الحفظ والتلقين من أجل الامتحان، وأن يصبح الفهم هو الأساس.

ولا شك أن تحديد المشكلات التى تؤثر على نجاح العملية التعليمية، يؤدى إلى التفكير فى حلول عملية تساعد على علاج هذه المشاكل بشكل كبير، وتخرج من المنظومة الجديدة أجيال تعرف معنى الانتماء للوطن، وتسعى لرفعته بين الدول فى كل المجالات.

زر الذهاب إلى الأعلى