مقالات الرأى

مدحت عطا يكتب : هل المحاولة باءت بالفشل.؟

مالهدف الذى دفع دولة جنوب أفريقيا أن تشكو الصهاينة (دولة أسرائيل المحتلة) فى محكمة العدل الدولية أستفسار من المؤكد أنه يلف ويدور فى عقول الجميع من الشعوب سواء عربية أو غيرها من البلدان على وجه الكرة الأرضية…!!!
جنوب أفريقيا بلد يقع فى أطراف جنوب القارة وهى من الدول المصنفة عالمياً فى بعض من أنشطتها الإقتصادية والتعليمية والثقافية والديانة الرسمية لها هى المسيحية عاصمتها جوهانسبرج وهى من أفضل الدول على مستوى العالم من حيث الطبيعة الخلابة يبلغ عدد البيض نحو ٥ ملايين نسمة بينما يبلغ عدد الوطنيين وهم قبائل البانتو أكثر من ٢٤ مليون وعدد الملونين والآسيويين ٤ملايين أى أن عدد غير البيض يقترب من ٢٩ مليون وهم بذلك يشكلون أغلبية سكان اتحاد جنوب إفريقيا وتتكون الأقلية البيضاء من سكان جنوب إفريقيا من عناصر أوروبية من دول مختلفة هاجرت إلى جنوب إفريقيا أثناء إحتلال بريطانيا حيث كانت جنوب إفريقيا مستعمرة بريطانية وقدم شعبها الآلاف من الضحايا سواء فى مرحلة الإستعمار البريطانى المباشر أو مرحلة حكم التفرقة العنصرية حتى كان الانتصار الرائع بعد عقود طويلة من الكفاح المسلح فى عام ١٩٩٤ حينما تحق النصر التاريخى بزعامة الراحل الخالد نيلسون مانديلا الذى شغل منصب أول رئيس جمهورية لجنوب إفريقيا هذه الدولة حيث ذاقت هذه الدولة الأفريقية مرارة الظلم والعنصرية لعقود من الزمن كما ذكرت وقد يكون هذا الشعور أهم أحد الأسباب المباشرة والمتداولة على المستوى العام لحكومة وشعب جنوب أفريقيا وأيضاً المشاهد الفظيعة لموتى الأطفال والنساء والكهول من شعب فلسطين وحيث أوضح الطلب إلى محكمة العدل الدولية أن ما يقوم به جيش الإحتلال الصهيونى تحت بصر وسمع الحكومة الإسرائيلية والعالم كله فى قطاع غزة هو بمثابة أفعال تصُب فى خانة الإبادة الجماعية المنظمة والمصحوبة بالنيات والقرارات الفاعلة لتدمير وتشريد أبناء شعب فلسطين فى غزة وأيضاً الضفة الغربية كجزء من المجموعة القومية والعرقية والإثنية الأوسع للفلسطينيين من قبل اليهود حيث طالبت حكومة جنوب إفريقيا محكمة العدل الدولية بإصدار قرار فورى لوقف الهجمات العسكرية الإسرائيلية وإعلان إجراءات عاجلة لحماية الشعب الفلسطينى فى غزة وهذا الموقف من حكومة جنوب أفريقيا موقف جرئ وقوى وفعال حيث لم يُلتحف بغطاء التنديد أو الشجب أو كلمات التنديد أو التعاطف بل ذهبت إلى مايشجى ضمائرهم أمام هذه المذابح المستمرة حتى الآن ومن الواضح أن دولة جنوب أفريقيا تخوض معركة سياسية صعبة مع نظام صهيونى عنصرى سبق ان عاشته هذه الدولة الأفريقية لمدة ٤٦ عاماً ويلجأ الآن الصهاينة إلى تشوية صورة جنوب أفريقيا فى المحافل الدولية ولكن السؤال هنا لماذا لم تشارك الدول الإسلامية دولة جنوب أفريقيا فى الشكوى والإجابة عند كل دولة حسب ظروفها ومعطياتها ولكن التضامن من الجميع موجود وفعال على كل المستويات الشعبية والسياسية والكل يساعد بالمستندات والأفلام الوثائقية على قدر المستطاع…!!!
وكان قرار المحكمة وهى أكبر هيئة قضائية فى منظمة الامم المتحدة حيث تفصل فى النزاعات بين الدول الأعضاء فى المنظمة الدولية قرارتها ملزمة إلّا أن المحكمة لا تملك آلية لفرض تنفيذ تلك القرارات وبعد عدة مداولات وشد وجذب بقرار مايع لايشفى غليل الأحرار من أبناء حكومة جنوب أفريقيا وباقى أحرار العالم حيث طالبت محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة (برئاسة قاضية أمريكية مجرد ملحوظة) من إسرائيل منع ومعاقبة التحريض على الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين وذلك ضمن حكمها الابتدائى بشأن الدعوى القضائية التى رفعتها جنوب أفريقيا على إسرائيل وتتهمها فيها بارتكاب “إبادة جماعية” فى قطاع غزة دون أن تطلب وقف العدوان وهذا فى رأى المتواضع قرار مبتور ليس له قيمة على مستوى الحدث والجرائم التى مازالت مستمرة حتى الآن حيث تدخلت فيه قوى الشيطان برئاسة الولايات المتحدة وبريطانيا فى تسييس مقصود لهذا القرار الباهت ولكنه نقطة ضوء فى سماء عتماء حيث يقول الخبراء في القانون الدولى إن قرار المحكمة يُلزم إسرائيل برفع الحصار عن المواد الأساسية كالدواء والمياه والغذاء وهو الأمر المهم جداً بالنسبة للناس الذين يموتون من الجوع إلى جانب إلزام إسرائيل بتنفيذ ما ورد من طلبات أخرى للمحكمة مثل بعدم القتل أو التحريض على إرتكاب الإبادة ومنع التدمير وضمان الحفاظ على الأدلة المتعلقة بمزاعم إرتكاب إبادة الجماعية وإذا رفضت إسرائيل هذه القرارات (رُفضت بالفعل) سوف يتم إخطار مجلس الأمن الذى بدوره يجب عليه تنفيذ قرارات المحكمة ولكن الفيتو الأمريكى اللعين مازال موجود…!!!
وهنا نصل للإجابة على السؤال هل محاولات جنوب أفريقيا الشريفة والتى لم يسبقها أحد فيما فعلته باءت بالفشل…!!!
فالاجابة واضحة ولن نقول إلا ماعند الله لن ينفذ وماعنده ليس بقليل ونصره لقريب وهذا وعده الذى وعدنا به فى كتابه الكريم…!!!
وإلى مقالة أخرى دمتم بخير وعافية…!!!

زر الذهاب إلى الأعلى