مدحت عطا يكتب : مايحسد المال إلا أصحابه…!!!
الحسد هو شعور عاطفى لشخص ما بتمنى زوال قوة أو إنجاز أو مُلك أو ميزة لشخص آخر والحصول عليها أو يكتفى الحاسد بالرغبة فى زوالها من الآخرين أيضاً ويعتبر الحاسد مريض نفسياً وبعيد كل البعد عن الدين ومن الواضح أن قصد الحاسد زوال النعمة من المحسود وهذا يسمى الحسد المقصود أو المذموم ولذا قسم العلماء الحسد إلى نوعين حسد مذموم وحسد محمود فالحسد المحمود أن يتمنى الشخص أن يكون له مثل ماعند الاخرين أم المذموم قد ذكرت معناه من قبل…!!!
وللحسد أعراض كثيرة قد يظهر على البدن أى الجسد والمال أو الأولاد فتجد مظاهر الحسد على البدن والنفس يصاب المحسود بالانطواء والعزلة والبعد عن الأهل وتجد الطالب يصاب بالصدود إلى الذهاب الى جامعته وتجد أنه ليس لديه رغبه فى المذاكرة ويفقد التركيز فى التحصيل أما مظاهر حسد المال فتجد فشل الصفقات العادية فى التجارة والتى كانت فى متناول يده على مر الزمان والفشل فى أعمال البورصة وهكذا أما حسد الأبناء فحدث ولاحرج فقد مررت بهذه التجربة الصعبة حيث كان أبنى من أوائل الطلبة فى مدينته وكان يُكرم على الدوام من قبل المسئولين على كافة المستويات ولكن للأسف قد أصابته عين الحسد وتاه فى دروب من اللامبالاة وأعراض الحسد المتنوعة ولكن ربنا سلم وأستطعنا بفضل الله وكتابه الكريم العودة إلى المسار الصحيح بعد فترة ليست بسيطة حيث خرجنا من هذه التجربة بأن ليس كل الناس تتمنى لك الخير حيث يُقال إن من سُبل الوقاية من الحسد أخفاء النعم وخاصة من تيقنت إنه من أصحاب النفوس الحاسدة أى تكرر حسده ويجب عليك الإختصار الدائم فى الرد وأعطاءه المعلومات عن عملك أو عن أولادك وممتلكاتك وتحضرنى عادة كان أجدادنا يقومون بفعلها من زمن حيث كان يخفون الطعام أو مايشترونه فى”كُم الجلابية أو فتحة السيالة”وهذه العادة يعرفها جيداً معظم جيلنا من أبناء الصعيد..!!!
والحسد أحبتى القراء ذُكر فى القرآن الكريم فى عدة أيات قال تعالى : وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ “الفلق”
قال تعالى : وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ۖ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ “البقرة”
قال تعالى : أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۖ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا “النساء”
قال تعالى : سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انطَلَقْتُمْ إِلَىٰ مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ ۖ يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ ۚ قُل لَّن تَتَّبِعُونَا كَذَٰلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِن قَبْلُ ۖ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا ۚ بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا “الفتح” صدق الله العظيم وهذه الآيات الكريمة هى دليل واضح تماماً بوجود الحسد ومدى تأثيره على حياة الإنسان ومعتقداته الربانية ومما لاشك فيه إن السنة النبوية قد تناولت هذا الموضوع فى عدة أحاديث لرسولنا الكريم صل الله عليه وسلم وبعض الصحابة رضى الله عنهم…!!!
وروى أبو دواد فى سننه عن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صل الله عليه وسلم قال”إياكم والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب”
وعلاج الحسد فى السنة النبوية كما روى عن النبي صل اللّه عليه وسلم حيث قال “قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسى وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شئ”رواه أبو داود وحسنه الألبانى وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا “ما من عبد يقول فى صباح كل يوم ومساء كل ليلة بسم الله الذى لا يضر مع أسمه شئ فى الأرض ولا فى السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات لم يضره شئ”
صدق من لاينطق عن الهوى الطبيب الأعظم…!!!
وأيضاً الرقية الشرعية وهى من وسائل العلاج المشهورة فى الدول العربية وخاصة مصر…!!!
أعزائى القراء تعالوا معاً نعود إلى عنوان المقالة وموضوعها الذى يتناول أن هناك نوع من الحسد الخاص وهو حسد النفس أو حسد الأبناء أو حسد العمل فتجد بعض الأشخاص سواء من الرجال أو السيدات يقفون كثيراً أمام المرآة ويتغزلون ويتفاخرون بأنفسهم كثيراً ويصابون بحسد النفس وهذا حقيقى وقد ذكره العلماء فى عدة مواضع هذا النوع من الحسد وإليكم قصة تدل على هذا الحسد الخاص جداً وهو حسد النفس أو ماهو أقرب لك.
“فى ليلة عرس إحدى الفتيات فى مدينة عربية صعدت أمها لتساعدها فى إرتداء فستانها الأبيض وعندما بدأ الزفاف بينما العروس تقف بجوار عريسها فأخذت تقول لأمها لا أرى شيئاً لا أرى شيئاً وانهارت الفتاة فأخذت أمها تُهدأ من روعها ونصحتها أن تقرأ بعض الايات القرآنية ربما يكون بسبب التوتر ولكن دون فائدة وصعدت الام بإبنتها الى غرفتها ومعها عريسها لتهدئتها ولكن دون جدوى وكثر الهمس والجدل بين الحضور فى القاعة لهول الحادثة ونزلت الام اليهم وطلبت منهم جميعا ان يتوضأوا ويصلوا لمساعدة ابنتها ربما اُصيبت بعين حاسدة واستجاب الحضور رأفة بالعروس والام ولكن الفتاة لم تبصر أيضاً وأصر العريس على تكملة مراسم الزواج بحال عروسه وهكذا أخذت الفتاة تتردد على الاطباء والشيوخ حتى ذهبت لشيخ سمعت عنه إنه جيد قال لها انها مصابة بعين حاسدة قوية لا تذهب إلا بموت صاحبها وعاشت الفتاة على حالها لعل الله يجعل لها مخرجاً ومرت السنين وانجبت الاطفال وفى يوم استيقظت من نومها وجدت نفسها مبصرة فرحت جداً واتصلت بأمها لتخبرها واجاب اخيها حيث قالت أريد أمى لقد أبصرت أخبرها لقد ابصرت وقال لها اخيها وهو مخنوق بالبكاء لقد ماتت والدتنا هذا الصباح وسبحان الله لقد توضأ كل الحضور ماعدا الأم ولم يخطر ببال أحد ان الأم لشدة إعجابها بإبنتها ان تحسدها”
وهذه القصة قد تكون حقيقة ولكن أحببت أن أسردها حتى أوضح لكم بأن الحسد قد يُصيب فلذة الكبد أى الأبناء فلذا لاداعى لكثرة التعجب والانبهار بجمال أبناءكم أو ذكاءهم أو تميزهم فى أشياء نادرة يقومون بها عكس أقرانهم…!!!
ولكن تعالوا معى نقارن بين الحسد والعين
الحسد يعبر عن الحقد والبغض وتمنى زوال النعمة أما العين فيكون سببها الإعجاب والاستعظام والاستحسان فلذا الحسد والعين يشتركان فى الأثر حيث يسببان ضرراً للمعين والمحسود ويختلفان فى المصدر فمصدر الحسد تحرق القلب وأستكثار النعمة على المحسود وتمنى زوالها عنه أما العائن فمصدره انقداح نظرة العين أى تطايرت منها الشرر فيارب احفظنا من الحسد والعين فكلاهما صائب فى الجسد أو الأبناء أو مانملك…!!!
وأخيراً تأملوا عنوان مقالتى جيداً وأعملوا بمعانى هذا المثل الشهير “مايحسد المال إلا أصحابه”
وإلى مقالة أخرى دمتم بخير وعافية…!!!