مقالات الرأى

مدحت عطا يكتب : لقد سنورت قلوبنا أبا أبراهيم…!!!

0:00

فى مفاجأة أدمت قُلوبنا قبل جروحنا الدامية بالفعل والتى مازالت تنزف على أهلنا بفلسطين المُحتلة بخبر إستشهاد بطل لن يجود الزمن بمثله على مدى طويل شهيد الأمةوسنوارها البطل الذى اذل كفرة العصر وكلاب الكرة الأرضية قاتلى الأطفال والنساء بدماء باردة وعلى رأسهم نيرون الزمن وجزار الشرق الأوسط نتن ياهو…!!!
استُشهد يحيى السنوار رئيس حركة حماس والذى تم إختياره رئيساً للحركة فى أغسطس الماضى بعد أغتيال البطل الشهيد إسماعيل هنيه فى إيران وكان خير خلف لخير سلف فهو صاحب ومهندس طوفان الأقصى يوم السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ وهو سليل ثُلة من أبطال فلسطين وعلى رأسهم الشيخ الشهيد المجاهد أحمد ياسين مؤسس حركة حماس…!!!
من هو السنوار….!؟
هو يحيى إبراهيم حسن السنوار المُكنى بـ أبا أبراهيم عاش ثورة أحرار فلسطين المحتلة منذ نعومة أظفاره مثله مثل كل أطفال فلسطين الذين رأوا الطغيان والظلم والاعتقال على يد من لايملكون قلوباً أو إنسانية…!!!
عاش السنوار حياة السجون الإسرائيلية حيث تم إعتقاله
لأول مرة عام ١٩٨٢ بسبب نشاطه الطلابى وكان عمره حينها ٢٠ عاماً ووضع رهن الاعتقال الإداري ٤ أشهر وأُعيد إعتقاله بعد أسبوع من إطلاق سراحه وبقى في السجن ٦ أشهر بدون محاكمة وفى عام ١٩٨٥ أُعتقل مجدداً وحكم عليه ب ٨ أشهر وفى ٢٠ يناير ١٩٨٨ أُعتقل مرة أخرى وحوكم بتهم تتعلق بقيادة عملية إختطاف وقتل جنديين إسرائيليين وقتل ٤ فلسطينيين يشتبه في تعاونهم مع إسرائيل وصدرت فى حقه ٤ مؤبدات مدتها ٤٢٦ عاماً أى ميت ميت فى سجون الصهاينه وخلال فترة إعتقاله تولى قيادة الهيئة القيادية العليا لأسرى حماس فى السجون لدورتين تنظيميتين وساهم في إدارة المواجهة مع مصلحة السجون خلال سلسلة من الإضرابات عن الطعام بما فى ذلك إضرابات أعوام ١٩٩٢ و١٩٩٦ و٢٠٠٠ و٢٠٠٤ حيث تنقل بين عدة سجون منها المجدل وهداريم والسبع ونفحة وقضى ٤ سنوات فى العزل الانفرادى عانى خلالها من آلام فى معدته وأصبح يتقيأ دماً وهو فى العزل حاول الهروب من سجنه مرتين الأولى حين كان معتقلاً فى سجن المجدل بعسقلان والثانية وهو فى سجن الرملة إلا أن محاولاته باءت بالفشل ففى سجن المجدل تمكن من حفر ثقب فى جدار زنزانته بواسطة سلك ومنشار حديدى صغير وعندما لم يتبق سوى القشرة الخارجية للجدار إنهار الجدار وكشفت محاولته فعوقب بالسجن فى العزل الانفرادى وفى المحاولة الثانية فى سجن الرملة استطاع أن يقص القضبان الحديدية من الشباك ويجهز حبلاً طويلاً لكنه كُشف فى اللحظة الأخيرة وتعرض لمشاكل صحية خلال فترة إعتقاله إذ عانى من صداع دائم وأرتفاع حاد فى درجة الحرارة وبعد ضغط كبير من الأسرى أجريت له فحوصات طبية أظهرت وجود نقطة دم متجمدة في دماغه وأُجريت له عملية جراحية فى الدماغ إستغرقت ٧ ساعات وحُرم خلال فترة سجنه من الزيارات العائلية وصرح شقيقه غداة الإفراج عنه أن الاحتلال منعه من زيارة يحيى ١٨ عاماً كما أن والده زاره مرتين فقط خلال ١٣ عاماً حيث إستثمر يحيى السنوار فترة السجن التى إستمرت ٢٣ عاماً فى القراءة والتعلم والتأليف تعلم خلالها اللغة العبرية وغاص فى فهم العقلية الإسرائيلية العفنه والمجرمة وألف عدداً من الكتب والترجمات فى المجالات السياسية والأمنية والأدبية ومن أبرز مؤلفاته “حماس التجربة والخطأ” وكتاب المجد وغيرها…!!!
ُأطلق سراح يحيى السنوار عام ٢٠١١ وكان واحداً من بين أكثر من ألف أسير حُرروا مقابل الجندي الإسرائيلى جلعاد شاليط ضمن ماسُمى بصفقة “وفاء الأحرار”…!!!
بعد الخروج من السجن أُنتخب السنوار عضواً فى المكتب السياسي لحركة حماس خلال الإنتخابات الداخلية للحركة سنة ٢٠١٢ كما تولى مسؤولية الجناح العسكرى لكتائب عز الدين القسام وشغل مهمة التنسيق بين المكتب السياسى للحركة وقيادة الكتائب وأُنتخب يوم ١٣ فبراير ٢٠١٧ رئيسا للمكتب السياسى للحركة فى قطاع غزة خلفا لإسماعيل هنية حيث حاول فى هذه الفترة إصلاح العلاقات بين حركة حماس فى غزة والسلطة الفلسطينية بقيادة منظمة التحرير الوطنى الفلسطينى”فتح” فى الضفة الغربية وإنهاء حالة الانقسام السياسىى فى الأرضى الفلسطينية ضمن مصالحة وطنية إلا أن هذه المحاولات انتهت بالفشل للتعنت الواضح بين الفصائل…!!!
تعرض منزله لغارات إسرائيلية كثيرة حيث تم تدميره بالكامل فى ٢٠١٢ حيث يوصف السنوار بأنه شخصية حذرة لايتكلم كثيراً كما لايظهر علناً إلا نادراً كما أنه يمتلك مهارات قيادية عالية وله تأثير قوى على أعضاء الحركة ومَن تحت قيادته وبعد عملية طوفان الأقصى فى ٧ أكتوبر أصبح يحيى السنوار المطلوب الأول لدى إسرائيل إضافة إلى محمد الضيف القائد العام لكتائب عز الدين القسام وأصبح التخلص من زعيم حماس أهم الأهداف الإستراتيجية للعملية العسكرية الإسرائيلية فى قطاع غزة والتي أطلقت عليها اسم “السيوف الحديدية” إذ يعتبره مسؤولون إسرائيليون العقل المدبر لهجوم ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ الذى هز العالم كله لما فيه من تخطيط وشجاعة نادرتان..!!
لم يظهر السنوار علناً خلال تلك الحرب وذكرت صحيفة “هآرتس” أنه التقى بعض الأسرى الإسرائيليين خلال فترة احتجازهم فى غزة وأخبرهم بلغة عبرية سليمة(تعلم العبرية خلال فتره سجنه كما ذكرت من قبل) أنهم فى المكان الأكثر أماناً ولن يتعرضوا لأى مكروه وهذا وعد قائد وبطل…!!!
وكان يعتقد المسؤولون فى الجيش الإسرائيلى وإعتقادهم خاطئ ومعتوه بأن السنوار يدير العمليات مع باقى قادة الجناح العسكري لحماس من داخل شبكة الأنفاق التى بنتها الكتائب تحت الأرض…!!!
وفى يوم الخميس المشئوم أعلنت السلطات الصهيونية بأنها تشُك فى قتل يحيى السنوار فى إشتباك مع بعض الوحدات الصهيونية فى رفح وظل الخبر الحزين يتأرجح ببن الحقيقة والكذب فأُذننا تسمع به ولكن قلوبنا لا تصدق وتشك فى مصداقيته وياليت الخبر كان وهم
حيث أكدت إذاعة الجيش الإسرائيلى أن الجيش تمكن من قتل السنوار فى رفح جنوب قطاع غزة وذكرت أن القوات الإسرائيلية تواصل عملية التأكد من فحص حمضه النووى الذي تحتفظ به منذ أن كان قائد حماس معتقلاً لديها ونقلت مصادر إعلامية إسرائيلية عن الجيش قوله إن العملية التى استهدفت السنوار في مدينة رفح لم يكن مرتباً لها وإنما حدثت مصادفة حيث رصدت قوة من الجيش ٣ من عناصر القسام في أحد المبانى وخاضت معهم اشتباكاً أدى إلى مقتلهم وأعتقدوا أن أحدهم هو الشهيد البطل السنوار…!!!
ويوم الجمعة ١٨ أكتوبر نعت حركة حماس قائدها يحيى السنوار وأكدت إستشهاده وقال القيادى فى الحركة خليل الحية فى كلمة مصورة بثتها قناة الجزيرة أن السنوار أُستشهد فى مواجهة مع جنود الاحتلال وأكد الحية أن الحركة ماضية على دربه فى مقارعة الاحتلال حتى دحره وقال إن “السنوار أرتقى مُقبلا غير مدبراً مشتبكاً فى مقدمة الصفوف ويتنقل بين المواقع القتالية وأضاف أن أسرى الإحتلال لن يعودوا إلا بوقف العدوان على غزة والانسحاب الكامل منها وخروج الأسرى الفلسطينيين من المعتقلات
وأن إستشهاد القائد السنوار ومن سبقه من القادة لن يزيد الحركة إلا قوة وصلابة وإن الحركة لن تتنازل عن حقوقها وحقوق الشعب الفلسطينى المناضل…!!!
وأخيراً نتسأل ماذا بينك وبين الله أبا أبراهيم…!!؟
نعم كما ذكر البعض تاريخك وجهادك هو من رائحة الصحابة فالحزن عم الأمة أطفالها ونساءها وشبابها وشيخوها فهنيئاً لك الشهادة التى تمنيتها بلسانك وقلبك وبالفعل قد صدقت الله فصدقك…!!!
لقد سنورت قلوبنا أبا أبراهيم…!!!
وإلى مقالة أخرى دمتم بخير وعافية…!!!

زر الذهاب إلى الأعلى