مدحت عطا يكتب : عندما يغفو الضمير…!!!
أبدء مقالى بسؤال يتعلق بموضوع المقالة هل فعلاً ضمير العالم يعيش فى غفوة وسوف يستيقظ فيما بعد أم هو مات اكلينيكياً عن الأحداث الدائرة فى الكرة الأرضية بكل جوانبها…!!!
الضمير هو مجموعة من المبادئ الأخلاقية إلى تتحكم فى تصرفات الإنسان فى المواقف التى يواجهه سواء على المستوى الفردى أو العالمى فلذا نجد عبارة الضمير الدولى أو العربى تنتشر هذه الحقبة وخاصة عندما تغول بنى صهيون على الفلسطينيين والأنتقام الغير مبرر التى تشاهده غزة العزة فالضمير هنا ليس مغفواً عليه أو نائماً فى ثبات عميق من الممكن أن يصحو ولكنه ميتاً موتاً بل معجزات…!!!
ويقال عن الضمير الكثير من التعريفات التى تشملهم جميعاً فى المعانى حيث يقال إن الضمير هو حضور الله فى الإنسان وهذا يعنى الكثير من كل أنواع الخير المطلق لأن رؤية الله فى أعمالك ستكون كل الخير لأن الله هو الخير العظيم الذى لايوجد مجال لمناقشة هذا ف الله سبحانه وتعالى هو الحق دون جدال ويقال أيضاً أن الضمير هو بوصلة الإنسان فمن فقده ضل الطريق والخُطى والضمير هو الميزان الذى نزن به أفعالنا أكانت سليمة ام سيئة والنتيجة ستكون مختلفة مع من تتعامل معهم بكل تأكيد ويقال أيضاً أن الضمير هو القاضى الذى يحكم علينا فى الدنيا والآخرة فإن صحوة الضمير مطلوبة ومنجية من الواقع فيما لا يرضاه ربنا العظيم…والضمير هو صوت العقل فمن أتبعه نجا من الشړ فى الدنيا ومن الأنكباب على وجهه فى نار جهنم فى الآخرة
فالضمير هو شمعة قد تُنبر داخل قلب أى إنسان منا فَتُمسك بيده إلى الطريق الصحيح ويقال فى عموم التعبيرات عن الضمير بأن الأطباء نجحوا فى زراعة كل شئ بجسد الإنسان ولكنهم فشلوا فى زراعة الضمير فاذا مات القلب نزعت الرحمة وإذا مات العقل ذهبت الحكمة ولكنه أن مات الضمير ذهب كل شئ ولذا فالضمير الحى قد يُتعبك فى بداية الأمر ولكنه يريحك فى النهايات…!!!
ويقول الكاتب الصحفى الكبير عبد الوهاب مطاوع عليه رحمة الله بأن الضمير الحى قد تصيبه غاشيه فيغفو قليلاً أو يتغافل ولكنه لا يموت أبداً ويستعيد عافيته بعد قليل ويحاسب نفسه على أختياراته ويردها إلى الصواب السليم فى معظم الأحيان…!!!
وللضمير مواقف تنتشر فى تعاملاتنا اليومية مع بعض وسوف أشير إلى جزء منها حتى تكون نبراساً لكل من عاش أو مازال يعيش هذه المواقف فلنرى إن ما يحدث من بعض التجار الذين يخزنون السلع لمجرد أحتكارها والتى تم شراءها بأسعار قديمة ويبيعونها بالأسعار الجديدة ويقولون هذا هو سعر السوق لهو عار على الإنسانية والأخلاق وهذا الرزق الناتج عما يفعلونه لهو حرام حرام بمعنى الكلمة وبلاشك هناك فى كل الظلمة ضوء ينير فبعض التجار قد فصلوا ما أشتروه من بضاعة بالاسعار القديمة عن ما أشتروه بالاسعار الجديدة وخيروا المشترين بذلك وهذا والله هو الضمير الحى الذى لايغفوا أبداً ولا ينام عن شرائع الله الملزمة…!!!
ونموذج آخر من الضمائر الملوثة بالشر والحمد لله فهى قليلة عندما يتعامل بعد رؤساء العمل عام أو خاص مع من يعملون تحت قيادتهم بالتعالى والتكبر والتفريق بينهما ليس إلا لضمير مريض يعتل بها أجسادهم وأقسم لكم رأيت بعضهم من يتعامل مع بعض أصحاب المهارة والضمير الحى بأسلوب فيه من قلة الضمير فى تميز من يطبلون لهم عن هؤلاء المتميزين وهذا وضع منتشر كثيراً فى عدد كبير من المصالح والمصانع وغيرها…!!!
ونموذج آخر منتشر لأصحاب رسالة التعليم فنجد كثيراً من المعلمين الذين يمتهنون أعظم مهنة وهى التعليم ضمائرهم فى إجازة فى مدارسهم التى يعملون بها وضميرهم يقظ تماماً فى أماكن دروسهم الخاصة وهذة أزمة يعانى منها المجتمع المصرى الحديث وليس لها من حل إلا بصحوة عامة لضمائرهم وليس أستخدام قاعدة العصى والجزرة التى أستخدمتها بعض الحكومات المختلفة على مر السنين والتى فشلت معهم فشلاً ذريعاً لغفوة الضمير…!!!
والنماذج كثيرة ومتنوعة فى قطاعات مؤثرة على حياة المواطنين فمثلاً فى مجال الإسكان تجد بعض المقاولين لايعطون الحق الهندسى والمهنى السليم فى بناء المنشاءات التى يقومون بتشيدها والتى قد تهدم على رؤوس من يقطنها بعد فترة قليلة لموت ضمائرهم وذهابهم إلى هدفهم الأسمى وهو التربح دون شعور بأى نوع من تأنيب الضمير لأنهم لايملكونه وكان مصيرهم هو حبس حريتهم فى الحياة والجحيم فى الآخرة دون شك…!!!
وأخيراً نشعر جميعاً بأن ضمير العالم كله قد مات تماماً وخاصة ضمير من يقوده من دول تتغنى بالحرية والضمير الحى وعلى رأسهم أمريكا اللعينة واللئيمة فى مايحدث من أبادة جماعية لشعب أعزل تماماً فى قطاع غزة منذ أكثر من سبعة شهور على التوالى دون توقف فهل مايمر فى عروقهم دماءاً إنسانية بلا هى دماء حيوانية مفترسة وقلوب من أحجار لا تشعر بالآخر ولكن لن نقول إلا ماجاء على لسان الحق سبحانه وتعالى حيث قال “وَجَآءُو عَلَىٰ قَمِيصِهِ بِدَمٖ كَذِبٖۚ قَالَ بَلۡ سَوَّلَتۡ لَكُمۡ أَنفُسُكُمۡ أَمۡرٗاۖ فَصَبۡرٞ جَمِيلٞۖ وَٱللَّهُ ٱلۡمُسۡتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ”وفى هذه الآية عظة عظيمة لأصحاب النفس القصير فقدرة وأمر الله هو الغالب على قردة هذا الزمن والأزمنة الماضية أليس هم قتلة الانبياء والرسل…!!!
فلتصحو إيه الضمير من غفلتك ولتنقذ هؤلاء الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ…!!!
وإلى مقالة أخرى دمتم بخير وسعادة…!!!