مقالات الرأى

مدحت عطا يكتب : دعونا لانجعلها سداح مداح.!

أحبتى القراء لقد خُضنا كشعب مصر تجارب كثيرة تمنحنا خبرة كبيرة فى التوقعات التى يتوقعه المواطن العادى وغيره من بنى الوطن وخاصة بعد أى حركة اقتصادىة فى أسعار الدولار أو الدهب أو البنزين أو أى توجه اقتصادى فى مدارس الإقتصاد المختلفة الموجودة بالعالم فهل تتذكرون أيام الانفتاح الاقتصادى الذى تم أيام الرئيس السادات والفوضى والتى أُطلق عليها فى حينها إقتصاد الفوضى أو اقتصاد السداح مداح ويمكن أن تكون كلمة فوضى هى الأقرب إلى معنى السداح والمداح ولكن السداح فى اللغة العربية تعنى طرح الشئ على الأرض والمداح وهو من يتفنن فى مديح الشئ ويجيده وفى حياتنا المصرية المليئة بالأمثلة والمواقف الشعبية الشهيرة عندما يقف المعَلم أو صاحب العمل وينادى ويقول بعلو صوته للعاملين معه أنا مش فاتحها سداح مداح من منكم لم يسمع هذه الكلمة فى عمله أو فى بيته أحياناً من الأب للأبناء…!!!
ومع أرتفاع أسعار المنتجات البترولية فى مصر نتيجة لمعطيات إقتصادية صعبة تمر بها البلاد وغيرها من بلدان العالم يجب أن نعى جميعاً بأن هذا الارتفاع من المفترض تقنينه على مبدأ لاضرر ولاضرار وأقصد بالمعنى البلدى “نراعى بعض” ليه لأن من المعروف أن أرتفاع أسعار المنتجات البترولية ينتج عنه أرتفاع معظم السلع والخدمات التى لها صلة مباشرة بالأستهلاك الشعبى وخاصة الفقيرة والمتوسطة فنجد بعض التجار وأصحاب الأعمال يرفعون الأسعار دون أى ضمير أو واعز دينى فعلى سبيل المثال الجزارين عندما يتم رفع البنزين فى كل الحالات السابقة يتعللون بهذه الزيادة ويرفعون من أسعار اللحوم دون أى رقابة شخصية أو حتى رقابة حكومية على هذا الصنف من المستغلين فلذا اللحوم تباع حالياً بسعر خيالى بعيد كل البعد عن أفواه الفقراء والذين ينتظرون لحوم الأضاحى من العام إلى العام وقد أنضم لهولاء من الطبقة الفقرية رهطاً آخر من أصحاب الدخول المتوسطة…!!؟
وهناك مستغلين فى مجال آخر يرفعون اسعار خدماتهم وهم سائقى الأجرة دون الإلتزام إطلاقاً بالتسعيرة التى يحددها المحافظين فى كل محافظة بل رفعهم لأجرة سياراتهم يختلف من النهار إلى الليل مستغلين نوم الأجهزة الرقابية التى لاتراقبهم أصلاً ليلاً أو نهاراً لسوء بعض منهم ضميرياً وأعوذ بالله…!!!
وأيضاً المستغلين من أصحاب مطاعم الوجبة الشعبية الأولى فى مصر “الفول والطعمية”
حيث يرفعون من الأسعار بصورة غير طبيعية قد تجعل هذه الوجبة أكلة مستحيلة الشراء لعدد كبير من أفراد الشعب التى بتعايشون عليها تقريباً فى معظم وجباتهم اليومية…!!!
وندخل فى سوق العقارات حيت يتحججون المالكون لهذه العقارات رغماً من بناءها منذ فترة قبل الزيادة ويرفعون من أسعار مايملكون بألوف الجنيهات دون خوف ويقولون السوق عرض وطلب…!!!!
ولقد ذكر لى بعض الأصدقاء عن تجربة معه عندما قرر شراء نوع من المشروبات المصرية فوجده فى مكان سعره مختلف عن المكان الذى بجواره وعن الذى بجواره أى كل بائع يحدد السعر بمزاجه الخاص….!!!
ومعنى أن كل الخدمات المؤداه سوف ترتفع بصورة فيها أجحاف وتقييد لأيادى الطبقة الفقيرة والمتوسطة فستجد المقاهى والتجار والكل يتفننون فى رفع أسعار السلع التى تمس مباشرتاً حياة الناس بصورة غير مرضية ولذا يجب على الدولة متمثلة فى أجهزتها الرقابية المتنوعة فى رقابة هؤلاء الفاسدين أصحاب الذمم الخربانة من يشترون ويبيعون فى مقدرات الشعب دون أى أحساس بالآخرين وعليهم الضرب بيد من حديد على هؤلاء الذين يستغلون الوضع وحتى لايقلدهم البعض فى هذا الإستغلال فلذا دعونا جميعاً شعباً ودولة تجاراً ومستهلكين إن لانجعل رفع الأسعار يأخذ أسلوب الفوضى أو السداح والمداح…!!!
وإلى مقالة أخرى دمتم بخير وسعادة…!!!

زر الذهاب إلى الأعلى