مقالات الرأى

مدحت عطا يكتب : “الوصولية” طباع أم مرض

ظهر فى مجتمعنا طبقة من الوصوليين وخاصة فى نطاق الوظيفة الميرى ويُطلق عليهم أحياناً إسم “الانتهازيين” ويُعرف علم النفس الوصولى بالشخص الذى يضع نفسه فى المقدمة من دون تردد أو خجل أو شعور بالذنب وهو الذى يحرص على عدم التراجع مهما كانت العواقب ويقدم على فعل أى شئ من دون أن يردعه رادع لايهتم الوصولى بالعمل الجماعى وهو يضع نصب عينيه أستمالة قائده من دون غيره معتبراً أن الغاية تبرر الوسيلة وأن النجاح فى الوصول هو الذى يكسبه إحترام الآخرين ويمنحه المكانة الإجتماعية التى يريدها ومع ذلك فهو يشعر بأنه مهدد ومستهدف دائماً وعندما يبدأ الناس فى إكتشافه يجعله فى عصبية شديدة ودموع التماسيح هى سبيله فى الخروج من الموقف فالوصولية هى كلمة فى الأصل فرنسية وتعنى جرياً أو عدواً…!!! الشخصية الوصولية هى أحد الشخصيات الغير محببة والتى ظهرت فى مجتمعاتنا العربية خلال السنوات الماضية فهى تعتبر أحد الشخصيات التى تبدو فى ظاهرها كشخصية محبة وودودة ولكن فى باطنها بداخلها الكثير من المكر و النفاق وفى الغالب يتم كشف تلك الشخصية بعد أن تكون وصلت إلى أهدافها من أخذ دون عطاء وفى هذا المقال نشرح لك الظواهر التى تكشف لك صاحب الشخصية الانتهازية الوصولية حيث يتسم أصحاب الشخصية الوصولية بأنهم يُبيحون لأنفسهم إستخدام جميع الوسائل من أجل إعتلاء أعلى المراكز وإن كان ذلك على حساب الآخرين ويتسم هؤلاء الأشخاص فى البداية بالظهور بمظهر الطيبة والأحترام بقدر كبير حتى يتم الوثوق بهم فتجعلنا نتساهل معهم فى الكثير من الأمور ونمنحهم كل ما لدينا وفى الغالب تبدأ هذه الشخصية بالضعف حتى تقوى مع مرور الوقت. وتتواجد الشخصية الأنتهازية والوصولية حولنا دائما طوال الوقت فى حياتنا الشخصية والمهنية وتزداد بشكل أكبر فى العمل حيث يهدف طموح العاملين إلى الوصول إلى مناصب أعلى إلى جعل أصحاب النفوس الضعيفة يقومون بمحاولة القفز على حقوق الآخرين والاستيلاء على إنجازاتهم فتكون الخطوة الأولى لتنفيذ ذلك عن طريق انتهاز كافة الفرص التي يمكن أن تتاح لهم بشكل مشروع أو غير مشروع وتتواجد لهذا النوع من الشخصيات عدة علامات وصفات تدل على صفاتهم الوصولية وعلى سبيل المثال وليس الحصر…!!! أولاً إكتناز المهام يظهر الشخص الوصولى الانتهازى على أنه يستطيع القيام بكل شئ وحده وبدون دافع مادى أو إظهار أنه يمكن أن يقوم بمهام الجميع بأقل تكلفة حتى يمكنه الحصول على فرص الغير ويظهر هذا الشخص دائما فى التجمعات وتجده يتحدث بسرعة ويعرض أن يقوم بتنفيذ أى مهمة من أجل التقرب إلى الرؤساء دون إبداء اى ضوابط مهنية أو قانونية…!!! ثانياً نقد الآخرين يقوم الشخص الوصولى ينقد زملائه أو المحيطين به دائماً حتى يظهروا بمظهر المقصرين أمام الرؤساء ويظهر هو بمظهر أفضل منهم. ثالثاً يتحدث كثيراً عن نفسه تجد دائما الشخص الوصولى يقاطع الآخرين أثناء الحديث ويقوم فى الغالب بالتحدث كثيراً عن نفسه وعن إنجازاته وقدراته فى حل كافة المشكلات ولايستمع إلى زملائه بل دائماً يحاول إيجاد نقاط ضعف الآخرين وشعاره دائما الغاية تبرر الوسيلة(شعار مقدس) رابعاً يُبيح الشخص الوصولى لنفسه إستخدام جميع الوسائل لإعلاء أعلى المراكز وإن كان على حساب الآخرين فهو لايدخّر جُهداً لإثبات تفوّقه وإن داس على زملائهم فى العمل دون تردد لو للحظة واحدة…!!! لايهتم الشخص الوصولى بالعمل الجماعى وأن النجاح فى الوصول إلى هدفه هو الذى يكسبه احترام الآخرين ويمنحه المكانة الاجتماعية التى يريد تحقيقها…!!! خامساً يشعر الشخص الوصولى والأنتهازى دائما بأنه مهدد ومستهدف من الآخرين فلذا هو يتصرف بدافع إثبات قدراته لنفسه قبل سواه وذلك لشعوره بعدم الثقة أولاً وأخيراً ولذا يميل دائما الشخص الوصولى إلى الاستئثار بكل شئ والفشل بالنسبة إليه لايوجد فى قاموسه…!!! سادساً يتمتع الوصولى عادة بذكاء خارق وهو يحسن إختيار ضحاياه من الضعفاء الذين يخافون المنافسة والتحدى فيفضلون الإنسحاب حتى يحصل هو على فرصهم المتاحة…!!! سابعاً هذا الشخص عادة ما يتقرب منك لكى يدخل إلى قلبك ويوهمك بأنه الأفضل معتمداً على أسلوبه المنافق رغبة فى إستمالتك إلى جانبه والأخذ منك وليس إعطائك ولو داس على الأخلاق والمبادئ فلا يهمه الأمر فالإطراء والمبالغة بالمدح بما لايستحق أحد صفات الشخص الوصولى وأنتقاص الآخرين وخصومتهم وبغضهم والتحريض ضدهم والأستعلاء عليهم فلذا هم يهابون الطموح وركوب المغامرة والدخول فى أى منافسة. ولكن يجب أن يتم التفريق بين الشخص الوصولى والشخص الطموح حيث أنه يتم التفريق بينهم من اللحظة الأولى وكل منها يظهر الرغبة الكبيرة في النجاح والتقدم . ولكن من المؤكد أنه من أكثر الأشياء الخاطئة أن يتم أعتبارهما شخصيتان متشابهتين وأنهم يختلفان كثيراً فى العديد من الصفات ومعظم الخبراء يؤكدون أن اللغة التى سوف يتم أستخدامها من خلال الشخص وهى التى تتحدث إليه وتساعد فى تمكين الشخص من التعرف بجميع سماته وأنه سوف يتم أستعمال الشخص الطموح الضمير الخاص بالجمع أثناء التحدث مثل قوله نحن والتحدث عن العمل أو إدارة الفريق ولايقوم أبداً بالتعبير عن رغبته فى تحقيق التقدم و النجاح الخاص بالشركة والتعاون مع جميع فرق العمل وهذا هو منهج الطموح والذى يخالف تماماً منهج الوصولى…!!! ولكن كيف تتعامل مع الشخص الانتهازى فى مجال العمل أن يتم الابتعاد عن النقد تماماً وتوجيه الاتهام لأى فعل بحيث تجعله ينفر منك ويتمادى فى أفعاله المُشينة مع إعطاؤه شعور الثقة الكاملة ولكن بدون التصريح أو الإدلاء بأى معلومات خاصة بك مع ضرب عدد من الأمثلة بين الحين والآخر لأشخاص آخرين يمتلكوا بعض صفات الشخصية الانتهازية وما ألا إليه من كره لهم والأبتعاد عنه ولذا من الممكن أن نوضح أن الانتهازية هى مرض لعين يصيب المريض عن طريق الأمثلة التى مر بها من الانتهازيين الذين وصلوا إلى مناصب ودرجات رفيعة فى حياة المجتمع والحياة الوظيفية أيضاً فهى ليست طباع موروثة بل هى عدوى مرض…!!! والى لقاء آخر فى مقالة
زر الذهاب إلى الأعلى