مدحت عطا يكتب : الكرسى لما يدور بيغير العقول
لنا فى هذا المعنى الكثير من القصص التى عشناها وتجعل لهذا الكلام هدف ومعنى بل وصبراً على متغيرى المناصب فأن المناصب لن تدوم لأحد…!!!
ينظر الناس إلى كُرسى المسؤولية والمنصب الرفيع بشغف عظيم وأهتمام كبير وذلك لما له من قوة وقيمة وسحر وجاذبية وخصائص عدة ومزايا عديدة فيعزفون للجالس عليه أوتار التملق والتطبيل ويقدمون للقابع فيه قرابين التزلف والتبجيل حتى ينالوا رضاه ويصلون به إلى منالهم ويحققون من خلاله مبتغاهم والتزلف هو أسلوب نفسى يحاول به الفرد (المتزلف) التأثير والتلاعب أو السيطرة على الآخر (المستهدف) وذلك من خلال أن يُصبح الشخص أكثر جاذبية أو محبة من قبل الشخص المستهدف لأسباب خاصة وتجعل من المتزلف عصفورة كُبرى للمستهدف ويكون وبالاً على زملاءه إذا أخذنا هذا المثل فى العمل الحكومى أو الخاص أحياناً كمثال..!!
فالمنصب حلم عظيم وأمل كبير يتمناه البعض منا فنتصارع من أجله ونتقاتل فى سبيل الحصول عليه ولو قدمنا من أجل ذلك النفس والنفيس والعزة والكرامة وإن كنا لا نملك المواصفات ولاتنطبق علينا الاشتراطات على بعض من يتمنوه وقد يصلون إليه بوسائل سوداء وملتوية لكن ذلك الكرسى الناعم الوثير سيدور كما الأرض تدور والزمان يدور فقد يصل إليه من لا يمتلك القدرات أو الشخصية ولا يحمل المؤهلات فيظفر به المتملق والمنافق وصاحب الهدايا والولائم ومن يجيد الخداع والتمثيل ومن يتبادل مع صانعه المصالح والمنافع فإن قبض المسؤول اللئيم على أذنى الكرسى وأحكم إمساكه لأطرافه فإن الأحوال لديه تتبدل والأفعال منه تتغير أنفة وغرور وسيطرة وتسلط وأبواب مؤصدة وخطط ملفقة وأعمال رتيبة ونحر للنصيحة وإلغاء للمشورة وتفاهة فى بعض القرارات وقولنا وقال بل هدف وهو الذى كان قبل أحتلاله للكرسى طيب الفعال رفيع الخصال عفيف اللّسان وطاهر اليدين فلما وصل إلى الكرسى ظن أنه ملك الكون ومسك زمام النفوس وأستقر فى خلايا العقول وهى زيف واضح لأن الكُرسى لايدوم ولو دام لغيرك لدام لك…!!!
فإن للكرسى هيبة وحصانة وعظمة ومكانة والذى يظفر بالجلوس عليه سيُمجد مقامه ويُشاد بفصاحته وجودة بيانه وسمو خصاله وذلك من قبل المنافقين والعصافير حتى إنهم يحبون ما يحب ويكرهون ما يكره بل وإن تكلم كاذباً قالوا صدقت وما نطقت محالاً(رياء) وما علم صاحبنا المغفل أن الكرسى اللامع المزركش سيزول بريقه وينتهى لمعانه فما بين طرفة عين وأنتباهتها يغير الله من حال إلى حال أطاحت الرياح العاتية بهامات كانت قبله وقامات كانت أقوى منه وإنما هى الدنيا غرّارة غدّارة خداعة وهى الحياة فلا تدوم وتقلبها من حال إلى حال فلذا يجب عليه تأدية مهامه بكل صدق وأمانة وتفان وتضحية ومعاملة طيبة دون تَحيز وإلا سيكون حاله يوم القيامة خزى وندامة وكل صغيرة وكبيرة عليه محصية ومحاسبة نسأل الله الستر والسلامة والعافية وحسن العاقبة ومن زرع المحبة فى عمله والوداد فى موقعه فحصاده ولاشك المحبة والمودة ومن زرع الشوك فليس سوى الخسارة والندامة من حصاده وليتذكر هذه العبارة وهى مشاعر وأساليب الناس بعد ترك المنصب عاش الملك مات الملك عبارة توضح جلياً إيمان الشعوب ليذهب من يذهب وليأتى من يأتى لن تتوقف الحياة وربما لن يحدث ذلك فرقاً كبيراً فيها ولكن الأكثر من ذلك أن العبارة تؤكد أكثر أنه حتى الملوك تموت فتغادر الحياة وتغادر ذاكرة الشعوب الحياتية وحتى يفهم أولئك المطبلون والمزايدون بحب وولاء أصحاب المناصب أنهم هم أول من سيقول مات الملك عاش الملك وليتذكر أصحاب المناصب أن أسلوبهم السئ وتصرفاتهم مع من يقودهم له تأثير بالغ عليهم وعلى أسرهم من جميع النواحى النفسية والمادية إذا كانت شطحات صاحب المنصب مؤذية…!!!
وهنا أتذكر الراجل الذى أرسله كسرى ليسأل على سيدنا عمر فوجده نائم تحت شجرة دون حراسة وبكل تواضع وهنا قيلت الجملة المشهورة “حكمت فعدلت فأمنت فنمت ياعمر”
فالتواضع شيمة الاقوياء فمن تواضع لله رفعه والتواضع خلق كريم وخلة جذابة تستهوى القلوب وتثير الإعجاب والتقدير ولنا فى تواضع رأس الدولة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى وهو يتجول فى مناطق مصر المتنوعة ونزوله بنفسه ليحاور الأطفال والناس الغلابة ويحقق لهم بعض من أحلامهم نبراس يجب أن يُحتذى به لكل أصحاب المناصب على أرض مصر المحروسة…!!!
وأخيراً نصيحة لوجه الله عندما ترتقى منصباً ضع ضميرك والعدالة نُصب عينيك ولاتجعل المتملقين والمنبطحين يحومون حولك فهم أفه تنخر فى كرسى السلطه فلا تجعل الكرسى لما يدور يغير مبادئك أو مايدور فى عقلك…!!!
وإلى مقالة أخرى دمتم بخير وسعادة✍