مقالات الرأى

مدحت عطا يكتب : العقوق”ذبح” بسكينة تالمة…؟

العقوق يأتى من العق ويعنى القطع وهو كل فعل يصدر من الأبناء نحو الآباء ويشمل الهجر والعصيان وقد يصل إلى الضرب فى بعض الأحيان…!!!
ويقول الرسول الكريم فى حديثه الشريف :
“كل الذنوب يؤخر منها ماشاء الله يوم القيامة إلا عقوق الوالدين فإنه يعجله لصاحبه فى الحياة الدنيا ” صدق رسول الله
العقوق مشكلة من مشاكل كل العصور القديم منها والحديث على حد سواء التى أطلت برأسها المشين على مجتمعاتنا العربية وخصوصاً المجتمع المصرى والذى قامت فئة منه تتمثل فى السينمائيين فى عرض روايات مصرية تتحدث وتصور بعض مظاهر العقوق اللعينة فى مشاهد تدمع لها العيون ألماً وهى تأتى من وحى الحقيقة وليس الخيال وقد نقلوا ذلك من بعض البيوت المصرية الغنية منها أو الفقيرة على السواء وتنبت هذه الزرعة الشيطانيةعن طريق عدة أسباب وسوف أسرد القليل منها حفاظاً على وقت القارئ الكريم وحجم المساحة المقررة.
فالأسباب منها الأجتماعى وهى الشائعة وبدايتها سوء التربية ويتلخص هذا السبب العام فى إتباع نظرية “الدلع” وهى التعود على الأخذ فقط دون عطاء وهذا التعود يدمر الأبناء فى حالة غلق صنبور العطاء مما يجعل رد الفعل فيه كثير من التبجح الذى يؤدى إلى العقوق وأحياناً إلى مقاضاة الآباء فى المحاكم
للحجر عليهم للمحافظة على أموال وثروات الآباء المختلفة والتى يجب أن تكون تحت إشرافهم كما يعتقدون وخَيل لهم شياطينهم…!!!
وأيضاً الجهل فالجهل داء مُميت فالجاهل عدو نفسه ومجتمعه حيث يجهل تماماً معنى البر بالوالدين والنتيجة التى تحدث عن عدم بره بوالديه فى الدنيا والآخرة وهى عقوبة تم سردها بعناية وأصرار فى سيرة سيد الانبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم…!!!
والسبب الأكثر شيوعاً فى المجتمع المصرى الذى يؤدى إلى توغل العقوق فى قلوب وعقول الأبناء وهو الأختلاف بين الأب والأم(الأزواج) وهنا يأتى دور الأم الغير سوية فى تأليب الأبناء على الآباء بنشر السموم بالكلام أو التصرفات فيُصبح العقوق له شرع وشريعة من الأم اللئيمة فتجعل الأبناء فى ثورة طول
الوقت نحو الأب دون أى وازع دينى من جانبها والغرض هو الأنتصار الشخصى لها وتعظيم مشاعر الكره والأحتقان نحو الأب وهنا يُدركنى الكلام فى عدم تعميم هذا العمل الشيطانى من معظم الأمهات فهناك أمُهات فاضلات بمعنى الكلمة بالرغم من سوء الزوج فى جميع الصفات ولكن يقومن بمساعدة الأبناء على إحترام الأب والاهتمام به حتى وفى حالات الطلاق بينهما وهذا ينبُع من حُسن تربية وأصول الأمهات تربين عليها فى بيوت اباءهم…!!!
وهناك سبب قد يكون مخفى عن الكل وهو الصُحبة السيئة فتجد بعض الأبناء أصحابهم من أصدقاء السوء والذين يحضونهم على عقوق آباءهم بالقول أو بالفعل لأنهم لايملكون إلا نفوس مريضة والهدف هى عدوى أصدقاءهم من قبيل التشفى أو الغل الطبقى أحياناً
(فلذا خدوا بالكم من أصحاب أولادكم فهُم فتنه)
وأخيراً أتقدم إلى الأبناء أصحاب العقوق هل أحزنتم أو ٱبكيتم والديكم يوما ما هذا الفعل لاينم إلا عن أنك تقتل والديك بسكينة تالمة فعودوا إلى صوابكم قبل فوات الأوان فلاتسمع إلى نداء الشيطان فهو عدو الله وعدوكم حتى لاتندم طيلة حياتك فالعقوق سلف ودين وكما تدين تُدان…!!!
والعلاج من هذه الأفه البشرية اللعينة تأتى فى قول الله تعالى فى كتابه الكريم :
“وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَاتَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيماً” صدق الله العظيم
والى مقالة أخرى دمتم بخير.

زر الذهاب إلى الأعلى