مقالات الرأى

مدحت عطا يكتب : السِيالة الصعيدية والخداع الإستراتيجى…!!!

0:00

صعيد مصر زاخر بالعادات والتقاليد الأصيلة أصالة الزمن والمكان واللذان يرتبطان بكلٍ من الأرض والإنسان أرتباطاً كلياُ فالأرض مليئة بالكنوز الأثرية التى لا تقدر بثمن من معابد وتماثيل ومقابر يأتى إليها البشر من كل حدب وصوب لزيارتها والتمتع بكل حكاياتها التاريخية التى تتحدث عن ملوك وأسر ماقبل التاريخ فراعنة مصر القدماء وماأعظمهم…!!!
أما الإنسان الصعيدى فله كل الأدب والأحترام من كل فئات المجتمع المصرى خاصة والأمة العربية عامة فالراجل الصعيدى حياته كلها صمود وتعب وشقى وجدعنه كما يقولون عنه فى محافل العمل وعلى جميع أنماط المعاملات وله من التقدير العظيم فى كل الدول التى يعمل بها وخاصة دول الخليج…!!!ويمتاز الرجل الصعيدى بالزى التقليدى والمعروف به وهو الجلباب الواسع الفضفاض والذى يمكن وصفه دوماً بأن هوية الصعيدى فى جلبابه ويذكر المؤرخين بأن هذا الزى يعود إلى عهد المماليك وعندما أذكر الجلباب الصعيدى الآن أقول إنه تعدى ثمنه العشرة آلاف جنيه قماشاً وتفصيلاً أى أنه تعدى أسعار البدل الافرنجيه التى يرتديها مشاهير المجتمع الآن…!!!
حيث ينافس الجلباب الصعيدى سحر البدله والقميص والبنطلون وهذا الجلباب تتوارثه الأجيال تلو الأجيال حتى زماننا هذا ويفتخر به كل من يرتديه فهو رمز للعزة والشهامة وقبلهم الرجولة بلا حدود ويتنوع تفصيل وألوان الجلباب الصعيدى بين المحافظات فى الوجه القبلى ولكن هناك أسس ثابته فى وصفه حيث يوصف الجلباب الصعيدى بأنه ليس له ياقه وبه فتح للصدر واسعة وله كُم واسع لكلا طرفى الجلباب(أخذ هذا الكُم كم كبير من التهكم من بعض الظرفاء أصحاب العقول التافهه) ويوجد بالجلباب عدد اثنين من الجيوب أحدهما مغلق أى تم خياطته والآخر مفتوح ويسمى بالسِيالة وكان لهذا الجيب المفتوح دوراً كبيراً وأستراتيجياً فى حفظ الأشياء المشتراه للبيت وأهمها إطلاقاً شروة اللحمة من عند الجزار حيث كان يضع الأب أو الجد يده داخل السيالة ممسكاً بكيس اللحمة من داخل الجلابية حتى لايراه أحد خوفاً من الحسد ونظرة العين وكان هذا الخداع الإستراتيجى من أهم الأشياء الطبيعية دون تخطيط مسبق بل هو تقليد طبيعى موروث من السلف والأجداد ولذا تسأل عليه ست البيت زوجها بعد عودته من مهمة الشراء بعد خداع الناس وأخفاء ما أشتراه من عيون الذين كانوا يجلسون أمام بيوتهم وهذه عادة من عادات أهل الصعيد حتى الآن حيث يضعون دكه أو اثنتين لإستضافة عابرى السبيل وهذا يدل دلالة واضحة على كرم أهل الصعيد مع أى ضيف عادى أو عابر سبيل…!!!
حيث كنت أرى جدى من أبى وأمى عليهما رحمة الله وهما يضعان هذه الأكياس من داخل الجلابية عن طريق الجيب المفتوح والذى يُسمى السِيالة ولكن تعالوا معاً نفرق مابين السِيالة والسَياله وبينهما فرق كبير حيث سبق إن وضحت معنى وأهداف السِيالة أما السَيالةفهى عبارة قناة مائية صغيرة عن طريقها يتم تحويل المياة من الترعة الكبيرة للأراضى الزراعية والغرض هو الرى ويعرف أهل القُرى فى صعيد مصر ماهو الفرق بين المعنيين وأضيف لكم معلومة بأن هناك مناطق كثيرة مشهورة بهذا الإسم المصرى القروى وأشهرها منطقة السيالة بالإسكندرية
وإلى مقالة أخرى دمتم بخير وعافية…!!!

زر الذهاب إلى الأعلى