مدحت عطا يكتب : السويس أرض الأبطال والأغراب…!!
السويس(تل القلزم…بلد الغريب…بلد البترول…بلد الصمود والأبطال…بلد الغربان) وغيرها من المسميات التى ترتبط بالواقع فعلاً إنها إسم على مُسمى..!!
هذه المحافظة الصامدة صمود الجبال أمام تَجبر الأعداء والمعتدين بكل معداتهم الحربية وقواتهم العسكرية نالت منهم بكل قوة مما جعلها درع حصين للوطن أمام الغُشم الحربى المُرعب الذى تم قهره بل ردعه فى أكثر من معركة فالعدوان الثلاثى شاهد شهادة أصيلة وتاريخية عما فعله أبناء السويس المناضلين مع مظليين ومشاة هذه الجيوش العاتية”خاصة” التى حاولت وجربت العدوان على أهل السويس وكانت المحاولة قاسية والتجربةمُميته ويَذكُر التاريخ الدانى مافعله الأبطال فى حرب السادس من أكتوبر١٩٧٣ وتحديداً يوم الرابع والعشرين من هذا الشهر العظيم (العيد القومى لمحافظة السويس حالياً) عندما حاول أنجس أنجاس البشر وشيطان الإنس الأعظم أريل شارون(صاحب مذبحة صبرا وشاتيلا اللبنانية) أختراق الثغرة التى وجدت بين الجيشين(الثانى والثالث) ولكنه فشل فشلاً ذريعاً فى كسر المقاومة وتم حَرق والأستيلاء على معظم لواءه المعتدى من الدبابات الصهيونيه الحديثةحينذاك والتى فرت هاربة كالجرذان وأصبحت أثر من الآثار…!!!
السويس أو تل القلزم كما كان يُطلق عليها قديماً وسميت بذلك لكثرة التلال بها والقلزم أو (قلعة الطابية) وهى المنطقة السكنية بين حى الأربعين وحى السويس حالياً تلك القلعه شديده التحصين التى شُيدت فوق التله العاليه المُشرِفه على شاطئ المدينة على إرتفاع يقدر بنحو خمسين متر فوق سطح البحر وكانت تلك القلعه(القلزم) كانت تُستخدم قديماً فى العديد من الأغراض مثل القيام بمهام الدفاع الحربية وحماية التجارة التى كانت تمر عبرها ومقر دائم للقوات المرابطة داخل المدينة ويعود إسم السويس إلى الأسرة الفرعونية الثانية عشر وكانت تستخدم هذه المدينة لحماية مناجم جنوب سيناء وأيضا الدفاع عن مصر من البوابة الشرقية وتعتبر السويس هى أقدم مدن القناة الثلاثة ويضاف إليها شرفاً وعزة أن أهم ممر مائى فى العالم يسمى بإسمها (قناة السويس)
السويس بلد الغريب وهذا الإسم له عدة تفاسير ولكن أهمها وهو السائد بها نسبة إلى الشيخ “عبدالله الغريب”الذى يقع ضريحه داخل مسجد يحمل أسمه بحى الغريب العتيق(مسجد سيدى الغريب وهو مزار سياحى ودينى لكثير من الناس من داخل السويس وخارجها) وهذا الرجل المغربى الذى جاء كما ذكر التاريخ من بلاد المغرب لمحاربة القرامطة الذين عاثوا الفساد بين ربوع الوطن العربى حتى إنه لم تسلم منهم أم القرى مكة المكرمة فى ذلك الوقت…!!!
وترجع سبب تسمية “عبدالله الغريب” بهذا الاسم إلى أهل السويس أنفسهم فهم من أطلقوا عليه هذا الإسم مُرجعين ذلك إلى أن البشر كلهم عَبيد الله لذا فهو عبدُ الله والذى حضر فى مهمة تتعلق بتأمين طريق حجاج البيت الحرام وهم فى طريقهم إلى مك..!!
أما لفظ “الغريب” فلكونه ليس من أبناء السويس وإنما ترجع أصوله إلى المغرب فأصبح عبد الله الغريب وهناك سبب آخر حديث يتم تداوله بين شعب السويس وهى أن هذا البلد لها فضل كبير على من يأتى إليها للعمل ويقطنها وهو ليس من أهل السويس(غريب) فيُصبح فى خلال عدة سنوات من أغنياء المحافظةوحدث ذلك بالفعل لعدة أسماء من رجال الأعمال المشهورين حالياً…!!!
السويس بلد البترول كما يُحب معظم أهلها وصفها للزائرين وهى بها أهم وأكبر شركات البترول فى مصر بل فى أفريقيا بعد أكتشاف البترول داخل أراضيها وشواطئها فأصبحت القلعة الاول للنفط (الذهب الأسود) بجمهورية مصر العربية وأصبحت صناعة مشتقات البترول وماينتج عنها من أبخرة بداخل المدينة يعانق هواءها على مدار اليوم..!!!
السويس أرض الصمود والأبطال ويذكُرنى عقلى مباشرتاً دون تردد شيخ المجاهدين المصريين حافظ سلامة الذى قاد المقاومة السويسية على مدار الحروب التى شاهدتها المدينة الباسلة والتى فاقت شهرته حدود المدينة الصامدة إلى أعمال أخرى أجتماعية وإنسانية شارك فيها بكل قوة وأذكر على سبيل المثال دعوته لبناء مسجد النور الذى أصبح منارة مضيئة داخل العاصمة ولاأنسى مطلقاً قادة مقاومة حروب السويس من زاملوا الشيخ المجاهد ومايرتبط بأسماءهم من قصص الشرف والبطولة والتى نقُصها لأبناءنا بكل فخر وعزة ولازال أهل السويس يتذكرونها عن ظهر قلب مثل المجاهد البطل عبد المنعم قناوى والبطل محمود عواد والبطل أبراهيم سليمان والبطل أشرف عبد الدايم والبطل فايز أمين وغيرهم ممن سطروا بدماءهم وشجاعتهم فى كتاب تاريخ الوطن عامة والسويس خاصة سجلات وأحروف من نور..!!
وتأتى أخيراً الغربان من فصيلة(البلاك بيرد) لتستوطن المدينة السعيدة بأرضها وشعبها وتشاركهم الحياة فى ظاهرة غريبة تُكرر سنوياً دون غيرها من محافظات مصر…!!!
والغربان تحولت إلى ظاهرة مخيفة بعدما تعددت وقائع هجومها على المواطنين فى المنازل والشوارع وأختطاف ما فى أيديهم من أطعمة وأيضاً الأصوات المزعجة التى تصدرها على مدار الساعةوالأخطر أنها أصبحت لاتفرق بين كبير وصغير أو رجل وأمراة وتقوم بمهاجمة الكبار والصغار على حد سواء وهناك أكثر من حالة تم رصدها بالسويس لمواطنين تعرضوا لإصابات فى الرأس نتيجة لهجوم الغربان بخلاف حالة الخوف الشديد من انتشار الأمراض التى قد تنقلها تلك الطيور ولذا نأمل تدخل أجهزة البيئة لعلاج هذه الظاهرة وعدم أنتقالها إلى المحافظات القريبة.!
وأخيراً أن كل ماسردته عن محافظة المقاومة والنضال لجزء بسيط للغاية عن تاريخ هذه الأرض الغالية من وطاننا العظيم مصر العربية????????
والى مقال آخر دمتم بخير…!!!