مقالات الرأى

مدحت عطا يكتب : الأحترام واجب بالفطرة ام مُلزم بالتربية…!!!

0:00

الأحترام هى فضيلة من الفضائل التى يتميز بها الإنسان دون غيره من الكائنات فهى صفة قد تولد معه وتنمو كأنها عضو من أعضاءه داخل جسده فهى جينات توَرث فى كثير من الأحيان من الأب والأم على السواء أو تُعلم للفرد فى مراحل العمر المختلفة بالأكتساب
أو التدريب أو التقليد وأحياناً الخبرة…!!!
فالأحترام يختلف من مجتمع إلى مجتمع آخر بمعنى فى المجتمعات الراقية الأحترام له قواعد ونُطم قد تكون سلبية أو إيجابية فنجد بعض الأبناء فى تلك المجتمعات يقلدون الآباء فى بعض منها العادات السيئة مثل الخروج بدون أذن أو عدم الأعتداد برأى الآباء والحرية التى تأخذ منحنى خطير فى بعض العلاقات بين الفتيات والفتيان وأيضاً تقليد الفتيات أو الفتيان أمهاتهن أو آباءهم فى التبرج الزائد أو الأبناء فى تعاطى الاشياء السلبية وهى كثيرة وهذه مظاهر سلبية فى عدم الاحترام وأيضاً المجتمعات الراقية لهم عادات إيجابية كثيرة مثل تقليد الآباء فى إحترام أعمالهم وتقليدهم فى اكتساب هذه الاعمال بالدراسة أو الوراثة وغيرها من الإيجابيات الحميدة…!!!
أما الأحترام فى المجتمعات الريفية وخاصة القرى فهى جوهرة هذه الصفة الرائعة فتجد الإبن لايستطيع أن يجلس أو يمشى أمام الاباء والسمع والطاعة للاباء هو النبراس المنير لكل تصرف قد يصدر منهم وغيرها من المواقف الإيجابية التى يتوارثها الأبناء من الآباء بالفطرة…!!!
أما الأحترام بالواجب نراها فى المجتمعات العسكرية والتى يجب فيها أن يقدم الصغير واجب الأحترام للكبير من الرتب العسكرية بالتدرج دون عصيان فلذا المؤسسة العسكرية تزرع فى الأفراد واجب الأحترام منذ أنضمامهم لها فيكون للأحترام منظومة ويتم الإلتزام بها عن حب فلذا نجاحها واجب دون تردد من جميع الأفراد القادة أو الجنود…!!!
أما الأحترام فى الإسلام منذ ظهوره قد يكون له صور متعددة تتحاكى بها الأجيال حتى الآن ويتعدد الحَض على الأحترام فى ديننا الحنيف فى إحترام الوالدين فى قوله
“فلا تقل لهم اُف ولاتنهرهما وقل لهم قولاً كريماً”وهذا هو قمة الأحترام حيث يأتى بلاغه وأمره من رب الكون عز وجل…!!!
وأيضاً أحترام الكبار فى الإسلام له عديد من القصص التى تدعو لهذا ولنا فى قصة رسولنا الكريم مع والد سيدنا أبو بكر الصديق لما خرج رسول الله ﷺ من الكعبة وجلس فى المسجد والناس حوله ذهب أبو بكر (رضى الله عنه) وجاء بأبيه عثمان ويُدعى بأبى قحافة يقوده وقد كف بصره فلما رآه رسولنا العظيم قال لأبى بكر “هلَّا تركت الشيخ فى بيته حتى أكون أنا آتيه” قال أبو بكر يارسول الله هو أحق أن يمشى إليك من أن تمشى أنت إليه ثم أجلسه بين يديه الشريفتين فمسح صدره…!!!
وأحترام حاملى كتاب الله له دور إيجابى وخاصة فى المجتمعات العربية فيكون لهؤلاء واجب الأحترام بالفطرة لما مايحملوه فى صدورهم من كلمات الله فى كتابه الكريم
إن لحافظ القرآن أجراً عظيماً عند الله فإن القرآن يشفع لصاحبه يوم القيامة ويُعلى منزلته ودرجته فى الجنة فيكون مع الملائكة السفرة الكرام البررة ويتعدى نفعه لغيره فى الدنيا والآخرة ويكون له عظيم الأثر فى حياته وبعد مماته وفى هذا يقول النبى صل الله عليه وسلم “مثل الذى يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام البررة”
وهذا قول رسولنا الكريم فلذا يجب أن يكون أحترامنا لهم بالفطرة لكوننا مُسلمين…!!!
وأحترام الائمة ومشايخنا الأفاضل هو أحترام واجب حيث هم من يذكروننا ويأخذون بأيدنا إلى طريق الهداية والبعد عن الإنحراف فى جميع مناحى الحياة والتقرب إلى المولى عز وجل وحب رسولنا الكريم صل الله عليه وسلم…!!!
وهناك نوع آخر من الأحترام وهو أحترام المرأة ولنا فى رسولنا قدوة حسنة والقصص كثيرة التى رأينا فيها المصطفى يحترم فيها المرأة ويستشيرها دون تردد فأستشارته لزوجته كان أمر لاشك فيه فلم يكن الرسول يوماً منفرداً برأيه فكانت السيدة خديجة رضى الله عنها شريكته فى كافة الأمور والقرارات التى كان يتخذها ومن أشهر المواقف التى أستعان فيها الرسول بزوجته أم سلمة وقت صلح الحديبية”حيث نصحته بالهدوء والخروج إلى الصحابة الذين كانوا فى قمة الغضب لعدم فتح مكة وحج بيت الله الحرام فذبح هَديه وحلَق وفعل الصحابه كما فعل الرسول الكريم وندموا على غضبهم منه ندماً شديداً”وبالفعل أخذ برأيها ولم تكن هى المرة الأولى ولا الأخيرة التى يستعين فيها الرسول بزوجاته خديحة كانت أو غيرها فكان رحيم بهم ويحترمهن إحترام لامثيل له فى دنيا البشر…!!!
وأنواع الأحترام فى الإسلام متعددة وعظية ومنها أحترام ولى الأمر حيث شدد علينا ديننا الحنيف فى طاعة وأحترام ولى الأمر لأنها غير مستقلة ولا مطلقة لأنها ترتبط بطاعة الله ورسوله لكى يستقيم المجتمع حيث أن الخروج عن طاعة وأحترام الوالى (الرئيس)فيه مفسدة للمجتمع والأمة جميعاً وأخيراً من الممكن أن نقول إن الأحترام متنوع وعميق فلذا نقول إن الأحترام هو
“واجب بالفطرة وأيضاً ملزم بالتربية”
والى مقالة أخرى دمتم بخير وسعادة…!!!

زر الذهاب إلى الأعلى