مقالات الرأى

محمود مطر يكتب: الاعلام الرياضي ..وظاهرة التعصب

أصبحت البرامج الرياضية على شاشات الفضائيات المصرية أشبه بساحة معارك يتطاحن فيها المتنافسون ..ويتصارعون ويتكالبون ..ولكل وجهة نظره المخالفة ..ولكل جمهوره ..ولكل أجندته ..فهل من الطبيعي أن يكون العراك والخصام والعداء هو السائد في الساحة الرياضية؟..الجواب المؤكد هو بالنفي الواضح الصريح ..فالرياضة خلقت للترفيه وللتسلية .. وليس للتشاحن والتباغض والكراهية ..وهي نشاط إنساني ممتع لا خلود فيه لنصر دائم أو هزيمة مستديمة ..فالفائز اليوم ربما يخسر غدا .. والخاسر اليوم ربما يفوز غدا ..لكن يبدو أننا لم نعد نستوعب هذه الحقيقة ولم نعد نفهم أن الرياضة هي عبارة عن خاسر وفائز ..وان ثقافة قبول الهزيمة أمر يجب أن يتحلى به كل رياضي وكل مشجع ..والا تحولت الرياضة إلى معارك وصراعات بليدة يضيع فيها ضحايا ويتأذى خلالها الجميع ..وحسنا فعل المجلس الأعلى للاعلام حين اجتمع اخيرا وقرر وضع حد لهذا التراشق الخطير بين العديد من مقدمي وضيوف البرامج الرياضية .. منذرا الجميع بأن الإيقاف ينتظر كل من يشعل نار التعصب بين جماهير الكرة المصرية ..ومن حق المجلس أن نحيي له هذا التحرك ..لكن من حقنا أيضا أن نقول إنها خطوة تاخرت كثيرا وانه كان من الواجب أن يتخذ المجلس قراراته منذ فترة طويلة قبل أن يستفحل التراشق ويزيد التعصب ويتفاقم لدى جمهور الكرة .. ويبقى أن يلتزم العاملون في البرامج الرياضية بسلوك راشد ووطني و أن يدركوا أن الرياضة اخلاق وتنافس شريف .. وان الهزيمة في مسابقة أو ميدان رياضي ليست عيبا ولا نقصانا ولا سبة على الاطلاق
وهنا يجب أن نذكر هؤلاء الذين ملأوا ساحة كرة القدم المصرية تعصبا وشحنا جماهيريا .. نذكرهم جميعا بالبطل الأوليمبي المصري محمد علي رشوان الفائز بفضية دورة الألعاب الأوليمبية بلوس انجلوس في لعبة الجودو للوزن الثقيل حين خاض المنافسة على الميدالية الذهبية أمام منافسه الياباني الذي كان أصيب منذ بداية المباراة في قدمه وكان فوز رشوان بالذهبية مضمونا لو ركز على اللعب على قدم منافسه المصابة ..لكنه كان نبيلا وشريفا في معركة الفوز بالميدالية الذهبية فتجنب تماما اللعب على قدم منافسه المصابة ..وخسر الذهبية لكنه كسب احترام العالم كله .. وصار بطلا شعبيا في مصر وفي اليابان التي كرمته واحتفت بنبله وشرف تنافسه الرياضي ..هكذا كان المصري محمد علي رشوان رمزا لاعلاء الروح الرياضية والتنافس الشريف ..فلا تكونوا انتم _ يا مواطني هذا البطل_ رمزا للتعصب البغيض

زر الذهاب إلى الأعلى