مقالات الرأى

محمود سامح همام يكتب : أيدلوجية الحروب اللامركزية ” حروب الجيل الرابع “

كانت حروب الأجيال الثلاثة الاولى متمركزة في حروب تقليدية بين جيوش واضحة المعالم تملكها دول كاملة السيادة واختلفت حروب هذه الأجيال نتيجة التطور في التكنولوجيا و تصنيع السلاح والتطور في هذا التصنيع غير في تكتيك الخطط والمناوراة في مسرح عمليات ميدان الحرب .

ثم ظهر مصطلح حروب الجيل الرابع لأول مرة علي يد “ماكس مانوراينج ” باحث في الاستراتيجية العسكرية عام ١٩٨٩م وعرفها علي أنها ” حرب لإفشال الدولة بزعزة استقرارها لفرض واقع جديد يحقق مصالح العدو)

ونستطيع أن نقول أن الهدف من حروب الجيل الرابع تغير تماما عن سابقه فأصبح هدف هذه الحروب إستهداف القطاع المدني وليس القطاع العسكري والتاثير علي البعد الاجتماعي للأمن القومي للدول المستهدفة ،ويمكننا الاستشهاد بهذا بسقوط الاتحاد السوفيتي ١٩٩١م قوة عظمي بأسلحة قوية وطاقة نووية صخمة قامت فقد نجحت الولايات المتحدة الامريكية بضرب القطاع المدني والاقتصادي بها ولم تستخدم أى أسلحه تقليديه فى هذة الحرب لإسقاط و تفكيك الاتحاد السوفيتي .

يمكننا أن نذكر أيضا الهدف من حروب الجيل الرابع هو أن ترغم عدوك بتنفيذ إرادتك وهو الإكراه بقبول إرادة العدو واستهداف القطاع المدني بعد تحليله تحليلا كاملا واختراق الأشخاص الذين لديهم أهداف فاشلة في حياتهم وتوصيل الدولة المستهدفة ببطء الي كيان فاشل باختراقها وإضعافها داخليا ..

وقد رأينا أمثلة لما ذكرنا بالفعل في الاتحاد السوفيتي الذي استغرق سقوطه علي يد الولايات المتحدة الامريكية ٤٦ عاما بدءا من عام ١٩٤٥ حتى عام ١٩٩١م ، انتصار بطئ للمعسكر الغربي أتي بثماره وهي عملية طويلة الأمد وبالمناسبة هي حرب مستمرة ليومنا هذا بين المعسكرين الشرقي والغربي.

أساليب دقيقة ذو كفاءة عالية تُستخدم في حروب الجيل الرابع ,يمكننا أن نذكر في البداية العنصر الذي تم زرعه في الشرق الأوسط وشتي بقاع العالم وهو ( الإرهاب )،يقوم الإرهاب بإنشاء قاعدة داخل الدولة المستهدفة وليس له مقر معين فهو يتسم باللامركزية ومساعدته بكافة الأشكال ،ومن هنا تحتاج هذه القاعدة لمظلة دينية عرقية أو مطالب تاريخية.أو فرض هيمنه دوليه.

الكيانات الزارعة لهذة القواعد تقوم بكافة إجراءات التمويل لهم بطرق مباشرة أو غير مباشرة لتجنيد وتسليح أجهزة ذات عدة ومخابرات دول لها مصلحة ما تساعد هذه القواعد بمعلومات دقيقة للاستهداف.

وتستخدم هذه القواعد الإرهابية منظمات المجتمع المدني كمظلة لتحليل طبيعة الشعب ومحاولة تحليل بياناته لوضع آليات مناسبة لتفكيك المجتمع ،ويبحث الإرهابيين بشكل واضح عن أشخاص ليس مثلهم داخل الدولة المستهدفة لكنهم ليسو منسجمين مع الحكم ونظامه وأساليبه فيستطيع جذبه بكل سهولة لصفه.وايضا يستطيعون جذب الأفراد عديمي الوطنية والولاء لبلادهم من خلال منحهم جوائز مالية عالمية فالدول المستهدفة لجعلهم في صفهم وتجنيدهم لصالحهم وكل تلك الأساليب تندرج تحت الحرب النفسية التي يستخدمها العدو لتفكيك القطاع المدني والدولة بأكملها .

يمكننا تسليط الضوء أن أعظم انتصار في حروب الجيل الرابع هو ” هدم الدولة من الداخل دون أن يتحمل أي خسائر” وهو ما يجري في منطقتنا بشكل خاص والعالم بشكل عام ،وعملياتنا في المواجهة حتي الآن في إدارة الصراع مع عناصر الجيل الرابع وتحجيم وجودهم في المنطقة وتفتيت قوتهم الرئيسية وكشف تهافت عقيدتهم ومصالحهم الخاصة وأطماعهم الحقيقية وتسليط الضوء على الممولين المستفيدين من هذه التنظيمات الإرهابية وانها حرب لا متماثلة لا ميدان لها ،وأن محاربتها هي محاربة اللا دولة .

ومما لا شك أن من يتصدي لهم في الحقيقة هو القطاع المدني لأنه بكل بساطة هو المُرام في حروب الجيل الرابع وأن درجة وعي وفهم المواطن ضربة قوية لهذة المنظمات تهدم مخططاتهم في تفكيك وتفتيت الدولة بشعبها . بتمويل الإرهاب و انتشار المخدرات و بث الإشاعات المغرضة على قادة الدول لهدم الشباب و البعد عن التقدم العلمى و بناء الحضارات و العبث بتدمير بالأمن القومى للدول المستهدفه …
فهنا للإعلام و رجال الدين دور كبير و هام فى توعية الشباب للتصدى لهذه الحروب الخفيه المدمره للنهضه الصناعيه و الزراعيه و غيرها و بث الإشاعات المغرضه المسيئه و العبس بمقدرات الأمن القومي للدول المستهدفه
حفظ الله أوطاننا من هذه الحروب الناعمه الغاشمه.

زر الذهاب إلى الأعلى