محمد نصار يكتب: شعوبنا العربية أبشروا فقد أن الأوان
يعتصر ألماً حينما اكتب مثل هذه الكلمات التي في الواقع المرير الذي تعيشه شعوبنا العربية في ظل التوترات والتغيرات الجيوسياسية والمناخية ناهيك عن معدلات الفقر التي تزداد بشكل مخيف ، الأمر الذي ينبئ بتغيرات ديمغرافية خطيره للتواجد العربي في المنطقة ، نظرا لتزايد معدلات الهجره إلي أوروبا ، الهجرة التي أصبحت حلما لأغلب الشباب العربي تاركا ورائه أهله وبيته ووطنه الذي لم يستطيع استخدام ثرواته البشرية التي هي عنصر وحجر الأساس لاي تنمية في أي قطاع ، علاوه علي أنها المكون الرئيس للقوة العسكرية لأي دولة بالعالم
فلماذا يحلم الشباب العربي بالهجره ؟ وما هي طرق التحصين وتقليل تلك المعدلات ؟
وما هو السبيل نحو التنمية وإحداث التغير الإيجابي المطلوب ؟
كل هذه الأسئلة هي محاور هذا المقال ، وأسال الله أن أكون موفق في الإجابة علي هذه الاسئلة إجابة عميقة وليست في القشور ، كي نتمكن من وضع إيدينا علي المشكل الرئيس التي أدت الي كل هذه الأوضاع التي يئن منها أغلب شعوبنا العربية ،بل وأملي في أن تصل الي متخد القرار في دولنا العربية ، لأنه بدون إيصالها الي متخد وصانع القرار فاننا نجري في حلقة مغلقة لا جدوي من الكتابة والحديث
لماذا يحلم الشباب العربي بالهجرة ؟
كنا بارعين في الطب والهندسة وفن العمارة وكان الغرب يقلد ما يفعله المسلمين من طريقة البناء وفن العمارة والهندسة والطب وغيرها من العلوم التي كنا بارعين فيها وكان الغرب مقلد لنا ، ويهاجر الي أوطاننا العربية والإسلامية ليتمتع بحياة كريمة مثلما كانا عليه سابقا ، لكن الأمور تغيرت كثيرا وسقطت الأندلس ومن بعدها قلاع العرب والمسلمين وصرنا بالتدريج تابعين للغرب في كل شي دون تفكير لان الإنسان يقلد دائما من يراه أفضل منه وأنجح منه ، لكن مشكلتنا أننا نقلد تقليداً أعمي دون تفكير بل والمصيبة والطامة الكبري أننا قلدناهم في العري والإنحلال الإخلاقي والبعد عن الدين ، ولم نقلدهم في نجاحهم في القطاعات والمجالات الصناعية والصحية والتعليمية والتنظيمية والعدالة الإجتماعية ، ولهذا أصبحنا دول تلقب بأنها دول نامية وتارةً أخري يلقبوننا بدول العالم الثالث ، بعدما كنا في المقدمة وهم مجرد مقلدون لنا ولتراثنا العريق المترامي الأطراف .
وعندما ننظر الي المُشكل الرئيس في هذا الأمر ، فنجد عندما تقارن بين شعوبنا العربية وشعوب أوروبا تري العجب العجاب ، فالمواطن العربي يرضي بالقليل وطموحاته بسيطه وطلباته العيش الكريم وأساسايات الحياه ولا يطلب أكثر من ذلك ،ففى سوريا على سبيل المثال تجد طموحاتهم أن يعيشوا في سلام حتي بعدما وضعت الحرب أوزارها ، ودارت الحرب الحامية الوطيس وفر أخواننا السوريون الي شتي بقاع الأرض ، الأن تجد طوحاتهم أن يجدوا بلدهم ووطنهم وأن يأكلوا ويشربوا في سلام بعدما مستهم البأساء والضراءُ والأن يزلزلوا زلزالاً شديداً ، ولذلك أخترت لهم هذا العنوان بأن قد أن الأوان فأبشروا لانه كلام الله وصدق الله العظيم حينما قال أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ .(سورة البقرة)الأية (214)
فنصر الله قادم لا محاله فمن أصدق من الله قولا!!! ، فهذا نموذج بسيط لمقارنه بين شعوبنا العربية وشعوب أوروبا والغرب .
كيف السبيل نحو التنمية ؟
الإجابة في شي تعلمناه أسمه فقه الأولويات أي أن أدرك تماما أهمية البدء في هذا القطاع عن تلك وما هي العوائد من إختيار ذاك القطاع عن غيره من القطاعات ، لأن هناك قطاعات تستطيع أن تسحب باقي القطاعات بنجاحها ، وهناك أخري التنمية فيها تكلفه فقط وإهدار ، ثانيا التنمية المتوازية في نفس الوقت أي أن أضخ في أكثر من قطاع بالتوازي للوصول للتنمية المطلوبة ، فإشراك القطاع الخاص في الإعمال مع المتابعة والمراقبة تأتي منه أفضل النتائج وتحقيق المصلحة الوطنية العليا ، فمن غير العجب أن تجد المملكة المتحدة بريطانيا العظمي تشرك القطاع الخاص في السكة الحديد التي هي من أولي الدول واهمم في إنشاء السكك الحديد بالعالم وغيرها من القطاعات التي يتشارك القطاع الحكومي مع القطاع الخاص لتنفيذ وتحقيق المشروعات المتعددة .
نحلم ونريد وندعو بأن نصل يوما ما الي الوحدة العربية الحقيقة التي أتصور أن تبدأ من الإتحادالصناعي ثم العسكري ثم الإتحاد مثل الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية ، لان ديننا يحثنا علي الوحدة منذ الأف السنين ، والغرب قد أتحدوا ونحن متناحرون ومختلفون
فديننا الحنيف يدعونا الي كل خير ، لكننا ترك ديننا فصرنا خلف الأمم ، لأن حال الأمه لن يصلح إلا بما صلح به أولها
ففي دعوة هي الأعظم بل الوحيدة في العالم من ديننا الإسلامي ونبي الرحمة محمد صلي الله عليه وسلم (إذا قامت الساعةُ وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها) فهل هناك دعوة للإعمار مثل هذه في العالم
فهذا جزء بسيط من دلائل بأن ديننا الإسلامي برئ من كل الدعوات الإرهابية والتخريبة في أي مكان
والحل من وجهه نظري يبدا أيضا بعد فقة الأولويات يأتي تمكين الشباب للقيادة وإتاحة الفرصة لهم للإبداع وتقديم المزيد لان الأمثله لدينا أكثر من أن تحصي
فقيادة واحدة ونخبة واحدة قادرة علي وضع بلادنا العربية في مقدمة الأمم
فمثال بسيط ما فعلته الدكتورة نانسي الجندي رئيس الإدارة المركزية للمعامل المركزية بوزارة الصحة من إحداث تغير إيجابي ونقلة نوعية لا مثيل لها وقادت الإدارة في أحلك الظروف وبرزت كأفضل رئيسا للمعامل في التعامل مع الجائحة تلو الخري ، علاوة علي إنجاز أعمال المواطنين وتنظيم العمل بين الإدارات المختلفة داخل الإدارة فهذا يؤكد صحة ما أقول بأنه بتمكين الكوادر والنخب وأصحاب الخبرات تستطيع بلادنا العربية أن تصبح في مقدمة الأمم .
وفي الختام أسال الله أن يحفظ مصر وسائر بلاد العرب والمسلمين وبلاد العالمين من كل مكروه وسوء
———
باحث في العلوم السياسية والإقتصادية وشئون التخطيط الإستراتيجي