محمد منازع يكتب: ندعوكم لإجتماع تجار المخدرات!
لا نقول “صدق أو لا تصدق”، لأن هذا ليس من الأساطير أو الخيالات، ولا قصة درامية من مؤلف يريد أن يجذب بها الانتباه وجنح صوب الإثارة لتتم قراءتها، وإنما بكل أسف هي واقع وحقيقة مؤكدة، حدثت في دولة عربية وتناقلت وسائل الإعلام الخبر، ليس هذا فقط الذي يدعو للألم والحزن والأسف وإنما ما حدث في الإجتماع يندى له الجبين ويبين كيف تسير الحياة وكيف تغيرت الدنيا.
الخبر يقول “انعقاد مؤتمر لمنتجي وتجار ومروجي مخدر “البنقو” يقصد “البانجو” كما يسمونه عندنا ويعرفه أصحاب المزاج العكر ويقولون “راس من غير كيف تستاهل القطع بالسيف”، بينما هم الذين يستحقون أن يتم اجتثاثهم من المجتمع لأنهم جراثيم وميكروبات وأوبئة معدية وخطرة.
الخبر منقول عن مصادر أمنية وحكومية في البلد العربي الشقيق، وتناول الاجتماع مناهضة حملات الحكومة ضد تجارة المخدرات، وشارك فيه نحو 100 من تجار ومنتجي ومروجي “البنقو”، وحضره رئيس اتحاد المروجين ورئيس منطقة فرعية وعقد في إحدى غابات السافانا.
ويا للعجب العجاب، فإن اجتماع كبار التجار والمروجين ناقش كيفية حماية قوافل نقل المخدرات من مناطق الزراعة والطرق التي يسلكونها حتى الوصول إلى “العاصمة”، والمعروف أنهم يستخدمون الدراجات النارية والسيارات ذات الدفع الرباعي المزودة بتسليح متقدم.
ليس هذا فقط بل جاء مؤتمر تجار ومروجي المخدرات كرد فعل لمواجهة الحملة التي أعلنتها الحكومة لمحاربة المخدرات، حيث يتم زرع آلاف الأفدنة في كل موسم، وتنظم الشرطة كل عام حملة عسكرية للقضاء على تلك المزارع، وتقع مواجهات مسلحة بين الأمن والمروجين وتجار المخدرات يقع فيها ضحايا من الطرفين، وفي العام 2021 لقي 15 شرطيا مصرعهم في كمين نصبه منتجو وتجار المخدرات لقوة كانت تنفذ حملة ضدهم.
وأكد مروج سابق في تصريح لموقع تابع لهم أن الاجتماع يهدف للتنسيق وإنشاء صندوق لإعالة أسر المروجين الذين يقعون في قبضة الشرطة، ومن مخرجات الاجتماع دفع دية كاملة لأسرة كل مروج تتم إدانته في قضية مخدرات، وتعاهدوا فيما بينهم على الدفاع عن تجارتهم بتوفير تسليح متطور وأجهزة اتصال خلوية متصلة بالـ”ثريا”.
المعروف أن تجارة المخدرات عالمية ورائجة، وفي الكثير من الدول تكون عصاباتها أقوى من الشرطة وإمكانياتها أكبر ونفوذها يجعلها تفرض سيطرتها وكلمتها.
الحمد لله الذي عافانا من ذلك.