محمد محمود عيسى يكتب : ولماذا لا يعود الدكتور طارق شوقي وزيرا للتعليم مرة أخرى
دعونا نفكر بصوت مسموع بصوت يصل إلى الجميع ونسأل بيينا وبين أنفسنا هل التعليم في مصر بأوضاعه الحالية ومستواه الحقيقي الواقعي يلبي رغبات الجمهورية الجديدة ويحقق طموحات وأهداف القائمين عليها والمسؤولين عنها؟ هل التعليم في مصر بمخرجاته الحالية قادر على أن يحدث التطور والتقدم ويقدم المتعلم الذي يمتلك المعارف والثقافات العالمية ويمتلك أدوات الفكر والفهم والتأمل والتحليل والاستنتاج ومؤهل بمهاراته وقدراته على أن يكون عنصرا فاعلا ومتطورا في المستقبل؟ هل الكليات العلمية المرموقة تضم نخبة من المتعلمين الذين يمتلكون مهارات التعلم من المراحل التعليمية السابقة ولديهم القدرات والمهارات على تطوير أنفسهم والارتقاء بمستواهم العلمي في البحث والتدريب ويستطيعون وضع أنقسهم في مراتب التفوق والامتياز في كلياتهم العلمية المرموقة؟ هل كل من وصل إلى مقعد دراسي في كلية علمية مرموقة يستحقه عن جدارة وتعب واستحقاق؟ هل وزارة التربية والتعليم حاليا لديها رؤية مستقبلية عن متطلبات أسواق العمل داخليا وخارجيا وتعمل وفق خطة علمية وبالتنسيق مع الوزرات الأخرى لربط مخرجات التعليم بأسواق العمل؟ هل وزارة التربية والتعليم تمتلك رؤية أو مشروع عالمي للتعليم في مصر؟ هل الدولة تضع التعليم على راس أولوياتها؟ هل التعليم في مصر هو المشروع القومي الأول للدولة ويحظى باهتمامات الجميع؟ هل موازنة التعليم في مصر قادرة على إحداث طفرة ونهضة هائلة في قطاع التعليم في مصر؟ أسئلة كثيرة متشابكة ومتداخلة ومعقدة إجاباتها تدور حول دائرة مفرغة من السياسات العشوائية والممارسات الخاطئة سياسات تقودها وزارة مؤمنة ومقتنعة بأهمية ودور مراكز الدروس الخصوصية وسعى وزيرها جاهدا على أن يقننها بحجة أن الدولة تستفيد بنسبة من عوائد هذه المراكز الخصوصية بدلا من أن تعمل ولا تستفيد الدولة منها في شيء إجابات تدور حول الإعلانات التي بدأت من الأن عن بداية عمل مراكز الدروس الخصوصية ومواعيد الحجز وأسعار الملخصات المرتفعة وكأننا في دولة موازية وعالم أخر وتكونت بالفعل دولة الدروس الخصوصية وفرضت واقعها وقوتها على الجميع وسط حالة من الصمت المحزن المريب من وزارة من المفترض أنها تختص بكل ما يتعلق بالعملية التعليمية ووسط حالة من الفوضى العارمة من الثقافات الدينية المتطرفة والأفكار المتشددة والهدامة من كثير ممن يعملون في هذه المراكز ويقومون بالتدريس لطلاب في مرحلة الشباب والبحث عن الحقيقية والمعرفة يتلقفهم معلم موتور ووسط ساعة الدرس والمجموعة يلقي عليهم بقصة خرافية واهية كاذبة أو يعلق بينهم منتقدا مشاريع الدولة ومسفها من إنجازتها وساخرا ومتهكما على قيادتها وحكومتها وملقيا بخبث ومكر وكذب قطعة من ثوبه البالي الممزق القديم الذي يرتديه ويدين بالولاء والطاعة لمن صنعه له . واقع مرير وأليم موجود يعاني منه الجميع ووسط غياب وصمت تام من وزارة التربية والتعليم عن ممارسة دورها في مراقبة كل عمليات التعلم في مصر
ونادينا وناقشنا ونادى غيرنا وانتقدنا ممارسات التعليم في مراحل التعليم المختلفة بداية من المرحلة الإبتدائية ومرورا بالمرحلة الإعدادية ووصولا إلى المرحلة الثانوية وما حدث في امتحاناتها من ممارسات مشبوهة ولكن على الرغم من كل هذه الانتقادات والمناشدات فمن الواضح أن الواقع لن يتغير لأن قدرات وإمكانيات القائمين على وزارة التربية والتعليم هي كما هي ولن يكون هناك إبداع أو تجديد بعيدا عن الممارسات الوظيفية التقليدية والروتيتية وعلى ذلك سوف نجلس نحدث أنفسنا مرة أخرى حول حلول مشاكل وأزمات التربية والتعليم في مصر وعلى ذلك فلماذا لا يعود الدكتور طارق شوقي ويستكمل مشروعه التعليمي العالمي الحديث الذي حصل على إشادات وتقديرات عالمية ومن مؤسسات عربية وعالمية مرموقة والذي تعاون فيه مع كبريات الجامعات الأوربية والعالمية وجعل القائمين على هذه البرامج العلمية العالمية يتحدثون عن جودة وعالمية نظام التعليم في مصر والذي يقوده الدكتور طارق شوقي . قد تكون هناك أخطاء في التطبيق وقد يحتاج المشروع إلى إعادة تقييم وقد يكون المشروع في حاجة إلى إعادة هيكلة ولكن بدلا من الإصلاح والتطوير لا نحكم على المشروع بالهدم والتوقف ونعود سنوات طويلة إلى الوراء دعونا من قصة أن الوزير الحالي سيستكمل مشروع تطوير التعليم الذي بدأه وأسسه الدكتور طارق شوقي لأن مشروع الدكتور طارق شوقي مرتبط بفكره وعلمه ومواهبه وقدرانه وخبراته العالمية الكبيرة فكيف يستكمله غيره بالإضافة إلى أن هناك فارق كبير في الرؤية والأهداف بين الوزير الحالي وبين الدكتور طارق شوقي فكيف يقود الوزير الحالي مشروع غيره ويطبقه وهو مرتبط بفلسفة ورؤية خاصة . لماذا لا يعود الدكتور طارق شوقي لاستكمال مشروعه في تطوير التعليم ونوفر له كل الإمكانيات اللازمة ونوفر له كل الدعم المادي والمعنوي اللازم لكي ينجح مشروعه في تطوير التعليم في مصر؟ لماذا لا يعود الدكتور طارق شوقي لتطوير التعليم مرة أخرى وتعيد الدولة هيكلة موازناتها لتغيير وضع المعلم والتعليم والمدراس ونغير فكر وثقافة المجتمع إذا لم تمتلك الدولة مشروعا واعدا ومتطورا وعالميا للتعليم فهناك مشاكل حقيقية تواجهنا في المستقبل لأن التعليم الحالي بواقعه ووضعه القائم ومخرجاته الحالية هو أكبر خطر يتهدد الدولة المصرية في المستقبل