مقالات الرأى

محمد محمود عيسى يكتب : مماليك العصر الحديث

0:00

المماليك يعودون مرة أخرى

من الفترات المؤثرة في تاريخ مصر تلك الفترة التي حكم فيها محمد علي وقيادته لمشروعه العظيم مصر الحديثة ودفاعه وحمايته لمشروعه الكبير وأتوقف في تلك الفترة عند صراع محمد علي مع المماليك ذلك الصراع الذي كان بين فريقين محمد علي ومشروعه للانطلاق بمصر نحو أفاق جديدة من العلم والبناء والتنمية والقوة العسكرية التي تبسط نفوذ مصر وتحمي مصالحها وبين فريق المماليك الذين أرادوا أن يكونوا حجر عثرة في وجه مشروع محمد علي ويمنعوه بشكل أو بأخر عن تكملة هذا المشروع العظيم حتى رتب لهم محمد علي مذبحة القلعة الشهيرة وتخلص منهم حتى يتفرغ لاستكمال مشروعه في قيادة مصر وتحقيق أحلامه في القوة والتوسع وهنا نتوقف قليلا عند مشهد الصراع بين محمد علي وبين المماليك ونطرح سؤالا مهما هل انتهى المماليك منذ واقعتهم الشهيرة ولم يعد لهم وجود ؟ أم أن وجودهم استمر بعد محمد علي حتى وصل إلينا اليوم؟ وأنا هنا لا أقصد سلالة المماليك بنفسها ولكن أقصد فكر المماليك المعطل لمشروع تنمية مصر ومحاولتهم إرباكه وتحويل فكره عن التركيز في إتمام مشروع بناء مصر الحديثة ولم يستقر الأمر في انطلاق مشروع محمد علي ومصر الحديثة إلا بالقضاء عليهم.

وعند القفز إلى عصرنا الحاضر ومع تأمل ما يحدث اليوم من مشاهد الاحتكار لبعض السلع والاستغلال والمتاجرة بقوت الشعب في صورة فجة مقيتة وتهديد مصالح الدولة في محاولة قبيحة للضغط على المواطنين ومحاولة صنع حالة من السخط والتذمر لدى الشعب ومع تغلل لوبيات الفساد والتنفيع في بعض قطاعات الدولة ومحاولة نشر حالة من السطحية والجهل وتغييب الوعي من بعض أبواق الإعلام المغرضة والتي تهدف عامدة إلى صرف أنظار المواطنين عن إنجازات الدولة ومشروعات التنمية وبناء مصر الحديثة كل هذه المشاهد تدعونا إلى التحذير من عودة المماليك مرة أخرى .

فالمماليك منهج وفكر وأسلوب حياة وهم وإن كانت هذه مقدماتهم فإن نتائجهم تؤكد أنهم قد عادوا وهم يحاولون إيقاف مشروع بناء مصر الحديثة وكما وقفوا في وجه مشروع محمد علي فهم الأن يقفون في وجه مشروع الرئيس عبد الفتاح السيسي ويحاولون بكل جهدهم وطاقتهم تشتيت انتباه الدولة واستهلاك قواها في معارك داخلية مصطنعة واهية ومماليك العصر الحالي لهم أدواتهم الحديثة وأساليبهم المتعددة في المكر والخداع وإظهارهم لخلاف ما يبطنون وهم ليسوا كأجدادهم يستعملون وسائل بدائية في حياتهم فمماليك العصر الحالي يركبون السيارات الفارهة ويسكنون الكمباوند ويخرجون علينا من شاشات التلفاز بالترغيب والترهيب وأحيانا بصكوك الغفران ومفاتيح الجنة وتوكيلات الحور العين ومع ذلك فشبكاتهم الداخلية والخارجية على درجة عالية من التنسيق والنظام .

الفساد واللصوصية ملة واحدة.. ويبقى السؤال ماذا يمكن أن نفعل ومع انكشاف المماليك في ظل الأزمات التي يصنعونها ويصدرونها أزمة وراء أزمة ومع تمترسهم بنفوذهم وثرواتهم الباهظة وشبكات علاقاتهم الداخلية والخارجية التي توفر لهم الحماية وتعطيهم مساحات كبيرة للتحرك والمناورة .

 

زر الذهاب إلى الأعلى