محمد محمود عيسى يكتب : البريكس وحدها لا تكفي -1
أثار خبر انضمام مصر إلى مجموعة البريكس موجة كبيرة من الفرح والتفاؤل وذلك نظرا لما ينطوي عليه هذا الخبر من فوائد اقتصادية ضخمة ومتعددة لا شك أنها ستعود بالنفع والفائدة على جوانب كبيرة ومختلفة في المجتمع والحياة المصرية وخاصة في الجانب الاقتصادي والمالي كما أن إدارة ملف الانضمام إلى مجموعة دول البريكس كان على قدر كبير جدا من البراعة والمهارة المصرية والتي أدخلت على قلوب الجميع الفرح والأمل والتفاؤل في ترقب وانتظار مرحلة جديدة ومختلفة من مراحل الجمهورية الجديدة أو الجمهورية الثانية وإن كان يعيب هذه الأخبار الجميلة والفارقة في عمر ومرحلة الفترة الراهنة أنها لم تجد فريقا إعلاميا مهنيا ومحترفا يقدمها لكل شرائح المجتمع على اختلاف ثقافتهم ومستواهم المعرفي أو على الأقل يسوقها لفئات المجتمع المختلفة على أنها من أهم إنجازات الدولة المصرية في الفترة الراهنة وهو ما يعيب إنجازات ومشاريع الدولة في أنها لا تمتلك القدرة الإعلامية المناسبة لتسويق وتقديم مشروعاتها وإنجازاتها لعموم المجتمع المصري وتعتمد في سبيل ذلك على مجموعة محدودة من النوافذ الإعلامية التي فقدت مصداقيتها ووجودها لدى فئات المجتمع المصري وهو ما يجب أن تنتبه له الإدارة المصرية وخاصة في الفترة الحالية مع ضرورة تحديث وتطوير أدواتها الإعلامية المختلفة وضرورة إيجاد أدوات إعلامية حديثة ومتطورة تمتلك القدرة والموهبة والعلم والمصداقية والقدرة على الوصول إلى كل شرائح المجتمع المصري وعلى جميع المنصات الإعلامية المختلفة وكذلك جميع وسائل التواصل الاجتماعي وبخطاب سهل بسيط ومتنوع لشرح وتقديم إنجازات ومشاريع الجمهورية الجديدة بدلا من ترك هذه المساحات الهائلة في عقول ووعي المجتمع ليحتلها من يملك القدرة والوصول إليهم بأفكار كاذبة ومغلوطة تصنع حالة من عدم الفهم أو الفهم المغلوط المتعمد والمراد الوصول به إلى أذهان وعقول الناس وذلك لتفريغ هذه الإنجازات من أهميتها ومضمونها بل وتحويلها في بعض الأحيان إلى مشاريع وإنجازات ضد الدولة والمجتمع المصري وهم يمتلكون الأدوات والقدرات الكبيرة على خلط المفاهيم وتغيير الحقائق بأدوات وأساليب تخترق المجتمع المصري وبكل فئاته وإذا كنا نحن نكتب ذلك ونشير إليه في وسائل الإعلام وهو معلوم ومعروف لكل من يهتم بالشأن المصري ورصد وتحليل توجهات وأراء فئات المجتمع فكيف لا تتابعه الأجهزة المعنية ومراكز الرصد والتحليل الحكومية والرسمية وتعمل منذ زمن بعيد على تقديم الرؤى والمشاريع الإعلامية المختلفة لتغيير هذه الصورة المغايرة والتي تسود وتنتشر لدى قطاعات عريضة في المجتمع حتى أنها تنتشر أيضا بين بعض قطاعات المثقفين والمهتمين برصد وقراءة وتحليل الشأن العام المصري في أنهم كثيرا ما ينساقون وراء أفكار ومعلومات وتوجهات العقل الجمعي وهو ما يسيطر عليه ويديره ويوجهه قادة الفكر المضاد والمعادي للدولة ولو على سبيل خلق حالة من المعارضة المغلفة بتوجهات من الوطنية ولكن هذه الحالة من الوطنية وفي سياق هذه التيارات الهائلة من العقل الجمعي المعارض والمعادي للدولة وبأشكال مختلفة ومتعددة وعلى كل المستويات يكون القابض عليها كالقابض على قطعة من الجمر وهو ما يفسر غياب الطرف الحكومي أو توجه الدولة في مزاحمة التيار الأخر على احتلال مساحات كبيرة في توجه وفكر العقل الجمعي للمجتمع ومحاولة تقريب المسافات بين الاختلاف والمعارضة وتوجه الدولة وذلك بخلق حالة من استقطاب هذه الرموز الثقافية والمجتمعية والوطنية وإيجاد حالة من التواصل الدائم والمستمر معها وتزويدها بالبيانات والتقارير الحكومية المختلفة والدائمة ودعوتها للمشاركة في حلقات نقاشية حول المشاريع التي تقدمها الدولة المصرية وعلى مختلف الأصعدة المتنوعة داخليا وخارجيا وأيضا على تنوع واختلاف هذه المشاريع والقرارات ولكن ترك هذه المساحات الشاسعة من الاختلاف والتباين بين توجهات وقرارات ومشاريع الدولة وبين قطاعات المجتمع المختلفة خلقت وأوجدت مساحات وفراغات كبيرة بين الدولة والحكومة وبين قطاعات كبيرة ومتعددة ومختلفة في المجتمع المصري وكأنها أصبحت وديان مختلفة ومتباعدة في الرأي والتوجه والفكر الوطني المجتمعي وهو ما يجب أن تعمل الدولة على إعادة صياغته وهيكلته وتقديمه بشكل وطني ومجتمعي مناسب خلال الفترات القادمة