مقالات الرأى

محمد عبد النور يكتب: فى مسألة المزاج العام

الخيارات محدودة تحت وطأة تلك الأوقات الصعبة التى تمر بنا الان كمجتمع وأفراد خاصة وأن الضغط الاقتصادى و مشقة ترتيب تفاصيل الحياة اليومية او حتى مجاراة متطلباتها أصبحت تستحوذ على كل الانشغال اليومى من طلعة الفجر و حتى الفجر التالى ، و اردنا او لم نرد لا يمكن اغفال الانعكاس النفسى لهذه الضغوط على السلوك العام الذى له أشكاله المتعددة فى التعبير عن نفسه ، هدوءا او عنفا او حتى عزوف و لامبالاة ، و كل منه له تداعيات على المجتمع فرديا و جماعيا.
و فى مصر العظماء علماء علم النفس الاجتماعى و السلوكى علما و رؤى و غزارة انتاج ، و هم -فى تقديرى-ن يجب التوجه لهم بكل جدية و الاستماع لهم بكل إنصات ، اليوم قبل الغد ، فالوضع ليس فى أفضل صورة و الحياة ليس لونها بمبى كما يدعى فريق ، كما أنها ليست قاتمة مظلمة لا أمل فيها كما يدعى فريق اخر ، و مصر كما شهدت إخفاقات داخلية تعرضت أيضا للعديد من المؤامرات الخارجية ، و لكنها – مصر – تتعايش مع الاخفاقات و تحبط المؤامرات عندما يقترب مزاجها العام من نقطة التوازن ، و بعيدا عن الاسباب وهى معروفة، فان وسائل وأساليب وبرامج عند العلماء و الأساتذة فى علم النفس و علم الاجتماع وهم كما قلت كبار قامة علمية فى مصر و معروفين بغزارة الإنتاج و لهم شهرة عالمية ، و ان الاوان للإنصات لهم بكل جدية وإصرار.
وإذا كنا نعترف – على المستوى الفردى – بضرورة اللجوء من وقت الى اخر الى اخصائيون فى علم النفس وأطباء فى أوقات متفاوتة ، و اذا كنا نتبع أساليب العلاج النفسى – على المستوى الفردى ايضا – لمن تعرضوا لصدمات مختلفة كما هو متبع فى كل الدول المتقدمة مجتمعيا ، فان الأوقات الصعبة التى تمر بها مجتمعات الدول و الأوقات الضاغطة على أعصاب أفرادها ، تحتاج أيضا الى اهتمام من هذا النوع ، اهتمام منظم ، اهتمام مدار بشكل علمى ، اهتمام احترافى لا تنقصه الكياسة و لا تخاصمه الحسابات ، اهتمام يقوده علماء و خبراء فى علم النفس الاجتماعى.
قد يكون الفن الكوميدى وسيلة ، افلام و مسلسلات ، قد تكون الأغاني المرحة و الاوبريتات الشعبية ، قد تكون الحدائق العامة ، قد تكون المسارح ودور السينما ، قد تكون الأنشطة الثقافية فى بيوت الثقافة ، قد تكون المعارض المتنوعة ، قد يكون كل هذا مجتمعا بجرعات زائدة فى الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعى ، قد يكون و قد يكون ، لا اعلم تحديدا و لكن الخبراء فى علوم المجتمعات يعلمون ، و كل ما اقصده هو الإتاحة الممنهجة لكل ما يمكن ان يضيف بهجة ما على تفاصيل الحياة اليومية للمصريين ، ربما تهدأ الأعصاب و يتوازن المزاج العام.

زر الذهاب إلى الأعلى