مقالات الرأى

محمد عبد النور يكتب: دقات الطبول

0:00

اثبتت الالاف من سنوات التاريخ أن المصريين لم يعرفوا اليأس و أن بكل ما تعرضوا إليه و تحملوه و تعايشوا معه و صبروا عليه فإن عظامهم من اقوى عظام البشر على وجه الأرض ، تحملت أثقال لا تتحملها الا الجبال الضاربة فى الأرض.
فى وقت انسحقت عظام شعوب أخرى تحت ضغوط الحاجة و حروب اهلية دموية و مجاعات و فتن و أطماع ،وإذا كان هناك منا او فى الاصدقاء والاشقاء و الاغراب ان عظامنا كمصريين لم تنشف بعد او “لسه طرية” فقد جانبه الصواب على طول الخط او واهم الى حد مؤسف ، فعظام المصرى تمرست على حمل الأثقال منذ رفع أجداده احجار الاهرامات على ظهورهم ليقدموا أهم شاهد على قوة التحمل و الانجاز فى تاريخ البشرية ، و عايش اقسى أنواع الضغط فى حياته و اكل عيشه وحريته وثقافته وهويته ومستقبل أبنائه و لم يعرف يأس و لا نال منه إحباط و لسان حاله يتغنى “ياما دقت على الراس طبول”.
حسنا .. نحن نمر بضغط اقتصادى هائل نتحمله و نتعايش معه و نعيد ترتيب تفاصيل حياتنا اليومية معه .. ربما أخطأنا المسارات ،ربما أحلامنا ليست بقدر إمكانياتنا و مواردنا ،ربما و ربما الى اخر السطر ، و لكننا فى حالة حركة كدولة ومجتمع وافراد لم نركن الى ثبات و لم نعدم وسيلة و لم نتوقف عن تفاعل، و سيناريوهات الانقاذ متاحة عند علماء الاقتصاد المصريون و هم عظماء و لهم مكانة عالمية ، فقط علينا النظر اليهم بصدق و جدية ، و سنتحمل جميعا التكلفة مثلما نتحملها اليوم ، كعادتنا بظهور مستقيمة و عظام ناشفة.
فمن الخطأ الجسيم الاعتقاد بأن المسار الذى أدى بنا الى هذه الحالة الصعبة سيؤدي الى نتائج مختلفة ان اتبعناه مرة اخرى ، و لا اقصد هنا المسار الاقتصادى فقط ، انما كل المسارات ، السياسى منها و الثقافى والإعلامى و الاجتماعى ، و هو واجب منظومة الحوار الوطنى الدائر الان و فيه النخبة من عقول مصر ، ليس بمنطق حسابات مكاسب و خسائر موالاة و معارضة وإنما بهدف رؤية إنقاذ وطنى حقيقة وصادقة وأمينة ، و عظامنا يا سادة أنشف مما تتصورون.

زر الذهاب إلى الأعلى