محمد عبد النور يكتب: الشيخ والجدل
لست فى مكان الحكم على الشيخ الشعراوى او تصنيفه فى خانات معينة ، و لا يحتاج الشيخ منى لشهادة كما أنه لا ينتظر منى اتهام ، فالرجل بما ملك من علم وعمل و نوايا و استخدامات و تأثير على الناس بين يدى الله عز وجل يحاسبه بالميزان ، و نتائج المرحلة التى عاش فيها فاعلا و متفاعلا ، بداية من المد الوهابى و حتى نظريات التكفير و الهجرة بتطرفها الدموى و إشكاليات العلاقة مع الآخر مرورا بالشركات الإسلامية لتوظيف الأموال ، لا نزال نعيش تداعياتها و نعانى كمجتمع من توابعها.
الدائر حول الشيخ الان ، لا اراه جدلا مفيدا و إنما هو صورة أخرى من صور اهدار الطاقة و الجهد ، و الاهم هو الاستقطاب الضار، فما قدمه الشيخ و ما تعاطى معه فى اشكاليات دينية أو قضايا حياتية ، مكانه الدراسات المتخصصة عند علماء الدين وأساتذة علم الاجتماع و ايضا خبراء العلوم السياسية ، لأن تأثير الشيخ الشعراوى كان كبيرا و لا يزال ، وحجم ما أحدثه فى الوعى الجمعى و السلوك العام كان عميقا .. ضرارا او نفعا .. و مازال.
و الجدل الدائر حول الشيخ الان هو صورة أخرى من صور اهدار الطاقة و الجهد فى صنع استقطاب مؤذي بين مريد لا يقبل رأى اخر و بين مناهض لا يعترف بصورة اخرى ، تماما كالحال فى جدليات دور الزوجة و واجباتها و فتى الزبالة و صراعات مرتضى منصور و شيرين و جوزها و كل الهاء من هذا الصنف فى وقت جد خطير يعايشه المصريين فى أزمة اقتصادية ضخمة الحقت الضرر بكل مناحى حياة البسطاء فى هذا الوطن.
وقت يستلزم اعادة ترتيب اولويات الانفاق للبيوت المصرية كما يفرض إعادة تعديل للسلوك الاستهلاكى و هو ليس بالأمر السهل و لا الهين ، ويحتاج بشدة الى اراء واجتهادات و اطروحات من اقتصاديين جتى و لو كانت فى إعداد جداول انفاق حسابية على الاحتياجات الضرورية للأسر طبقا للدخل.. بمعنى اخر .. ماهو ضرورى و ما هو شبه ضرورى وما يمكن الاستغناء عنه و هى وظيفة الحوار المجتمعى .. مع التوسع فى برامج الحماية الاجتماعية و هو دور الدولة.. الى ان تتحسن الامور و نلتقط الأنفاس الاقتصادية .. و ليكن جدلا مفيدا.. فلا يليق الانسياق وراء معارك دونكيشوتية.