مقالات الرأى

محمد أمين المصري يكتب : دموع صاحبة الجلالة

0:00

كتبت الأستاذة القديرة سناء البيسي مقالا مطولا بـ”الأهرام” يُدمي القلب، ولم لا؟ وهي تجتر فيه أحزانها وما مرت به من صعاب خلال رحلتها الصحفية الطويلة، ورغم ما عاشته من نجاحات فالرحلة لم تكن سهلة وميسرة، فكم عانت من متاعب من أقرب المقربين لها، وربما ممن كانت تمتن لهم بجزء من نجاحها ولكن الأمر لم يسلم من ضغائن وصغائر، فالنفوس متقلبة، والقلوب كذلك.
سبب مقال سناء البيسي الباكي الذي اختارت له عنوانا صعبا “امسحي دموعك يا سناء”، رسالة تلقتها من أحد أبنائها الصحفيين أبلغها فيها بأن اسم مجلة “نصف الدنيا” تغير بأمر رئيسة التحرير لتكتب “الدنيا” “Eldonia”، وحقا كانت البيسي محقة في غضبها على هذا الفعل الشنيع، فهي اختارت اسم المجلة الأهرامية التي كانت أول رئيس تحرير لها بعد جهد وتفكير كبيرين ومشقة وعناء، وحققت المجلة باسمها المعروف نجاحا كبيرا وكان كل صحفيي الأهرام يتمنون أن يكونوا ضمن كتيبة العمل تحت رئاسة البيسي. ولكن فجأة وبلا مقدمات تأتي مسئولة وتغير الاسم وكأنها المالكة الحقيقية للمطبوعة المملوكة لـ”الأهرام”والدولة.
ربما لم تتساءل الأستاذة الكبيرة عن المسئول الأعلى الذي وافقها على هذه الفضيحة، ولكن البيسي ومعها كل الحق تساءلت عما إذا كانت “الست والدة المسئولة المتهورة قد أورثت أبنتها المجلة واسمها؟”.
هذه الفضيحة كانت سببا في فتح باب الأحزان للاستاذة سناء البيسي لتروي بألم بعض ما مرت به من أزمات في رحلتها الطويلة التي نراها جميعا ناجحة رغم أشواكها، وكل رئيسات تحرير ” نصف الدنيا” لم يحققن جميعهن ذرة من نجاحات المجلة في عهد البيسي التي تتألم كثيرا على قرار الإطاحة بها من المجلة لتكون محطتها الأخيرة في عالم الصحافة، لولا احتضان الأستاذ أسامة سرايا رئيس تحرير الأهرام الأسبق لها وأفرد مساحة كبيرة لكتاباتها التي تحظى بقراءة عالية في وقت تراجعت فيه القراءة والقراء.
تتذكر البيسي مقالها المحذوف عن باراك أوباما ولم تقتنع بتبرير رفضه “قد يفسر على أنه عنصري”. الأمر ربما يهون على استاذتنا لو علمت أنه تم حجب رسالة لرئيس تحرير صحيفة قومية سابق! ولم تر النور بسبب جملة عادية عن عودة العلاقات بين دولتين، فحجب النشر يطال الجميع ولسان حاله يقول”الهم طايلني وطايلك”.
انسابت دموع البيسي، ولم تتوقف دموع صاحبة الجلالة، وما أصعب على صاحبة الجلالة أن تدمع

زر الذهاب إلى الأعلى