محمد أمين المصري يكتب : (أوهام إسرائيل) الزائلة
انتقض أهل القدس أمام 25 ألف مستوطن يشاركون في مسيرة الأعلام بالبلدة القديمة قبل أن يقتحم نحو 8 آلاف منهم حائط البراق في تحد غير مسبوق، ولن تتوقف إسرائيل بكل حكوماتها عن استفزاز الفلسطينيين والمقدسيين، ولكنها ستعيش في توتر وقلق عدم طمأنينة، لأنها مجرد (وهم).
وهنا يؤكد الشيخ متولي الشعراوي وغيره زوال (الوهم) وفقا لتفسير الآية 104 من سورة الإسراء:}وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا{ ..فكتُب علي اليهود أن يقضوا حياتهم مبعثرين في الأرض أمما ولا يقيموا في مكان محدد ولا يذوبوا في أي مجتمع، وألا يكون لهم وطن في الأرض. وتأتي كلمة (الأرض) في }اسكنوا الأرض{ دون تقييد بوصف، انسجاما مع آيات القرآن التي حكمت عليهم بالتفرق في جميع أنحاء الأرض، فلا يكون لهم وطن يتجمعون فيه، مثل قوله تعالى في الآية 168 من سورة الأعراف: {وقطعناهم في الأرض أمماً }.
فكل بلد يسكنها يهود سينقلب عليهم سكانها وحكامها وفقا للآية 167 من سورة الإعراف: } وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ ۗ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ ۖ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ{.
ولهذا سيظل اليهود – كما يقول الشيخ الشعراوي- مثل “خميرة العكننة” ليوم القيامة.. وتظل بعثرتهم أمما في البلدان حتي يأتي بعضهم ويقول هيا بنا نقيم وطنا قوميا في فلسطين. ويطالبنا الشعراوي بألا نظن (وعد بلفور) وغيره نكاية في العرب والمسلمين، لأن الله يريد أن يضربهم بجنوده ولكنهم لن يواجهوا اليهود وهم مبعثرين في كل بلاد الدنيا، ولكن سيكون النصر لجنود الله عندما يواجهون اليهود في مكانهم المختار بفلسطين، مصداقا لقوله تعالي }فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا{. ولذا فإن بلفور وغيره ومن بعدهم كل الرؤساء الأمريكيين وقادة أوروبل وكل ما يحمي إسرائيل ويناصرها، فهم قدموا خدمة للإسلام.
فاليهود يرتحلون لفلسطين منذ أكثر من قرن، تمهيدا لتجميعهم فيها للقضاء عليهم، و سيقضي الله أمره ووعده.
كل التحية والتقدير والاحترام والتبجيل لأهل قطاع غزة، شعب الجبارين، كما كان يُطلق عليهم الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، فمهما قلنا أو كتبنا لن نوفي حق الفلسطينيين حقهم في التضحية والفداء، فقد أذاقوا الجيش الإسرائيلي مذلة كبيرة وأهانوه، قالوا عن حماس ميليشيات، ولكن هذه الميليشيات اخترقت كل قدرات إسرائيل من أحدث الأجهزة المخابراتية والتجسس ورصد النمل في جحوره، بل زاد الإسرائيليين في طغيانهم بأن صدروا أنظمة التجسس للعالم وتفاخروا بأنهم على رأس أجهزة الاستخبارات العالمية، وزادهم الله عمى بصيرة على عمى أبصارهم فكان يوم الذل والمهان عندما فوجئت قادة إسرائيل بالمهانة التي لحقت بهم خلال ساعات قليلة في “يوم الغفران”، ليفيق الإسرائيليون والعالم على وقع “واقع جديد” أعطانا صورة حقيقية لم يدعي أنه أقوى جيش في المنطقة، واقع أثبت فشله عندما أعلن الرئيس الأمريكي ارسال حاملة طائرة إلى إسرائيل على الفور لحمايتها من هجمات حماس.
تعاملت إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة مع المسألة على أنها حرب كونية، رغم كونها معركة ضمن نضال مسلح طويل ومرهق، ولكن رغم طول أمد النضال، فالمقاومة لا يضيق صدرها بخسائر، ولكن على النقيض في الطرف الآخر، الطرف الغاشم المحتل، المتغطرس بالقوة والجبروت وأسلحة أمريكا وحاملات طائراتها، فيضيق صدره إذا طال أمد الصراع، خاصة إذا امتد لخصره أو بطنه الرخو، فاكتشفنا أن كل الجسم رخو من “ساسه لراسه”.
كل التحية والتقدير والإكبار لأطفال وشباب ونساء وشيوخ غزة والقدس وكل مدن الضفة الغربية.