مقالات الرأى

مايسة السلكاوى تكتب : الأهلى أول نادى للمصريين

إحتفالات رائعة شهدتها القاهرة وكافة المحافظات مساء السبت الماضى إحتفالا بفوز الأهلى وحصولة على بطولة دورى أبطال أفريقيا للمرة الثانية عشر ، نفس المشهد شهدته القاهرة قبل مائة عام حين حصل الأهلى على كأس السلطان حسين لأول مرة 1923م بعد إنتزاعه من نادى ” دراغونز” ولاعبيه من الجيش البريطانى .
انطلقت إحتفالات تاريخية لم تشهدها مصر من قبل ، فكانت مظاهرة شعبية حمل فيها جمهور الأهلى لاعبيه على الأعناق من العباسية حيث أقيمت المبارة وصولا لمقر النادى بالجزيرة مع حرص المتظاهرون المرور أمام ثكنات الجيش البريطانى بقصر النيل . فكان الفوز فى حد ذاته بمثابه انتصارا للوطنية المصرية ، فالنادى الأهلى أول نادى للمصريين فى مصر.
بدأت فكرة إنشاء النادى حين ترأس عمر لطفى بك نادى طلبة المدارس العليا الذى أنشئ 1905م ، وكان الغرض منه سياسيا ، حيث يجتمع فيه أبطال الحركة الوطنية ومنه تخرج المظاهرات ضد الإنجليز ، فرأى عمر لطفى أن هؤلاء الطلبة بحاجة لنادى رياضى يجمعهم لممارسة الرياضة والترفية عنهم فعرض الفكرة على أصدقائه وكان منهم الزعيم مصطفى كامل فتحمسوا للفكرة وتم تأسيس أول نادى للمصريين فى مصر 1907 م . وعلى الرغم من أن عمر لطفى هو صاحب فكرة إنشاء النادى إلا أنه تنازل عن رئاسته إلى الإنجليزى ميشيل إنس وكان مستشارا بوزارة المالية وذلك لتيسير الدعم المالى للنادى .
فى أول إجتماع رسمى لمجلس إدارة النادى فى 24 أبريل 1907م برئاسة ميشيل إنس وعضوية إدريس بك راغب وإسماعيل سرى باشا وأمين سامى باشا وعمر لطفى بك ومحمد أفندى شريف سكرتيرا ، تمت الموافقة على تأسيس النادى وعلى تصميم المبنى الرئيسى الذى أعده إسماعيل سرى باشا بوصفه مهندسا والموافقة على عقد تأسيس شركة مدنية باسم النادى الأهلى للألعاب الرياضية ، وطرحت أسهم الشركة بقيمة خمسة جنيهات للسهم وكان الهدف جمع 5 آلاف جنية إلا أنه تم جمع 3165 جنية فقط على مدار سنة ! مما دفع النادى إقتراض ألف جنية من البنك الأهلى المصرى فى 1908م بضمان عمر سلطان وإدريس راغب وطلعت حرب الذى ساهم بمائة جنية فى إنشاء النادى .
أقرت الجمعية العمومية للنادى برئاسة سعد زغلول وزير المعارف وقتها وهو أول رئيس شرفى للنادى ، إختيار اسم النادى الأهلى للرياضة البدنية والذى اقترحه أمين سامى باشا وسمى “الأهلى” لانه انشئ لخدمة للطلبة وهم الدعامة الأساسية للثورة على الإحتلال البريطانى . لم تدم رئاسة ميشيل إنس سوى سنة واحدة ، فتم تعيين عزيز عزت باشا أول رئيس مصرى للنادى فى 12 أبريل 1908م وفى 26 فبراير 1909م كان الإفتتاح الرسمى لمقر النادى بالجزيرة وعلى الرغم من أن النادى كان الغرض من إنشائه ممارسة الحوارات السياسية والوطنية مع بعض الرياضات البدنية إلا أن طلبة المدارس العليا أحبوا كرة القدم مما أدى إلى إنشاء أول ملعب لكرة القدم بالنادى فى العام نفسه وكان يطلق عليه “الحوش”
أى الفناء والذى عرف فيما بعد بملعب مختار التتش وذلك بعد إحرازه هدف الفوز بالكأس ، ثم تأسس أول فريق كرة قدم 1911م من لاعبى طلبة المدارس الذين مارسوا اللعبة فى الحوش الترابى.
إستمرت إضاءة النادى بالفوانيس والغاز حتى دخول الكهرباء 1922م وقت رئاسة جعفرولي باشا وهى الفترة الأطول لأى رئيس فى تاريخ النادى وكانت 18 عاما وتكلف دخول الكهرباء وقتها 52 جنيها !
من الشخصيات البارزة التى تولت رئاسة النادى الأهلى وكان لها تأثيرا رياضيا وإجتماعيا على اللاعبين أحمد عبود باشا خلال رئاسته التى استمرت 15 عاما من 1946 – 1961م فكانت من أزهى عصور النادى إذ حصل خلالها على تسع بطولات متتاليه للدورى، وكان ينفق على النادى من جيبه الخاص رافضا أى إعانة من الحكومة واستطاع بنفوذه اقتطاع جزء من نادى الفروسية حتى يطل النادى على كورنيش النيل وبنى حمام السباحة والملعب الرئيسى “مختار التتش ” وهو صاحب فكرة الإستعانة بمدربين أجانب .
خصص عبود طابقين بعمارته “الإيموبيليا ” للاعبى الأهلى وشقتين للمغتربين منهم ، وإلحاق بعض اللاعبين كموظفين بشركتة “البوستة الخديوية ” وهى أكبر شركة ملاحة وبواخر فى الشرق الأوسط فى تلك الفترة ومقرها فى العمارة نفسها ، وبعد التأميم تم الإستغناء عنهم ! كان عبود يشترط على من يسكن الايموبيليا أن يكون أهلاويا ما عدا الموسيقارمحمد عبد الوهاب وكان زملكاويا ، ومن أشهر من سكنها من فنانى تلك الفترة محمد فوزى وزوجته مديحة يسرى وماجدة ونجيب الريحانى وعبد العزيز محمود وليلى مراد وزوجها أنور وجدى وكاميليا وأسمهان وزوجها أحمد سالم وماجدة الخطيب ومحمود المليجى وهنرى بركات وكمال الشيخ وبها مكتب عبد الخليم حافظ .
هناك موقف شهير لعبود باشا عن مبارة الأهلى والمصرى ، إذ أبدى أمين شعير مدير الكرة بالنادى انزعاجه لعدم استطاعة صالح سليم كابتن النادى – وكان التحق بالنادى 1944م – المشاركة فى المباراة المقامة ببورسعيد بسبب تأديته امتحانا بكلية التجارة وينتهى فى الواحدة ظهرا بينما تبدأ المباراة فى الثالثة عصرا ، فعندما علم عبود أرسل سيارته لإحضار صالح سليم بعد الإمتحان وتوجهت به على الفور إلى المطار حيث كان عبود باشا فى انتظاره واصطحبه بطائرته الخاصة إلى بورسعيد للمشاركة فى المباراة .

زر الذهاب إلى الأعلى