لواء مروان مصطفى يكتب : حرب الغلاء.. أهم أولويات المرحلة!
لقد كشفت ازمه السجائر الاخيره مدى العجز والقصور الذي تعاني منه اجهزه رقابتنا التجاريه والتموينيه ، وضعف اجهزه مكافحه الاحتكار، وحمايه المستهلك ،واغلب الغرف التجاريه والغذائيه والتموينيه.. وعدم قدرتهم على التصدي لمشكله الغلاء الفاحش والانفلات اليومي -وغير المبرر- للاسعار.
لقد اكدت تلك الازمه – وازمات اخرى قبلها – مدى جبروت فئه من التجار والمنتفعين ، من اصحاب المصالح او رجال الاعمال وحتى المستوردين .. وقدرتهم على التحكم في الاسواق باساليب – مشروعه اوغيرمشروعه – وتحديد هوامش ارباح خياليه لهم .. واساليبهم الخفيه للتهرب من دفع ايه مستحقات حكوميه ، او حتى الضرائب .. هذا غيراحتراف جرائم الغش التجاري، والتخزين السري للسلع والبضائع لتعطيش الاسواق ..لخلق سوق سوداء تقسم ظهر المواطن، وتهدد الاستقرار المجتمعي .
وبالطبع.. سيسارع البعض من ذوي المصالح والمنتفعين والمقصرين بتبريرونفي هذه الامور.. وترديد حججهم ومبرراتهم المكرره، والمحفوظه.. لأننا في عصر للتجاره الحره، وزمن اقتصاديات الاسواق المفتوحه ، الذي تسوده سياسات العرض والطلب التي توفر وتحمي حقوق المستهلك ، كما ان هناك اتفاقيات دوليه تلتزم الدوله بالعمل بها وﻻ يمكن تجاوزها …وغيرذلك من تبريرات جوفاء ، وترديدات واهيه سئمنا،ومللنا من سماعها و تكرارها.
واحقاقاً للحق..ﻻيمكن ان ننكر ان الدوله عندما تدخلت على خط المواجهه والتصدي لتلك الازمات المفتعله – نجحت الى حد بعيد – في اعاده التوازن المطلوب ،والتغلب عليها.. ولكنه كان تدخلا وقتيا لمواجهة ازمه بعينها..في وقت معين..ولكنه أثبت بكل تأكيد قدره الحكومه واستطاعتها للتصدي لهذه الازمات اذا ما تم توجيهها لذلك، ودعونا نتفق اولا قبل ان نختلف … ان الدوله المصريه بكل سلطانها وسلطاتها ، وبكل قدراتها ومقدراتها ،والتي سبق لها ان اقتحمت وتصدت لمشاكل مزمنه ، وازليه ..لم تستطع الدوله المصريه – في كل العصور السابقه – ان تواجهها أو حتى الاقتراب منها.. ولكنها – بفضل الله – وبخبره وحنكه وعقول ابنائها المخلصين تمكنت من اقتحام تلك المشاكل والازمات ،وواجهتها وتغلبت عليها .. بعزيمه واصرار وتحدي… وحلول وافكار متطوره… وهو ما ننتظره ونطالب به تحديدا – في هذه المرحله الحاليه .
ان العقول والكفاءات التي أنشأت نهرا جديدا للنيل.. وتلك التي اقتحمت مشاكل التجمعات العشوائيه ومشكلات الاسكان الاجتماعي ووضعت حلولا لها .. وتلك الخبرات والقدرات التي قامت بانشاء اكثر من 11 عاصمه ومدينة جديده في كل محافظات مصر وقامت بتغطيتها بشبكه متطوره للطرق والكباري لمواجهة ازمه التكدس السكاني والازدحام المروري .. كماقامت للمره الأولى في تاريخ مصر الحديث باقتحام المشاكل المزمنه للريف مصر وصعيده وتطوير اكثر من 4000 قريه من القرى الاكثر احتياجا…وغير ذلك الكثير، ومن غير شك..ان الدوله التي حققت وانجزت ذلك قادره بكل تأكيد وبعون الله تعالى علي التصدي لتلك الازمه واسبابها .
ان الامر يتطلب توجيها رسميا .. باستحضار تلك العزائم والهمم ، لسرعه ايجاد آليه او منظومه تضم كافه الأطراف والعناصرالمعنيه.. في اطار تشريعي موحد.. يضع حلولا غير تقليدية ومبتكرة ..تتفق مع اقتصاديات العصر والتزاماته الدوليه .. وتحقق التوازن المطلوب بين المنتج والمستثمر، والتاجروالمستهلك .. وخلق منافذ جديده للتوزيع لكسر محاولات الاحتكار ..ووضع نظم رقابيه ماليه محكمه تضمن حقوق الدوله والمواطن..واعاده هيكله الأجهزة الرقابية وتحديث أساليب عملها ،واستبعاد العناصر الفاسده منها.. ووضع ضوابط ملزمة ، ومجرده لإحكام الرقابه القضائية والشعبيه ،وفرض العقوبات للمخالفين ،والتنفيذ السريع للاحكام ، واعداد قوائم سوداء لهم يتم اعلانها ونشرها بالوسائل المختلفة تحقيقا للردع العام ، بما يحمي حقوق الجميع ، وبما يحافظ علي صلابه جبهتنا الداخلية وتماسكها، ويخفف من الضغوط والتوترات الحياتية اليوميه التي يتعرض لها مجتمعنا الداخلي .
أيها الساده… انها ولاشك من أهم أولويات المرحلة الحالية.
لواء / مروان مصطفى المدير الأسبق للمكتب العربي للإعلام الامني بمجلس وزراء الداخليه العرب.