لواء/ مروان مصطفى يكتب: انتبهوا جميعا أيها السادة
من منا لم يلاحظ ما يتعرض له مجتمعنا الآن من ظواهر سلوكيه سيئة، ومن منا لم يرى مشاهد العنف والانفلات الأخلاقي التي بدأت تظهر بوضوح سواء في منازلنا وشوارعنا وأغلب مجالات حياتنا، وضاعت الرحمة والإنسانية من قلوبنا، فأصبحنا نرى الإبن الذي يعتدي ويقتل أباه، والأم التي تقتل طفلها، والأب الذي يقتل أسرته، والحبيب الذي يذبح محبوبته جهاراً نهاراً في الشارع .
ومن منا لم يشاهد ويسمع بعض شبابنا الذي أصبح يهوي التلفظ بالالفاظ النابيه والغريبة ، ويغرم بارتداء الملابس الممزقة والحلقان في الأذن، ويستعرض في الشوارع بعضلاته المفتوله ، وأسلحته البيضاء أوكلابه المتوحشة، والذين يستهويهم معاكسة النساء أيا كانت أعمارهم ، والتحرش بهم وهو ما أساء بشدة لسمعه بلادنا علي مستوي العالم، حتى أطفالنا وفلذات أكبادنا فقد الكثير منهم براءة طفولته ومشاعرها ، وتعودوا على التقليد الأعمى ، والسلوك السيئ وعدم الاحترام وترعروا علي صفحات الكذب والغش وعنف التعامل مع الأقران ، والتلذذ بالقسوة حتي مع صغار الحيوانات الاليفه.
وحتى في تعاملاتنا اليومية الحياتية والتجارية تغيرت النفوس، وغابت الضمائر ، وتزعزعت القيم والمبادئ، وأصبح الكذب هيبه ( بعدما كان خيبه ) ، وسادت مفاهيم الفهلوه وتفتيح المخ وتلبيس العمم .. واستحل الكثيرون منا الحرام واستبدلوه، بالغش والجشع والكذب والتدليس وخداع الآخرين تحت مبررات وهميه.
والادهى من ذلك تباهي البعض منا وتفاخره أمام جميع أقرانه بقدرته على مخالفه أي قانون ، والتهرب من أي عقوبة ،او إلتزام ،وعدم خضوعه لأي استحقاق قانوني او أدبي يفرض عليه لما له من نفوذ أو وساطه ومحسوبيه.
ونسأل أنفسنا ونحن ندق ناقوس الخطر، أين ذهبت اخلاقنا وقيمنا الحميده التي تربينا عليها ..وكيف تودينا إلي هذا المنزلق الخطير، ومن المؤكد أن الدولة ليست هي المسؤول الأول عما وصلنا اليه.. فالدولة – أي دولة في العالم – لايمكن ان تقوم بتربيه الابناء داخل كل منزل، ولايمكن لها أن تضع رقيبا على سلوك وتصرفات كل شخص، ومما لا شك فيه ان الظروف الاقتصادية التي تواجه الأسر وعوائلها ساعدت علي تفكك الروابط العائلية ، وغياب الرقابة والتوجيه ، واختفاء القدوة والمثل الأعلى للطفل والشاب، سواء في المنزل او في المدرسة أو حتى في النادي والشارع.
ودعونا نتفق أننا ولأسباب كثيرة ابتعدنا وانفصلنا عن ابنائنا ..واتسعت الفجوه بيننا مما أدى الي وقوعهم فريسة سهله للتنكولوجيا الحديثة، والأفكار المستحدثة المضلله ولمنصات التلفزيون الأجنبية والهواتف الذكية التي لا تفارق ايديهم ليل نهار والتي غزت عقولهم ..وسيطرت على أفكارهم وشكلت وجدانهم صغارا وكبارا..
وبكل الدهشة نتساءل .. اين الساده المتخصصين في علوم الإجتماع والسلوك النفسي والتربوي ..اين هم ..!! وأسباب غيابهم عن ما يحدث …؟؟ ونحن علي ابواب مواجهة الخطر الأكبر القادم من الغرب لفرض نظرياته ومفاهيمه وأفكاره الشاذه التي تتعلق بالتحول وحقوق المثليين وحريه الاطفال الجنسية
لقد حان الوقت..لأن نتكاتف جميعا وبسرعه وان تقوم الحكومه بايجاد آليه او منظومه رسميه.. يقوم من خلالها كل المتخصصين والمسئولين في تلك المجالات بدراسه الأسباب.. ووضع خطط سريعه علميه ومدروسه لتوعيه النشء، والشباب ، والاباء ، ولاعداد وتدريب القائمين علي أمور التربيه المدرسيه ،ومسئولي الخدمات الاجتماعيه والرياضيه والدينية …واعداد رؤي للتوعيه الاعلاميه المبسطه والمؤثرة التي تلتزم بها وسائل الاعلام المختلفه والجميع بتنفيذها لحمايه الأجيال القادمة .
ياترى واخدين بالكم …ولا لسه …!!
——-
المدير الأسبق للمكتب العربي للإعلام الامني بمجلس وزراء الداخليه العرب