قدّمت مركبة InSight التابعة لناسا تسجيلات استثنائية للجزء الداخلي من كوكب المريخ، تكشف عن أسرار جديدة ومفاجآت محيرة.
ووفقا لمجلة “ساينس أليرت” العلمية، بحسب لهذه التسجيلات، يتسارع دوران المريخ بمقدار حوالي 4 مللي ثانية سنويًا. هذا الاكتشاف الصغير الحجم قد يؤدي إلى فهم أفضل لتطور المريخ وتاريخه.
التسارع في دوران المريخ يعد الأكثر دقة ومفاجأة في القياسات حتى الآن. وعلى الرغم من صغر هذا التغير في طول يوم المريخ، إلا أن السبب وراءه لم يتضح بعد بشكل كامل.
وتشير الفرضيات الحالية إلى وجود عوامل طويلة الأمد، مثل تراكم المواد في القمم الجليدية القطبية، وديناميكيات داخلية تؤثر في دوران الكوكب.
بروس بانيردت، عالم الجيوفيزياء الكوكبية في مختبر الدفع النفاث التابع لناسا، أعرب عن إعجابه بهذا الاكتشاف، حيث قال: “إنه أمر رائع حقًا أن نتمكن من الحصول على هذا القياس الدقيق. لقد شاركت في الجهود المبذولة لنقل مركبة مثل InSight إلى المريخ لفترة طويلة، والنتائج التي تحققت الآن تجعل كل تلك العقود من العمل تستحق الجهد”.
تسجيل جديد يكشف أسرار المريخ
عن مركبة InSight، كانت قد قدمت العديد من البيانات التي تساعد العلماء في فهم المريخ بشكل أفضل.
وبالنظر إلى هذه التسجيلات المدهشة، حققت المهمة نجاحًا كبيرًا في فهمنا للمريخ وأسراره الداخلية. ومن المتوقع أن تستمر الدراسات والأبحاث القادمة في الكشف عن المزيد من الألغاز والتفاصيل حول هذا الكوكب الأحمر الغامض.
بالاعتماد على 900 يوم من بيانات الاتصالات بين InSight والأرض، تم اكتشاف تسارع طفيف في دوران المريخ. ويُعتقد أن هذا التسارع قد يكون ناجمًا عن إعادة توزيع كتلة المريخ بطريقة ما.
وفي المقابل، يتباطأ دوران الأرض بسبب تأثير الجاذبية القمرية وتوزيع كتلة الأرض عن طريق السحب في المحيطات.
وتوصلت الدراسة أيضًا إلى تحسينات في قياسات نواة المريخ من خلال بيانات تجربة الهيكل الداخلي. وتشير القياسات المستمدة من البيانات الزلزالية إلى أن نصف قطر قلب المريخ يتراوح بين 1780 و 1830 كيلومترًا، وهو قياس كبير نسبيًا مقارنة بنصف قطر الكوكب البالغ 3390 كيلومترًا. كما تشير الدراسة إلى كثافة أساسية تتراوح بين 6.2 و 6.3 جرام لكل سنتيمتر مكعب..