منوعات وسوشيال

قمة لإنقاذ أهداف التنمية المستدامة لتحسين حياة البشر في كل مكان

كتبت- أنس الوجود رضوان

بدأت الجمعية العامة للأمم المتحدة بقمة أهداف التنمية المستدامة – يومي الاثنين والثلاثاء – بالدعوة إلى تعزيز الجهود على مسار 17 هدفا اتفق قادة العالم على تحقيقها بحلول عام 2030 لتحسين حياة الناس في كل مكان.

عقد رئيس الجمعية العامة دينيس فرانسيس القمة في منتصف الطريق نحو الموعد المحدد لتحقيق الأهداف، لتكون بداية مرحلة الإسراع بالتقدم ووضع العالم مرة أخرى على المسار الصحيح نحو المستقبل الأكثر اخضرارا وعدالة وأمانا للجميع.

وبالإجماع اعتمد القادة في القمة إعلانا سياسيا يحدد التحديات وسبل المضي قدما. وقد قادت قطر وأيرلندا المفاوضات على الإعلان السياسي قبيل عقد القمة. وكان رئيس الدورة السابقة للجمعية العامة قد عين ممثلي الدولتين ميسرين للمفاوضات على الإعلان السياسي.

 

· المزيد عن الإعلان السياسي وكلمة قطر أمام القمة

يؤكد قادة الدول، في الإعلان، تفاؤلهم على الرغم من التحديات الماثلة أمام تحقيق الأهداف التنموية “لأن عالمنا وشعبه والأمم المتحدة لديهم تاريخ من الصمود والتغلب على التحديات”.

وشددوا على ضرورة “أن ترقى أفعالنا لحجم ونطاق الأزمات التي تؤثر على عالمنا. هذا الوضع يدفع العالم إلى مضاعفة الجهود وإحداث انفراجه لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030”.

ويلتزم القادة في القمة بتكثيف جهودهم بما في ذلك القضاء على التلوث البلاستيكي وجسر الهوة الرقمية وجني فوائد الذكاء الاصطناعي.

 

أهداف التنمية تجسد آمال وأحلام البشر

قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن أهداف التنمية المستدامة ليست مجرد قائمة أهداف، بل “إنها تحمل آمال وأحلام وحقوق وتوقعات الناس في كل مكان”.

وفي افتتاح القمة دعا غوتيريش إلى تنفيذ خطة إنقاذ لتجنب “تخلف أهداف التنمية المستدامة عن ركب التقدم” حيث إن 15 بالمائة فقط من الأهداف العالمية تسير على المسار الصحيح، فيما يتم عكس مسار العديد من الأهداف الأخرى.

وأعرب عن تفاؤله بشأن الإعلان السياسي للقمة، والذي يتضمن حزمة تحفيز للأهداف بقيمة 500 مليار دولار سنويا لتخفيف عبء الديون وتوفير تمويل ميسور التكلفة للبلدان النامية، ويؤيد الحاجة إلى “إصلاح البنية المالية الدولية التي عفا عليها الزمن والمختلة وغير العادلة”.

ودعا الأمين العام إلى وضع حلول عملية عندما يجتمع القادة مجددا في نيويورك لحضور “مؤتمر القمة المعني بالمستقبل”.

إلا أنه شدد على ضرورة تحرك الدول الآن لإعادة أهداف التنمية المستدامة إلى المسار الصحيح، وحدد ستة مجالات مستهدفة تحتاج إلى تحولات عاجلة، بما في ذلك مكافحة الجوع، وتسريع الانتقال إلى الطاقة المتجددة، ونشر الرقمنة بشكل أفضل، وتوفير التعليم الجيد للأطفال، وخلق فرص عمل لائقة، ووقف “الحرب على الطبيعة”.

وقال غوتيريش لقادة العالم: “مع بلوغ منتصف الطريق نحو الموعد النهائي لأهداف التنمية المستدامة، تتجه أعين العالم إليكم مرة أخرى… والآن هو الوقت المناسب لإثبات أنكم تستمعون. ويمكننا أن ننتصر إذا تحركنا الآن، وإذا عملنا معا، وإذا أوفينا بوعدنا لمليارات الأشخاص الذين تحملون آمالهم وأحلامهم ومستقبلهم بين أيديكم. حان الوقت الآن للعمل”.

منارة أمل

من جانبه، قال رئيس الجمعية العامة، السيد دينيس فرانسيس، إن القمة توفر منصة فريدة لإعادة الالتزام بخطة عام 2030، والتي تعد “منارة أمل وخريطة طريق للعمل المشترك لخلق عالم أكثر إنصافا وعدلا واستدامة”.

وقال إن مجموعة من العوامل، بما في ذلك آثار جائحة كوفيد-19 وتأثيرات تغير المناخ والحرب في أوكرانيا، جاءت بسلسلة من الأزمات المعقدة والمتقاطعة خلقت معاناة بين الأشخاص الأكثر ضعفا في جميع أنحاء العالم.

وقال فرانسيس إن قادة العالم لا يمكنهم التراجع عن عزمهم وتصميمهم في بذل قصارى جهدهم لإنقاذ أهداف التنمية المستدامة، على الرغم من النكسات التي واجهتها.

وأضاف: “من خلال إحداث تغيير ملموس في حياة الكثيرين، يمكننا أن نثبت أن الأمم المتحدة لا تستمع فقط إلى مطالب أولئك الذين يعيشون في أوضاع صعبة – ولكن الأهم من ذلك – أن هذه الاحتياجات لن تمر دون تلبيتها. إن تجديد الثقة بنا، من قبل الكثيرين الذين يعتمدون علينا، سيساعد على استعادة مصداقيتنا والوثوق بنا، وفي نهاية المطاف، الشعور بالثقة بأن التعددية التي تقودها الأمم المتحدة تفي بتطلعاتهم”.

وأكد رئيس الجمعية العامة أن أهداف التنمية المستدامة ستظل “مخططا حقيقيا للإنسانية” في وجه التحديات المقبلة لتحقيق السلام والازدهار والتقدم والاستدامة لجميع الشعوب، في كل مكان.

زر الذهاب إلى الأعلى