حالة من القلق والشك تنتاب أروقة سوق السيارات المصري بعد مشاهدة طوابير الحاجزين أمام صالات عرض بي إم دؤليو وميني في أول أيام فتح الحجز، مع تخوف من تكرار سيناريو حاجزي تويوتا أو سيطرة “التاجر المستهلك” على السيارات.
ويخشى مراقبين أن يؤثر ذلك في نهاية المطاف على مصلحة العميل المصري؛ وينتظر السوق حاليًا كيفية تلبية جلوبال أوتو الوكيل الجديد للعلامة الألمانية للطلب الذي ظهر بوضوح أمس السبت.
قال أسامة أبو المجد، رئيس رابطة تجار السيارات، إن صور طوابير حاجزي بي إم دبليو وميني التي انتشرت اليوم على صفحات التواصل الاجتماعي بسبب رجوع العلامة إلى السوق المصري بعد اختفائها لمدة سنوات.
أضاف أبو المجد أن عميل بي إم دبليو “مختلف”، موضحًا أن هنالك عملاء أجلوا قرار الشراء لحين عودة العلامة الألمانية للسوق المصري مرة أخرى، وأن بي إم دابليو ليست علامة سيارة عادية ولها عميلها الخاص بأسعار تبدأ من مليون جنيه حاليًا.
ويرى أن نسبة ليست بالقليلة من العملاء يطمعون في شراء السيارات بأسعارها الرسمية، ثم بيعها مرة أخرى بـ “أوفر برايس” في محاولة منهم للتكسب، وهو ما عرف مؤخرًا بظاهرة “المستهلك التاجر”.
تمنى رئيس رابطة التجار أن يستطيع الوكيل الجديد لعلامة بي إم دبليو تلبية حجوزات العملاء، وألا تتكرر مأساة حجوزات تويوتا مرة أخرى.
من جانبه قال منتصر زيتون، عضو مجلس إدارة شعبة السيارات بالاتحاد العام للغرف التجارية، إن الأسعار التنافسية هي السبب الرئيسي في صور طوابير حجوزات بي إم دبليو أمس، وتمنى أن تستطيع جلوبال أوتو تلبية كافة حجوزات العملاء في ظل الأزمات الاقتصادية العالمية والمحلية.
وأضاف زيتون أنه يخشى حدوث أزمة مثل أزمات تويوتا وسكودا وكيا، والتي وصل بعضها إلى القضاء مؤخرًا، وأن على جلوبال أوتو إغلاق الحجز على الكميات التي تستطيع توفيرها في الوقت الحالي تجنبًا للأزمات.
بالعودة إلى الأسعار التنافسية ضرب زيتون مثال بـ X1 التي من المتوقع أن تُطرح قريبًا بسعر متقارب للغاية مع سيارة مثل هيونداي توسان الكورية، وعند مقارنة فارق الأسعار سوف يميل المشتري على الفور إلى بي إم دبليو الألمانية.
وأكمل أن مجموعة جلوبال أوتو سوف تستورد سيارتها بسهولة ويسر في ظل الأزمات الحالية، بسبب قدرتها على توفير الدولار نظرًا لأن هنالك شركات كويتية وسعودية مساهمة بها.
بدوره قال رأفت مسروجة، الرئيس الشرفي لمجلس معلومات سوق السيارات، إن طوابير العملاء التي شوهدت اليوم أمام صالات عرض بي إم دابليو وميني كانت متوقعة، بسبب انخفاض السيارات المعروضة أمام الطلب المرتفع.
أضاف مسروجة أن هنالك نسبة كبيرة من الحاجزين اليوم كانوا “تجار سيارات”، وأنهم يحاولوا التربح من خلال شراء السيارات ثم بيعها مرة أخرى بـ “أوفر برايس” بشكل غير مرضي، وهو ما يعتبر استغلال للأزمات الاقتصادية الحالية.
وطالب مسروجة جلوبال أوتو بوضع حل لهذه الأزمة من خلال إيجاد طريقة لإيصال السيارات للعملاء مباشرةٍ، ومنعها من الوصول إلى أيدي التجار المستغلين.
ناشد مسروجة الحكومة بإيجاد حل لزيادة كميات السيارات المعروضة أمام الطلب المرتفع يومًا بعد يوم، وأن الأزمة الحالية لن تنتهي إلا بتوفر السيارات في السوق مرة أخرى.