كلُّ خيلٍ لها متنُها والحواشي تراقبُ صوتَ الصهيلِ وأفئدةَ الشعراءِ وقوسَ المحاربِ والأعينَ الذاهلةْ * كلُّ خيلٍ لها نصُّها والعمائمُ ليستْ تراوغُ أو تتأوَّلُ مجرى الحقيقةِ بين عيونِ الخيولِ وتحت حوافرها القاتلةْ * كلُّ خيلٍ لها قوسُها ونشيدٌ يُسَيِّجُ وجهَ الحقيقةِ والأنفسَ الراحلةْ * ضالعٌ في الخرافةِ يا شيخَ كنعان مَنْ يتأرجحُ بين يقينِ الرؤى ومُراوغةِ الأسئلةْ ؟! خِرقتي حُرقتي وخلاصي دمي ومراياي ناسجةٌ ضحكةَ المقصلةْ والمهاةُ التي طوَّفتْ في ضلوعي تؤوبُ مُحَمَّلةً باليقينِ مُدجَّجةً برحيقِ الفصولِ وسابحةً بين كثبان طيّ ” سائقَ الأظعانِ يطوي البيدَ طيّ مُنْعِمًا عرِّجْ على كثبان طيّ وتلطَّفْ واجرِ ذكري عندهم علَّهم أن ينظروا عطفًا إليّ ” مضتْ نشوةُ الوصلِ حيث حماماتُ قلبي تشقُّ غيومَ الحنايا وتركضُ نحو المدى تنفضُ الأتربةْ تتوارى عن الأعينِ الراصداتِ وبين الأسنَّةِ تعبرُ دربَ اليقينِ فينكشفُ السرُّ عن سرِّهِ تفكُّ طلاسيمَهُ فتهوي حثيثًا بأيدي المنايا وتُتْلى الصحائفُ ترتبكُ الأجوبةْ لؤلؤاتُ الدموعِ تراوغُ مكرَ المرايا دمُ الواصلين على عتباتِ المواني وأعينُهُم زائغاتٌ وألسنُهُم مُعْشِبةْ ناسكاتٌ هي الأمنياتُ بمحرابها حين حدَّثْتُها في المتاهةِ أربكني الغيمُ بين يديها * سلامٌ عليها موشَّحةٌ بغموضِ الملامحِ ماذا تُخبِّئُ في دَنِّها من حُرَقْ ؟! فإذْ أقبلتْ أسدلتْ يمتطي القلبُ خيلَ الخيالِ يطوفُ حنايا الدروبِ يؤوبُ مُعلَّقةً مقلتاه بأوديةٍ تكتسي بالألقْ فإذا تجلَّى وجهُهَا في القلبِ وافْتُقِدَ الحجى لعبتْ به نارُ التشوُّقِ في الظلامِ إذا سجى فبسطتُ أجنحةَ التذلُّلِ في سماواتِ الرجا ونثرتُ دمعي في ضلوعي إنه سبلُ النجا أسرى بيَ القلبُ الضعيفُ وكان دمعي هودجا كمْ من صَدٍ وَرَدَ الحمى ظمِئَ الفؤادِ مُضرَّجا * سلامٌ عليها مُطرَّزةٌ باللظى فإذْ أقبلتْ أجَّجَتْ تشتهي دَمَنا في الأباريقِ أنفاسَنا في المحاريقِ لا حشرجاتُ القلوبِ تكُفُّ ولا هامياتُ الرؤى تحتوي باقياتِ الرمقْ * سلامٌ عليها مُبرَّأةٌ من ظنونِ الهوى فلا يُدَّعى أنها لا تَرِقْ يتُها العامريةُ هذي الضلوعُ تئنُّ وتلك العيونُ تحنُّ وبينهما تمتطين الجموحَ وتحترفين النَّزَقْ فيا شيخَ كنعانَ مَنْ للحقيقةِ بعد انقضاءِ المآربِ بين شظايا نفوسٍ مُعَتَّقةٍ باللظى وحنينِ نطوعٍ لشِّلْوِ الفريسةِ إذْ تتدثَّرُ بالأرجوان وراقصةٍ في فراشِ الخليفةِ تكتبُ تاريخَهُ وتعزفُ أنشودةَ العنفوان مثقلٌ بالحنينِ يُهَدْهِدُ ضوءَ الحقيقةِ بين ضلوعٍ تحاصِرُها المقصلةْ مثقلٌ بالأغاني على عتباتِ المواني وأنشودةُ السَّرْوِ تكشفُ سرَّ الغزالةِ راشوا السهامَ فلا تأمن الريحَ … لا تأمن القابلةْ فإنَّ القوابلَ تعشقن عزفَ الخليفةِ إذْ يتأرجحُ بين العيونِ فيا شيخَ كنعان حدِّثْ عن النهرِ …. لملمْ خطا العابرين على شطِّهِ واسقِ خمرًا مُعتَّقةً أعينَ الواردين إلى حوضِهِ فالبلادُ التي ثبَّتتْ رمحَها في عيونِ المحبين تيَّاهةٌ بالدمِ المتخثِّرِ فوق ضلوعِ الدروبِ وبين حنايا المياهِ ويا شيخَ كنعان لملمْ خيوطَ الحقيقةِ بين ضلوعِ الكؤوسِ وفوق سفوحِ النفوسِ وعتِّقْ خمورَ السكارى وعرِّجْ بوجهِكَ شطْرَ الملامحِ كيما تفيض الغيوثُ على مهلها * كلُّ صلبٍ له نصُّهُ والعمائمُ ليست تراوغُ أو تتأوَّلُ مجرى الحقيقةِ بين عيونِ السيوفِ وصدرِ النطوعِ وأسئلةِ المقصلةْ خطوةً … خطوةً … تتراقصُ فوق بساطِ ابن عبَّاس راقصةٌ والعيونُ مسيَّجةٌ قطرةً قطرةً يتأرجحُ فوق النطوعِ دمي * كلُّ خيلٍ لها متنُها كلُّ خيلٍ لها نصُّها كلُّ خيلٍ لها قوسُها كل صَلْبٍ له نصُّهُ ومجرى الحقيقةِ بين عيونِ السيوفِ وصدرِ النطوعِ وأسئلةِ المقصلةْ
أستاذ الأدب العربي والبلاغة.