فنون وابداع

قصائد تشدو للحكمة والحياة في بيت الشعر بالشارقة

القاهرة - بوابة مصر الآن

0:00

ضمن نشاط منتدى الثلاثاء، نظَّمبيت الشعربدائرة الثقافة في الشارقة يوم الثلاثاء04/ أكتوبر/2022 ندوة نقدية بعنوان الشعر والفرح، تناولت تجليات الفرح في القصيدةالعربية عبر العصور، ومواسمه التي عطرت ديوان العرب، وشارك فيها كل من الشاعريوسف أبو لوز، والإعلامي فواز الشعار، وقدمها د. هيثم الخواجة، الذي رحب بالحضوروالمشاركين، وأثنى على جهود بيت الشعر والقائمين عليه في رفد الساحة الشعريةوالثقافية بالنشاطات التي غدت مواقيتا يضبط عليها الشعراء ومحبو الشعر نبضاتقلوبهم. وصاحبت الندوة قراءات شعرية ماتعة للشعراء د. أحمد الحريشي من المغرب،ومحمد عمر فلاتة من السودان. وانعكس الصدى الجميل للأمسية حضورا امتلأت بهساحة البيت، وذلك بحضور مدير البيت الشاعر محمد عبدالله البريكي.

وحضر الشعر كموضوع أساسي لقصائد شعراء الأمسية،فطرحوا رؤاهم عن الشعربالشعر، ووصفوا تجاربهم وعلاقتهم الجميلة الشائكة معه في أسلوب رائع ورائق، كماحضر حوار الذات مع نفسها وما حولها الذي طرح تساؤلات تأملية وفلسفية عميقة عبرالقصيدة، وتنوعت المواضيع لتشمل الحب والوطن والغربة في قصائد شنفت الآذان، ولاقتالاستحسان الكبير من الحاضرين.

الشعر و الفرح

افتتحت الأمسية بندوة الشعر والفرح، التي تناولت عدة محاور حول مفهوم الفرح فيالشعر العربي تناولاً منهجياً علمياً يكشف جماليات حضوره، ويرصد مكوناته وأبعادهالدلالية في النصوص، واستحضر المشاركون نماذج من مختلف العصور، في دعوة إلىقــــراءة التراث الشعري العربي قراءةً نقديةً واعيةً تنقب عن الخبايا والخصائص الفنيةواللغوية والأسلوبية للنص، بغرض الإفادة والإمتاع من الإرث اللغوي والجمالي.

تلتها القراءات الشعرية، و افتتحها الشاعر أحمد الحريشي الذي افتتح بقصيدة تساؤلفي ثوب تلاعب لفظي جميل ولافت، يؤنسن السنة ويحاول معرفة ما تخبئه في رأسها/ بدايتها، معلنا احتفاله بنفسه لا بها، وسيره إليها متخففا من الأمنيات، حازت إعجابالحضور وتصفيقهم، يقول:

بـِنفسي سَأحتفلُ العامَ.. إنِّي

بِنَفْسِي سَأَحْفَلُ.. لا بالسَّنَةْ

سأمضي خَفِيفاً من الأمنياتِ

خَفيفاً.. الى سَنَةٍ مُمْكِنةْ

أُعانقُ فيها الذي قد تَبَقَّى

مَنَ الرُّوح والأهلِ والأمكنةْ

ثم ارتجل الشعر والحياة مقاطعاً شعريةً عذبة اللغة عميقة المعاني، تستلهم الحكمةوالتأمل ويعلو فيها صوت الأنا الوجودية، يقول:

أَنَا رَعْشٌ لِقَافِيَةٍ

كَأَنَّ نُزُولَهَا بَرْدُ

وَكَانَ لِبَرْدهَا وَقْدُ

كَأَنَّ حُضُورَهَا فَقْدُ

تُرَاوِدُنِي.. وَأَعْرِفُهَا ..

إِذَا مَا شَفَّهَا الْوَجْدُ

و يواصل مباهيا بصوته الشعري الخاص الموغل في تيه الشعر بحثا عن التفرد، يقول:

أُبَايِعُ مَا تَيَسَّرَ مِنْ

كَلَامٍ عَقَّ مَا سَمعَا

وَحَسْبِي تِيهُ أَشْرِعَتِي

وَأَنِّي لَمْ أَكُنْ تَبَعَا ..

تلاه الشاعر محمد عمر فلاتة الذي أجرى الشعر نهرا يغسل عناء العابرين ضفافه، وتمتديده ظلا للغرباء، يقول:

الشّعرُ كالنّهرِ الوسيمِ .. فجُد به

للعابرين على امتدادِ عناءِ

في الشّعرِ يولدُ شاعرانِ عليهما

وقعُ انحناءٍ .. أو شموخُ إباءِ

الصبحُ أنتَ .. إذا تنفَّسَ حُلمَه

ويَدٌ .. تمدُّ الظلَّ للغرباءِ!

ثم أشرع نوافذ الأسئلة في قصيدة تشدو للحياة بحكمة من يرى النصف المليء فيالكوب، حاثا ذاته على رؤية ما يحفها من نور وأمل، يقول:

لمَ تكتوي ظمأً .. وعمرُك غيمةٌ

تختالُ بين فتوّةٍ وشبابِ

أتجوعُ مثلَ النارِ، كيف .. وهذه

فأسُ الحياةِ وهمّةُ الحطَّابِ ؟!

النُّورُ حولكَ ..والفراغُ مُسربلٌ

فلِمَ النزوحُ لبارقٍ .. وسرابِ ؟!

ثم قرأ نصوصا وجدانية مضمخة بالمسك والشيحِ لاقت استحسان الحضور وتصفيقهم.

وفي الختام كرَّم الشاعر محمد عبدالله البريكي المشاركين ومقدِّم الأمسية.

زر الذهاب إلى الأعلى