فيفا: مونديال قطر حقق رقما قياسيا
نشر الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، السبت، تقرير الاستدامة النهائي لمونديال قطر 2022، وهو التقرير الأكثر شمولية في تاريخ المسابقة، إذ يسرد بالتفصيل النتائج المتوخاة ويقارنها باستراتيجية الاستدامة التي أُعدّت لهذه النسخة.
وذكر الموقع الإلكتروني الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم أنه قد تم إعداد التقرير النهائي وفق معايير مبادرة الإبلاغ العالمية لتقارير الاستدامة، وهو يستعرض الإنجازات والتحديات المتعلقة بالمبادرات الـ79 التي تتضمنها الاستراتيجية.
وبمناسبة نشر التقرير، قال ماتياس جرافستروم، الأمين العام للاتحاد الدولي لكرة القدم: “عند تنظيم المسابقة الأبرز من بين مسابقاتنا، والتي تُعتبر الحدث الرياضي الأكبر في العالم للعبة واحدة، فإننا ندرك تماما ما تنطوي عليه من تأثير هائل، حيث تجري الاستعدادات لها على مدى سنوات عدة كما ينخرط فيها طيف واسع من الجهات الفاعلة، إذ توجد هناك إمكانات كبيرة لإحداث تغيير إيجابي وترك إرث مهم في البلد المضيف”.
وأضاف: “استفادت بطولة كأس العالم قطر 2022 من هذه الإمكانات، حيث شهدت تحقيق العديد من الإنجازات غير المسبوقة، خصوصا في مجال الإدارة المستدامة للأحداث والفعاليات، إذ رفع فيفا وشراكة كأس العالم قطر 2022، واللجنة العليا للمشاريع والإرث سقف معايير الاستدامة في الأحداث الرياضية الكبرى، قبل سنوات على انطلاق البطولة، وهو ما سيستمر بتشكيل مصدر إلهام في مجال إدارة استدامة الفعاليات على مدى سنوات طويلة”.
من جهته، علَّق حسن الذوادي، الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والارث: “أدى العمل الذي تم إنجازه منذ حصولنا على حقوق الاستضافة عام 2010 إلى إحداث تحول في قطر بقدر ما شكَّل نموذجا لإحداث تغيير إيجابي على المستويات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، وهو ما يمكن للبلدان المضيفة الأخرى استخلاص الدروس منه والبناء عليه”.
وأضاف: “من خلال عملنا المشترك، حققنا رؤيتنا المتمثلة في استغلال قوة كرة القدم لفتح الباب على مصراعيه أمام عالم حافل بالتجارب المذهلة، وإبراز روعة بلدنا ومنطقتنا للعالم، وترك إرث حقيقي للتنمية المستدامة”.
ومن بين الإنجازات العديدة التي كشفت عنها البطولة، يعكس 11 إنجازا رئيسيا نجاح كل من فيفا وقطر 2022 واللجنة العليا للمشاريع والإرث والجهات الفاعلة ذات الصلة في تحقيق النتائج المتوخاة من البطولة، سواء في مرحلة التحضير أو المشاريع أو الإرث، علما أن هذه الإنجازات توزعت على عدد من المجالات مثل حماية البيئة، ورعاية العمال، وسهولة الوصول، وكانت سابقة من نوعها في هذه البطولة وتميّزت بأفضل الممارسات والبرامج التي ستضمن استدامة إرث النسخة الثانية والعشرين من بطولة كأس العالم على مرّ السنوات والعصور.
كما أكد تقرير التفاعل الجماهيري والمشاهدة على الصعيد العالمي أن خمس مليارات مشجع تفاعلوا مع بطولة كأس العالم قطر 2022 في شتى أرجاء العالم، وهو رقم قياسي غير مسبوق يفوق بكثير ما تحقق في النسخ السابقة، إذ تؤكد الأرقام – التي جمعتها شركات مستقلة رائدة وذات شهرة عالمية – أن نسخة 2022 هي الأعظم في تاريخ البطولة المتميز الذي يمتد على مدار 94 عاما.
وبلغ إجمالي عدد المشاهدين للمباراة النهائية بين فرنسا والأرجنتين 1.42 مليار مشاهد، وهو أعلى رقم على الإطلاق، وبلغ المتوسط العالمي لعدد مشاهدي المباريات الفردية في أول بطولة تقام في الشرق الأوسط 175 مليون مشاهد، في حين كانت تغطية شبكة “تيليموندو” للمباراة النهائية هي الأكثر بثا في تاريخ نقل وسائل الإعلام الأمريكية لمباريات كأس العالم.
كما شهدت قنوات التواصل الاجتماعي التابعة لفيفا متابعة مكثفة، حيث ارتفع إجمالي المشاركات (811 مليونا) بنسبة 448% عن عام 2018، إذ تم إحصاء 3.5 مليار مشاهدة للفيديوهات ذات الصلة خلال فترة البطولة، وهو ما يمثل ارتفاعاً بنسبة 202%. ويُظهر التقرير أيضا زيادة في استهلاك المحتوى المتعلق بالبطولة، وهو ما يعكس مدى تطور المشهد الإعلامي الواسع، الذي يشمل البث التليفزيوني الأرضي والفضائي والرقمي/البث عبر الإنترنت، ومنصات التواصل الاجتماعي، والمنصات المملوكة والمدارة من قبل فيفا، علماً أن التقرير يشمل كذلك جداول ورسوماً بيانية تسلط الضوء على التوزيع الجغرافي لاستهلاك المحتوى.
يُذكر أن آسيا وأوقيانوسيا شهدتا ما يزيد بقليل عن نصف إجمالي التفاعلات (2591 مليارا) مع أحداث البطولة التي أقيمت في قطر في نوفمبر وديسمبر 2022، بينما تَركَّز ثاني أكبر جمهور (945 مليونا) في أفريقيا والشرق الأوسط. وعلى مستوى البلدان، تصدرت الصين التفاعلات بما لا يقل عن 1161 مليار تفاعلاً، متقدمة على الهند (745.7 مليون).
ويشرح التقرير التفصيلي بوضوح المعايير المعتمدة في تعريف “التفاعل مع أحداث البطولة”، كما أنه يفصّل المنهجية المستخدمة لقياس الجمهور، مما يعكس المشهد الإعلامي المتطور، كما يُظهر التقرير أن استهلاك المحتوى الرقمي الخاص ببطولة كأس العالم يتزايد بشكل كبير، مؤكداً في الوقت ذاته أن طرق قياس نسب المشاهدة يجب أن تواكب ذلك.