تشهد سماء مكة المكرمة اليوم الثلاثاء الموافق 12 جمادى الأولى للعام الهجري الحالي 1444، ظاهرة تعامد “القمر” الأحدب المتزايد على الكعبة المشرفة.
وأوضح المهندس ماجد أبو زاهرة رئيس الجمعية الفلكية بجدة، في بيان أصدره اليوم ، أن ظاهرة التعامد تحدث عندما يبلغ ميل القمر عرض مكة المكرمة ويكون في لحظة توسطه على خط زوالها عند الساعة 03:23 صباحا (12:23 صباحاً بتوقيت جرينتش) قبل ساعتين و11 دقيقة من أذان الفجر في المسجد الحرام.
القمر في ذلك الوقت سيكون على ارتفاع 89.54 درجة وقرصه مضاء بنور الشمس بنسبة 87% والزاوية التي تفصله عن الشمس (الاستطالة) 137 درجة، ويبعد مسافة 398,794 كيلومترا.
وتوضح ظاهرة التعامد دقة الحسابات لحركة الأجرام السماوية ومنها القمر التي تجعل تحديد موقعه في غاية الدقة، إضافة لذلك يمكن بهذه الظاهرة تحديد اتجاه القبلة.
وتجرى طريقة استخدام هذه الظاهرة في تحديد “القبلة” من خلال قيام الشخص بالاتجاه للقمر وجعله أمام ناظره تماماً لحظة التعامد حينها سيكون متجها للقبلة بالضبط، وهذه التجربة تصلح لأي منطقة في العالم يشاهد فيها القمر في تلك اللحظة لكنها غير مفيدة للمناطق القريبة مثل مدينة جدة وكل المناطق التي يقل بعدها عن درجة واحدة من مكة المكرمة.
ويفضل للحصول على نتائج علمية دقيقه استخدام أحد الأجهزة الدقيقة مثل “الثيودوليت” الذي يستخدم في قياس الزوايا الصغيرة في الأفق، ولقياس مسافات سمت الرأس ولقياس الزاوية التي تتكون من تقاطع سطع عمودي ثابت وسطح عمودي يمر في أحد الأجسام السماوية.
جدير بالذكر أن ميل القمر أثناء حركته الشهرية حول الأرض متغيرة ضمن 5± درجات عن دائرة البروج، لذا يحدث تعامد القمر على الكعبة في أوقات معينة ويتم تحديد ذلك بدقة تصل إلى ±0.5 درجة، وإن كانت قليل الحدوث مقارنة مع عدد مرات دورات القمر البالغة 12 دورة في السنة حول الأرض.