منوعات وسوشيال

على رأى اللى قال | ” نقبك طلع على شونه”

حلقات إذاعية يكتبها | رشدى الدقن

على رأى اللى قال ” نقبك طلع على شونه” .. المثل ده عمرك ما هتسمعه غير فى مصر .. و”الشونة” بردو حكاية مصرية أصيلة .. لكن الاول خلونى اقول لكم ان المثلل ده بيتقال دايما للشخص اللى ناوى يعمل حاجة وبعدين تبوظ ومتكملش أو في النهاية يلاقي ان الحاجة اللى طلعت متستاهلش المجهود اللى اتعمل فيها .. ساعتها بنرد نقوله يعنى “نقبك طلع على شونة”.
طب ايه هى حكاية المثل ده؟
أنا أقولكم .. زمان في قرية من قرى الصعيد ناس كتير كانوا بينقبوا عن الآثار القديمة.. وكان احيانا ناس بتلاقى آثار فعلا وبتبقى سبب انهم يبقوا أغنية .. والموضوع كان بيوصل لأهاليهم وجيرانهم .. وكان ناس كتير بتحاول تعمل زيهم .
وفى يوم واحد من أهالينا الطيبين فى الصعيد حاول ينقب فى بيته على أمل يلاقى آثار .. استعان بـ واحد من الدجالين” عشان يدله على مكان الآثار ، الدجال قاله ان الآثار موجودة تحت أوضة نومك .. الراجل فرح جدا ومكدبش خبر وراح قال لأهله الكلام اللى الدجال قاله .. وقعد يحلم انه هيكتشف مقبرة كبيرة أكبر حتي من مقبرة توت عنخ آمون .. وفعلا بدأ ينقب .. ومرت الأيام وحفر سرداب كبير تحت الأرض .. وبعدين فجأة لقى حيطة فرح أوى .. وقال بااس أكيد هى دى المقبرة اللى فيها الآثار .. وبدأ يكسر الحيطة لقاها شونة جارهم .. أهله ضحكوا وقالوله “نقبك طلع على شونة” .. ومن ساعتها وأى حد يبكون حاطط أمله على هدف وشايفه كبير ويفشل انه يوصله او يوصل ويلاقيه فى النهاية ميستاهلش يتقال عليه المثل ده.
طيب ايه بقا هى ” الشونة” واتعملت ايمتا وبيعملوا بيها إيه يعنى؟
“الشونة ” كلمة هيروغليفية معناها المكان اللى بيتجمع فيه القمح .. يعنى اختراع مصرى من أيام جدودنا قدماء المصريين .. وكان فيه منها احجام وأشكال .. ولحد النهاردة فى الصعيد والفلاحين هتلاقى اسمها “الشونة ” وهتلاقى حد بيقول لك أصلها جاية من تشوين القمح او القطن فيها .. وهى نفسها اللى بنقول عليها دلوقتى “صومعة” .
“الشونة” ظهرت أيام جدودنا قدماء المصريين .. اللى كانوا بيحصدوا القمح ويخزنوه فيها .. ولجأوا لطريقة عبقرية قدروا بيها يحفظوا الحبوب أطول فترة ممكنة .. وعصر سيدنا يوسف ـ عليه السلام – شاهد على عبقرية المصريين اللى خزنوا القمح فى السنوات السبعة السمان علشان يستخدموها فى السبع العجاف وبالفكرة دى انقذوا العالم من مجاعة كانت ممكن تقضى على كل الناس.
طب إزاى كانوا بيحفظوا القمح والحبوب فى الشونة؟
انا اقولكم .. باختصار كده .. القدماء المصريين كانوا بيحطوا القمح في أوانى فخار، ويحمصوه على نار هادية عشان يطهروه من الحشرات ويحافظوا عليه من الرطوبة وبعدين يحفظوه فى الشونة.
طيب الشونة عبارة عن ايه؟
“الشونة” دى كانت عبارة عن مكان مرتفع على شكل هرم ، بيحفروا فيها حفرة وبيبطنوها بالقش والطمي ، ويحطوا فيها القمح .. وبالمناسبة لسه الفلاحين لحد النهاردة بيحفظوه بنفس الطريقة يعنى هتلاقى فوق سطح البيت نسخة مصغرة من الشونة طولها حوالى متر ونص .. مصنوعة من الطين والقش .
” الشونة” القديمة بقا كان ارتفاعها حوالى 5 متر ، وفى قمتها فتحة صغيرة بيعبوا منها القمح وبعد كده يقفلوها .. ومن تحت كانوا بيعملوا فيها فتحة صغيرة يفرغوا منها القمح وقت احتياجهم ليه ..
وعلشان تعرفوا قيمة العملية دى ..لازم تعرفوا أن القمح فى مصر القديمة بيقيموه بالدهب .. يعنى اللى مخزن قمح وحبوب بيبقى عنده كنز .. المذهل ان المصريين بعد 7 آلاف سنة اكتشفوا شون فى أماكن كتير زى حفائر الفيوم والمعادى والبداري وحلوان .. ومش بس كده ده المفاجأة انهم كانوا بيلاقوا القمح سليم زى ما هو جوة الشونة.
و”على رأى اللى قال” .. جدودنا قدماء المصريين من كتر ما هما مهتمين جدا بالقمح والحبوب كانوا بيعينوا موظفين شغلتهم حماية الصوامع والحفاظ عليها .. وأيامهم ظهرت بعض الألقاب الخاصة بالصوامع وموظفيها .
من الأخر كده .. و”على رأى اللى قال” .. الشونة اختراع مصرى هيفضل دايما محافظ لنا على القمح .. وهيفضل جدودنا قدماء المصريين ليهم الفضل انهم علموا العالم كله تحويل القمح لخبز .

زر الذهاب إلى الأعلى