على رأى اللى قال : “يا بخت من وفق راسين فى الحلال” .. وقال كمان “إمشي في جنازة ومتمشيش في جوازة” حيرتونا والله يعنى نمشى فى الجوازة ولا منمشيش .. عموما مش هى دة حكايتنا .. النهاردة هقول لكم على مهنة مش هتلاقوها غير فى مصر .. ومع التكنولوجيا والتطور .. اتطورت وبقت “أون لاين”
النهاردة هكلمكم عن “الخاطبة” اللى عملت لها نيللى من 40 سنة فوازير بإسمها …. الخاطبة بتاعة أهل زمان .. اللي جرابها دايماً مليان .. بصور فتيات .. وصور فتيان ..”غُورَبَا وبتخليهم قُورَباً .”
” الخاطبة” شغلانة مصرية خالصة ومتوارثة من الجدات الى الأمهات ووصلت لحد البنات .. وناس كتير كانوا بيتجوزوا عن طريقها فعلا … والمدهش والغريب أنها كانت جوازات ناجحة وبتستمر أكتر من جوازات اليومين دول .
طيب “الخاطبة” دى كانت بتجوز الناس ازاى ؟
أنا اقولك ..”الخاطبة” كانت هى الوسيلة الوحيدة اللى بتعتمد عليها العائلات فى جوازات الأولاد شباب وبنات .. وكانوا بيثقوا فيها ويدوها صور البنات اللى عايزينهم يتجوزوا .. وهى اللى كانت بتعرض الصور دى على العرسان وأهاليهم .. ولما الصورة تعجب العريس .. تبدأ “الخاطبة” فى الخطوة التانية .. تحديد موعد فلقاء فشربات وزفة وفرح .
حد هيسألنى .. امتى بقا ظهرت شغلانة الخاطبة دى ؟
“الخاطبة” ظهرت لأول مرة فى العصر المملوكى ، وده طبعا لأن الرجالة زمان مكانوش بيشوفوا الستات .. وممنوع الخروج .. ولو خرجت تبقى لابسة اليشمك ومافيش حاجة باينة منها ..
وبالمناسبة منع الستات من الخروج دى كانت عادة متوارثة من أيام الحاكم بأمر الله .. اللى طلع فرمان بمنع خروج النساء واللى عايزة تخرج لازم تاخد تصريح .. وتكون لابسة حاجات كتير تخلى أى حد يشوفها مايعرفهاش .. وعلشان يتأكد من تنفيذ فرماته منع الأسكافية من صناعة أحذية للنساء .. واللى كان يتقبض عليه بيعمل جزمة حريمى بيدخل السجن فورا … الحكاية دى خلت عملية الجواز نادرة وصعبة .. وبقا الحل هو “الخاطبة” اللى ممكن تدخل البيوت وتشوف البنات وتخرج توصفهم للعريس وهو يختار .. يعنى تقوله البيت ده فيه بنت بيضا طويلة شعرها أسود وعينيها واسعة فيقول لها على بركة الله ويخطبها .
طبعا لازم هنا يبقى فيه سؤال منطقى جدا .. هى اللى كانت بتشتغل خاطبة بتفضل طول اليوم تلف على البيوت تشوف البنات اللى فى سن الجواز ؟
الحقيقة لأ .. هى الشغلانة كلها بدأت بالصدفة أو زى ما تقول كدا ترتيبات القدر .. زمان كان فيه الدلالات .. ودول ستات بيشتروا أقمشة وحاجات تانية كتير وبيلفوا يبيعوها للستات فى البيوت .. وطبعا البنات بتتفرج وتختار أقمشة وتطلب حاجات تانية تشوفها .. وعلشان كده الدلالة بقت عارفة كل بنات الحى اللى بتشتغل فيه .. ولما شاب يحب يتجوز كانت أمه تسأل الدلالة عن أخلاق العروسة وأهلها .. أو تطلب منها ترشح لها عروسة .. شوية بشوية بقت دى شغلانة معروفة .. وبقت الدلالة بتاخد أجر عنها .. وبقت كل الدلالات بيشتغلوا “خاطبة” … تعرف المواصفات اللى العريس طالبها وتدور عليها وتقول له موجودة فى انهى بيت .. مش بس كدا .. دى كمان بتقول لأهل العروسة وتنقل لهم كل حاجة عن العريس وأسرته وإذا وافقوا ترجع له بالبشارة عشان يتقدم هو وأهله ويتمموا الجوازة .. وهى تاخد أجرتها اللى كانوا بيسموها “الحلاوة ” أو “العشوة” .. وطبعا “الخاطبة” كانت بتاخد حلاوتها من الطرفين وحسب المستوى المادى للعريس والعروسة .. يعنى لو عيلة كبيرة وميسورين الحال كانوا بيدوها حتة قماش ومعاها فلوس .. أما بقى لو كانوا على أد الحال الخاطبة بتكتفي بـ “العشوة” يوم الفرح اللى كانت لازم تحضره تكريما لدورها فى الجوازة.
طيب الشغلانة دى كان ليها شروط ولا اى دلالة تقدر تبقى خاطبة؟
الشغلانة دى كان ليها شروط .. اولها طبعا “الأمانة” يعنى “الخاطبة” لازم تكون أمينة ولسانها حلو وتحفظ أسرار البيوت عشان الناس تثق فيها وتدخلها بيتها.
ويا ترى “الخاطبة” دى لسه دلوقتى موجودة ولا اختفت؟
برغم ان فيه ناس كتير شايفة ان المهنة دى انقرضت أو انها عيب .. لكن الحقيقة هى لسه موجودة فى الصعيد والارياف .. صحيح مش منتشرة بس موجودة .. وفى المدن الكبيرة اتغير شكلها حبتين .. يعنى بقت صلاة التراويح فى رمضان فرصة أن الأمهات اللى عندهم شباب فى سن الجواز يشوفوا البنات اللى بيروحوا يصلوا ويسألوا عنهم وياما جوازات تمت على العيد رغم أنهم اتعرفوا فى نص رمضان .
تطور الخاطبة وصل للأون لاين كمان وبقا فيه مكاتب جواز على صفحات الفيس بوك ولو قولت عليه خاطبة ممكن يزعلوا.
من الآخر كده .. وعلى رأى اللى قال “الخاطبة” بتوفق راسين فى الحلال وتاخد حلاوتها .. وهتفضل الأمهات تلجأ ليها فى جواز بناتها … وحتى لو بتوع التكنولوجيا زعلوا .. صفحات الجواز أون لاين هيفضل اسمها الحقيقى”الخاطبة”