منوعات وسوشيال

على رأى اللى قال | اشرب العصير للآخر

حلقات اذاعية يكتبها | رشدى الدقن

“اشرب العصير للآخر .. ماتسيبش حاجة فى الكوباية .. احنا عندنا بنات” .. كام مرة سمعت الجملة دى وأنت بتزور حد من قرايبك أو اصدقائك ؟ وكام مرة قلبت بخناقة وزعل بجد لأن الضيف أصر مايكملش العصير بأى حجة .. ووقتها حس أهالى البيت أنه فعلا قاصد مايكملش العصير … طب ليه أشرب العصير لآخر نقطة … وايه علاقة العصير بأن البيت فيه بنات ؟
طبعا اللى مقصود هنا كلنا عارفينه .. البيت فيه بنات يعنى لو حضرتك ماخلصتش العصير البنت هتبور ومش هتتجوز .. وطبعا لان سلو بلدنا أن العصير اساسى فى رمضان سواء على الإفطار أو السحور .. وبيتقدم لكل الزوار اللى هيسهروا معاك فى ليالى رمضان .. ومافيش بيت مبيقدمش عصير لضيوفه .. يبقى مهم جدا تعرف الحكاية .
بس قبل ما اقول لكم أصل الحكاية دى وجاية منين لازم أقول لكم ان دى جملة مصرية أصيلة .. يعنى مش هتسمعها فى أى مكان فى الدنيا غير عندنا … وعلى رأى اللى قال .. رمضان فى مصر حاجة تانية والسر فى التفاصيل.
نرجع بقا لحكاية العصير وجواز البنات .. عادة الأسر المصرية لما بيتقدم عريس لبنتهم العروسة طبعا بتدخل شايلة صينية عليها عصير .. والعرف بيقول فى الريف والصعيد أن العريس لو ماشربش العصير للآخر يبقى العروسة ماعجبتوش … ومش ناوى يكمل فى الجوازة … ومن هنا جت فكرة أن أى راجل يزور بيت فيه بنات ومايكملش شرب العصير للآخر يبقى ده فال سئ .. والراجل ده قاصد أن البيت ده مايدخلوش الفرح .. وكل اللى يدخله مايكملش الجوازة .
طيب لحد هنا الكلام منطقى جدا .. الأسر خايفة على بناتها من العنوسة وأنها ماتتجوزش .. بس بردو مين اللى قال أن عدم شرب العصير لأخر نقطة .. فال وحش .
قبل ما أقول لكم البداية كانت فين .. لازم الأول نعرف طقوس فك نحس العنوسة وتأخر سن الجواز عند جدودنا قدماء المصريين .
البنت المصرية زمان لما كانت تتأخر فى الجواز كانت بتعمل حاجة مشهورة جدا وقتها .. بتروح تنزل فى “بير الخضة” بساحة معبد (مدينة هابو) اللى موجود لحد النهاردة فى مدنية الأقصر .. البير ده مخيف فعلا … البنت بتنزله بسلالم طويلة ولما بتوصل لآخره بتكتشف أن المايه اللى فيه راكده ومابتتحركش .. وحواليها ظلام شديد ومافيش غير نور ضعيف جاى من بعيد بيخترق الصخور اللى مغطية البير .. وبتحس أنها منومة مغناطيسيا بيحصل لها معجزات كتير منها طبعا الهدف الرئيسى من الزيارة .. أن الأمور تتسهل فى الجواز .
وبيقولوا فى الأسطورة دى أن البير بتحرسه بنت جميلة بتظهر بس فى الليالى اللى القمر بيكون مكتمل وناس شافوها شايلة ابريق دهب بتصب منه العصير .. وبيقولوا كمان أن البنت اللى بتنزل السلالم دى لازم لما تخرج تدى الحارس او الكاهن أو أى شخص موجود حوالين البير كاس من العصير ولازم يشربه بكده تتفك عقدتها وتتجوز.
طيب هل المعبد اللى فى هابو ده بس اللى كان بيسهل جواز البنات ؟
طبعا لأ .. كل المعابد المصرية القديمة واللى بناها جدودنا كان فيها آبار زى بير الخضة .. وكان فى كل منطقة نفس الطقوس ونفس العادات .. مش بس كده ده أحيانا كمان كان كهنة المعبد بيطلبوا من البنت اللى عايزة تتجوز تلف حوالين البير ده 7 مرات .. وده كان معناه أن البنت دى معمول لها سحر بعدم الجواز ودى كانت الطريقة الوحيدة لفك العنوسة .
الحكاية كمان بتقول أن البنات كان ممكن يروحوا مجموعات يعنى مش بنت وحيدة .. وفى كل مرة كل البنات كانت بتتجوز .. لكن صادف فى مرة أن البنات كانوا كتير الكاهن ماقدرش يشرب كل العصير .. فالبنات اللى شرب عصيرهم كله اتجوزوا فعلا .. والبنات اللى فضل فى كوبايتهم شوية عصير .. او اللى ماشربش منهم خالص ما اتجوزوش .. ومن هنا بدأت اسطورة أن لازم تشرب كوباية العصير كاملة لو زرت أى بيت فيه بنات على وش جواز وألا تبقى قاصد ان البنت تبور وما يدقش على بابها العرسان .
من الآخر وعلى رأى اللى قال .. هتفضل حكاية ماتروحش بيت فيه بنات وماتشربيش العصير للآخر حكاية مصرية أصيلة مش هتلاقيها فى أى مكان تانى.

زر الذهاب إلى الأعلى