عصام عمران يكتب: رئيس علي قدر مصر
عندما قال الرئيس عبدالفتاح السيسى عبارته الشهيرة »مصر أم الدنيا وهتبقي قد الدنيا« لم يكن يطلق كلاماً في الهواء أو حديثاً للاستهلاك المحلي، وانما كان يعلم قدر مصر وقيمتها وامكانياتها التي تؤهلها لتكون بين الكبار في شتي المجالات، فقط تحتاج لمن يخرج هذه الطاقات ويكتشف الامكانيات ويشحذ همم المصريين ليقودوا بلدهم إلي المكان والمكانة التي تستحقها بين الأمم، وهو ما فعله الرئيس السيسى خلال السنوات الثمانى الماضية ومنذ توليه المسئولية يسعي جاهداً لتتواجد مصر في المكان اللائق بها علي كافة المستويات، سياسياً واقتصادياً وثقافياً ورياضياً، وقبل ذلك كله انسانياً واجتماعياً.
كلنا يعلم الظروف الصعبة، بل الصعبة جداً التي تولي فيها الرئيس السيسى مسئولية قيادة البلادو التي كادت ان تعصف بها وتذهب بلا عودة، لولا ان سخر المولي عز وجل هذا القائد المخلص ومعه أبطالنا في الجيش والشرطة، حيث استطاعوا بدعم الأوفياء من أبناء هذا الوطن إفشال مخططات أهل الشر وأعوانهم في الداخل والخارج وانقاذ مصر مما كان يحاك ضدها، ولم لا وهم كانوا يعتبرونها الجائزة الكبري فيما اطلقوا عليه »الشرق الأوسط الجديد« أو الفوضي الخلاقة أو الربيع العربي.. وغيرها من الشعارات البراقة التي كانت تغطي نواياهم الخبيثة لتفتيت دول المنطقة وإسقاطها واحدة تلو الأخري، ولكن الله سلم ونجت مصر وخاب ظن أهل الشر وأعوانهم.
ورغم شدة الأمواج وقوة العواصف التي كانت تحيط بالسفينة نجح »الربان« في قيادة الدفة وانقاذ البلاد والعباد ووصل بهم إلي بر الأمان، بل استطاع في سنوات قلائل ان يعيد مصر إلي المكان والمكانة اللائقة بها وأجبر الجميع علي احترامها والتعامل معها كقوة اقليمية ودولية مهمة، حتي من كانوا يقفون في الجانب الآخر ضدها، وذلك نظراً لصدق الكلمة ووحدة الموقف تجاه العديد من القضايا سواء الاقليمية أو الدولية، علاوة علي استقلال الرأي وشفافيته مهما كانت الظروف أو الضغوط، وظهر ذلك جلياً خلال الفترة الأخيرة، وتحديداً إبان فعاليات المؤتمر العالمي للتغيرات المناخية »COP27« الذي استضافته مصر بمدينة السلام »شرم الشيخ«، وحظي بأكبر مشاركة في جميع دوراته منذ انطلاقه عام 94، حيث شارك فيه أكثر من 40 ألف شخص من مختلف بلدان العالم يتقدم 110 زعماء وقادة ورؤساء دول وحكومات، أشادوا جميعاً بحسن التنظيم وقوة المناقشات التي تعبر بحق عن قوة وعظمة »أم الدنيا« كما ذكر ذلك الرئيس الأمريكي »بايدن« خلال لقائه مع الرئيس السيسى علي هامش مشاركته في المؤتمر الدولي المهم.
> نعم أصبحت مصر »الرقم الأهم« في المعادلة سواء أقليمياً أو دولياً وباتت القاسم المشترك في كافة الاجتماعات واللقاءات التي تهتم بقضايا الأمتين الإسلامية والعربية، بل والعالم أجمع، ولعل مشاركة الرئيس السيسى في القمة »العربية – الصينية« التي استضافتها العاصمة السعودية الرياض مؤخراً خير دليل علي ذلك وتأكيداً علي دور مصر الفعال في كافة المحافل الدولية، لاسيما المتعلقة بالشأن العربي، وعادت مصر الكبيرة التي تحمي وتصون وتساند الاشقاء دون تدخل أو إملاء وانما من خلال تقديم الرأي الصادق دائماً والصائب في أحيان كثيرة، بعد سنوات طويلة من التقوقع والانغلاق والابتعاد عن الدور المنوط بها تجاه الكثير من القضايا والأمور كما عادت لتتخذ الموقف الحازم والرأي السديد دون مواربة أو مجاملة لهذا الطرف أو ذاك.
ولعل مشاركة الرئيس في القمة »الافريقية – الأمريكية« التي تستضيفها العاصمة واشنطن خلال الفترة من 13 إلي 15 ديسمبر الجاري خير دليل أيضاً علي عودة مصر كقوة فاعلة في القارة السمراء، وهو ما جعل الرئيس الأمريكي يدعو الرئيس السيسى للمشاركة في القمة مع 45 زعيماً وقائداً افريقياً أكدوا الحضور بهدف تعزيز ودفع العلاقات الأمريكية مع الدول الافريقية من خلال 9 ركائز أساسية في مقدمتها الشراكة الاقتصادية، السلام، الأمن، اشتراك المغتربين، التعليم، القيادة الشبابية، اعلاء الأصوات الافريقية في المحافل الدولية، الديمقراطية، حقوق الإنسان، القمة العالمية، والأمن الغذائى وتغير المناخ، وهو ما يؤكد اهتمام الولايات المتحدة واعترافها بالقارة السمراء كلاعب قوي ومؤثر في النظام العالمي الجديد، الذي يجري إعادة تشكيله وفقاً لمعطيات ومتطلبات، بل ومصالح جديدة خاصة في أعقاب اندلاع الحرب الروسية – الأوكرانية التي جعلت الكل
يعيد حساباته ويبحث عن صالح وطنه لحجز مكان في هذا العالم الجديد، وللحديث بقية ان كان في العمر بقية.