عصام عمران يكتب : المتحف الكبير.. الحدث والحديث!!
عندما كتبت فى هذا المكان الأسبوع الماضى عن »المتحف المصرى الكبير والحلم الأكبر« لم أتوقع أو حتى أتخيل هذا الكم الهائل من التفاعل وردود الافعال الواسعة حول المقال سواء عبر »الفيس بوك« أو الواتس آب أو الاتصال الهاتفى من كافة الزملاء والأساتذة والمتخصصين والمهتمين بتراث مصر بصفة عامة وهذا المشروع العملاق على وجه الخصوص، ولم لا وهو المتحف الأكبر فى العالم، بل والأهم ايضا لما يحويه من كنوز أثرية تحكى تطور الحضارة الفرعونية، وفى القلب منها كما ذكرت فى المقال الأخير مجموعة أثار الفرعون الذهبى الملك توت غنخ آمون، وتمثال الملك رمسيس الثانى الذى يستقبل زوار المتحف، علاوة على مركب الشمس والعديد من القطع الأثرية المهمة والنادرة.
و لا أخفيكم سراً أننى سعدت كثيراً بالتجاوب والتفاعل الكبير من القراء والمتابعين بما كتبته عن هذا المتحف القمة، خاصة وأن غالبية المتفاعلين طالبونى بمواصلة الكتابة عن هذا المشروع القومى »هكذا وصفوه« وها أنا استجيب وأواصل الكتابة عن المتحف الأكبر فى العالم والذى يحوى أكثر من مائة ألف قطعة أثرية ويقع على مساحة 117 فداناً ويتكامل مع منطقتى أثار أهرامات الجيزة الخالدة وسقارة الرائعة، وهو ما جعل الكثيرين من المتفاعلين يؤكدون ضرورة أن يكون حفل افتتاح المتحف على قدر الحدث وقيمة المشروع وأن يكون حديث العالم، من خلال الاعداد الجيد له من الآن وحتى موعد الافتتاح الذى يتوقع حضور شخصيات سياسية وثقافية وسياحية عالمية ويستمر لعدة أيام، بل ربما أسابيع وليس يوماً واحداً، فهو افتتاح غير عادى لمشروع غير عادى.
أما فيما يخص تطوير وتهيئة المنطقة المحيطة بالمتحف لتتواكب مع هذا الصرح الثقافى والأثرى العالمى، فقد قامت الجهات المعنية بتنفيذ مشروع متكامل وبدعم من الرئيس السيسى شخصياً لتصبح المنطقة المحيطة بالمشروع فى حد ذاتها مزاراً سياحياً ومقصداً لملايين الزائرين من مختلف دول العالم، خاصة وكما ذكرت فى البداية انها تحوى أهم عجائب الدنيا القديمة والحديثة ايضا وهى أهرامات الجيزة الخالدة مع تطوير وتحديث شبكة الطرق المؤدية إلى المتحف وربطها بالطريق الدائرى وطريق اسكندرية الصحراوى، علاوة على إنشاء مطار »سفنكس الدولى« الذى يبعد 20 كم فقط عن المتحف وبات جاهزاً لاستقبال شتى أنواع الرحلات الجوية بمختلف أنواعها واحجام الطائرات وهو انجاز مهم سيكون اضافة قوية لزيادة أعداد زوار المنطقة عامة والمتحف الكبير خاصة بعيداً عن زحام القاهرة وضجيجها.
والبعض تحدث عن تخوفه من بيروقراطية ادارة المشروع بعد الافتتاح، خاصة فى ظل تبعيته المباشرة لوزارة السياحة والآثار، مطالبين بضرورة أن يكون للمتحف هيئة مستقلة تضم شخصيات وخبراء مصريين ودوليين أو مجلس أمناء اسوة بمكتبة الإسكندرية يكون له استقلالية والصفة العالمية حتى يبتعد المشروع عن الروتين الحكومى مع خضوعه لكافة أجهزة الرقابة والمتابعة، وأعتقد أن ذلك الاقتراح كان مطروحاً
عند بدء العمل في إنشاء المتحف قبل 20 عاما تقريبا وكان الفنان فاروق حسنى وزير الثقافة الأسبق متحمسا ومتحيزا لذلك.
نأتي إلى الرسالة الأهم التي وصلتني عبر “الواتس أب” من أحد الزملاء الإعزاء مطالبا فيها بأن يحتوى المتحف الكبير على عدد من “فاترينات” العرض التي تعمل بتقنية “الهولوجرام” لعرض القطع الأثرية الغائبة أو المغيبة عن العرض الفعلى بالمتحف وفي مقدمتها التمثال الرائع للملكة “نفرتيتي” والموجود بمتحف برلين بالمانيا وهو تمثال فريد ورفضت الحكومة الألمانية محاولات اعادته ولو حتى على سبيل الاعارة لشهور قليلة بمناسبة افتتاح المتحف، وكذلك حجر رشيد الموجود بالمتحف البريطانى، والقبة السماوية الموجودة بمتحف »اللوفر« بفرنسا وغيرها من القطع الفريدة التى يصعب عودتها أو استعادتها فى الوقت الحالى، على أن يتم تزويد تلك »الفتارين« بالتماس الكترونى يوقع عليه الزائرون بشتى اللغات للمطالبة بعودة تلك القطع إلى موطنها الأصلى خاصة تلك التى خرجت بطرق غير مشروعة أو باساليب خبيثة من خلال التدليس والتحايل وطمس المعالم، كما هو الحال فى عملية خروج التمثال الأشهر للملكة نفرتيتى قبل ٠١١ أعوام تقريباً.. وتحديداً عام ٣١٩١.
عصام عمران
[email protected]