مقالات الرأى

عصام عمران يكتب: ” الأبعادية ” وأخواتها !!

0:00

هناك العديد من الأمور والملفات التى ظلت منسية ولن ابالغ إذا قلت مهملة لسنوات ، بل وعقود طويلة حتى جاء الرئيس عبد الفتاح السيسى قبل تسع سنوات وقرر اقتحام تلك الملفات ولا اقول الأزمات المنسية، ويأتي في القلب منها ملف العشوائيات والأماكن الخطرة التي كانت بمثابة قنابل موقوتة تهدد أمن واستقرار البلاد ، وبالفعل استطاعت الدولة المصرية خلال عقد من الزمان القضاء على معظم المناطق العشوائية والخطرة بشتى المحافظات .
تذكرت ذلك وأنا أتابع جولة الرئيس السيسى بقرية “الأبعادية” بمركز دمنهور بمحافظة البحيرة وحواراته وأحاديثه الأبوية و العفوية النابعة من القلب مع أبناء وأهالي الأبعادية بعد تحويلها إلى قرية نموذجية لتلحق بقريتي ام دومة بسوهاج والمعصرة بالمنيا علاوة على أخواتها من القرى والنجوع التى تستهدفها مبادرة حياة كريمة والتي تصل إلى أكثر من ٣٢٠٠ قرية ونجع وتابعا بمختلف محافظات الجمهورية يالوجهين القبلى والبحرى وتهدف إلى توفير حياة كريمة لأكثر من ٧٠ مليون مصري وذلك على ثلاث مراحل بتكلفة إجمالية تتجاوز تريليون جنيه.
ورغم أن مصر شهدت في عهد الرئيس السيسى إطلاق العديد من المبادرات والمشاريع التنموية والخدمية العملاقة إلا أن مبادرة حياة كريمة تظل المشروع الأهم ، بل مشروع القرن لم يحويه من تفاصيل وجوانب من شأنها تغيير وجه الحياة في تلك القرى والنجوع والتوابع وتوفير الخدمات اللازمة لأهالينا بهذه المناطق التي كانت تفتقر الكثير من الخدمات الضرورية ، لا سيما الصحية والغذائية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية .
حياة كريمة مبادرة متعددة في أركانِها ومتكاملة في ملامحهاو تنبُع من مسؤولية حضارية وبُعد إنساني ، فهي أبعدُ من كونها مبادرة تهدفُ إلى تحسين ظروف المعيشة والحياة اليومية للمواطن المصري، لأنها تهدف أيضا إلى التدخل العاجل لتكريم الإنسان المصري وحفظ كرامته وحقه في العيش الكريم، ذلك المواطن الذي تحمل فاتورة الإصلاح الاقتصادي والذي كان خير مساند للدولة المصرية في معركتها نحو البناء والتنمية ، هو البطل الحقيقي الذي تحمل كافة الظروف والمراحل الصعبة بكل تجرد وإخلاص وحب للوطن.
ومن هنا، كان لِزاما أن يتم التحرك على نطاق واسع ولأولِ مرة وفي إطار من التكامل وتوحيد الجهود بين مؤسسات الدولة الوطنية ومؤسسات القطاع الخاص والمجتمع المدني وشركاء التنمية في مصر لتقديم حزمة متكاملة من الخدمات، التي تشملُ جوانبَ مختلفة صحية واجتماعية ومعيشية، هي بمثابةِ مسؤولية ضخمة ستتشاركُ هذه الجهات المختلفة في شرفِ والتزامِ تقديمها إلى المواطن المصري، لا سيما من الفئات المجتمعية الأكثر احتياجاً للمساعدة ولمد يدِ العَونِ لها، حتى تستطيع أن تحيا الحيَاة الأفضل التي تستحقُّها والتي تضمن لها الحياة الكريمة.
وقد نشأت الفكرة عندما شارك الشباب المتطوع بعرض رؤيتهم وأفكارهم في المؤتمر الأول لمبادرة “حياة كريمة”، والذي عقُد على هامش المؤتمر الوطني السابع للشباب في 30 يوليو 2019، وعلى إثر ذلك تم انشاء مؤسسة حياة كريمة بتاريخ 22 اكتوبر 2019 من شباب متطوع يقدم نموذج فريد يحتذى به في العمل التطوعي.
وتهدف المؤسسة الى التدخل الإنساني لتنمية وتكريم الانسان المصري وحفظ كرامته وحقه في العيش الكريم لإحداث تغيير ملموس لتكريس كافة مجهودات العمل الخيري والتنموي.
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى